جارى تحميل الموقع
21 الخميس , نوفمبر, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
الجديد في القاهرة

              تطوير الفسطاط...... إحياء أول عاصمة إسلامية في إفريقيا



لا تدخر الدولة والقيادة السياسية جهدًا في تطوير المناطق التاريخية القديمة، لإعادة مكانتها السياحية وقيمتها التاريخية ويأتي مشروع تطوير الفسطاط ضمن المشروعات القومية الأخرى مثل ممشي أهل مصر، ومثلث ماسبيرو، التي ستغير واجهة مصر بأكملها. لاسيما مع قربها من منطقة مُجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص والمتحف القومي للحضارة المصرية مما يعد نقلة حضارية بالمنطقة، وقد حظيت محافظة القاهرة بالنصيب الأكبر من هذا التطوير، حيث سارعت أجهزتها بتنفيذ توجيهات القيادة السياسية، والمتضمنة إعادة إحياء المناطق التاريخية القديمة وتطهيرها من مظاهر العشوائية، وتوفير واقع جديد وحياة كريمة وسكن ملائم حديث لقاطنيها به كافة الخدمات المجتمعية المقدمة بشكل منظم وحضاري بعيدًا عن مخاطر العشوائيات، ومراعاة التصميم الحضاري ذو الطابع المعماري العريق، بما يتناسب مع طبيعة المنطقة التراثية. والارتقاء بمستوى مدينة القاهرة، والسماح لها بالعودة لممارسة دورها التاريخي والحضاري والثقافي، مع الانتهاء من كافة مراحل تطوير المنطقة خلال عام 2022.

 

يُعد حي مصر القديمة بما يحتويه من تاريخ شاهد على قفزة التطور التاريخي الذي مر على القاهرة. ومن ثم فإن تطوير منطقة الفسطاط يهدف لإحياء التراث المصري الفرعوني والقبطي والإسلامي، والحفاظ على العمارة الإسلامية الخالدة بها. لتصبح مدينة الفسطاط مُتحفًا مفتوحًا ينقل السائحين من جميع أنحاء العالم إلى تجربة أخرى جديدة بالقاهرة التاريخية، فقد كانت البداية في سنة 2019، منذ أن وجهت القيادة السياسية بضرورة التطوير الشامل للقاهرة التاريخية، وتحويلها إلى مقصد سياحي متطور يتسم بطابع معماري عريق ومتكامل الخدمات، وذلك سعيا من الدولة لإعادة هذه المواقع إلى سابق عهدها، بما يسهم في جذب المزيد من الحركة السياحية لها، والتعامل معها في إطارها التاريخي الأشمل واستغلال المناطق العشوائية التي تمت إزالتها لإعادة التواصل بين حقب القاهرة المتعاقبة زمنيا ومكانيا وربط الملامح التاريخية والثقافية والطبيعية التي عاشتها المدينة قديما وحديثا، كالفسطاط، والعسكر، والقطائع، والقاهرة الأيوبية والفاطمية، وأسوار القاهرة، وسور مجري العيون من خلال نسق معماري وعمراني يربط بينهم ويشكل مقصد تراثي ثقافي سياحي للقاهرة يتفاعل مع المدينة القديمة ويعيد إليها اعتبارها.

 

منطقة الفسطاط قديما                                                           منطقة الفسطاط عام 2019 

مخطط تطوير الفسطاط:

 مفاتيح الخريطة

ويضم المخطط العام للمشروع تطوير منطقة جامع عمرو بن العاص الأثرية ومنطقة الحفريات ومتحف الحضارة وعين الحياة ومسجد أبو السعود الجرحي ومجمع الأديان، وغيرها من المعالم والمناطق الأثرية. وقد تم وضع مخطط عمراني يربط بين هذه المناطق من خلال عدة مناطق اخرى رئيسية، منها منطقة الأسواق، التي تحتوي على ساحة وجامع عمرو بن العاص، وأنشطة تجارية للحرف التقليدية المميزة للمنطقة مثل" أعمال الزجاج، والسيراميك، والشمع، والغزل والنسيج"، حيث تطل منطقة الأسواق على منطقة الحفريات، ثم تأتي منطقة الوادي، حيث التلال المميزة، والتي ستحتوي على مسرح الوادي وبحيرة الزهور المصرية، لتشمل أنشطة احتفالية كالأفراح والحفلات الخاصة، بالإضافة إلى مسار الدراجات والتريض، ثم منطقة الحدائق التراثية، والتي ستحتفل بالإرث النباتي المصري، كما ستحتضن ضفاف بحيرة عين الحياة عدداً من المطاعم والمقاهي المميزة وساحة للعروض الفنية والحفلات الموسيقية التي تطل على أيقونات بصرية مميزة.

    مخطط تطوير الفسطاط

منطقة مجمع الأديان بالفسطاط:

يقع مجمع الأديان بجانب بقايا الحصن الروماني القديم "حصن بابليون"، تلك المنطقة التي تتعانق فيها الأديان السماوية الثلاثة، في مساحة لا تزيد على كيلو متر واحد، حيث ترتفع مئذنة أول جامع في مصر وإفريقيا كلها "جامع عمرو بن العاص" إلى جانب "معبد بن عزرا"، وهو أقدم المعابد اليهودية الباقية في مصر، وبالقرب منهما تطل الكنيسة المعلقة، وهي أول الآثار المسيحية في مصر وإحدى محطات العائلة المقدسة خلال رحلتهم إلى مصر، والتي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألفي عام.

بقايا حصن بابليون                                                                             جامع عمرو بن العاص 

 

معبد بن عزرا                                                                                    الكنيسة المعلقة

 

يتضمن مخطط التطوير ساحة جامع عمرو بن العاص حيث يشمل تحديثاً شاملاً للمدخل الرئيسي للجامع، وزراعة أشجار للتظليل، وإقامة رصيف للمشاة، وأماكن انتظار للسيارات، ونافورة، فضلاً عن تطوير سوق الفسطاط القائم، و تم تصميم الفراغات الرئيسية للمشروع بما يخدم رواد هذه المنطقة، وتحقيق طفرة نوعية ملموسة. كما سيتم ربط متحف الحضارة بمسجد عمرو بن العاص من خلال تفريعة مائية يتم سحبها من بحيرة عين الصيرة وعلى ضفافها سيتم عمل مسارات مشاه ودراجات، باعتبار أن هذا الموقع هو المدخل الرئيسي لمشروع حدائق الفسطاط.

 

ساحة مسجد عمرو                                                                               سوق الفسطاط

تفريعة مائية سيتم سحبها من بحيرة عين الصيرة لربط متحف الحضارة بمسجد عمرو بن العاص

حديقة "تلال الفسطاط":

 تعد الحديقة الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، حيث يتم إنشاؤها على مساحة 500 فدان في موقع مركزي بقلب القاهرة التاريخية، لتحتضن متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص، لخلق أكبر متنفس أخضر في القاهرة، مما يجعلها مقصدا سياحيا إقليميا وعالميا، إلى جانب إتاحة عدد من الأنشطة التي تعتمد على إحياء التراث المصري (الفرعوني، القبطي، الإسلامي والحديث)، فضلاً عن مجموعة من الأنشطة الثقافية والتجارية والخدمات الفندقية والمسارح المكشوفة، وكذلك الصناعات التقليدية الخاصة بالمنطقة، بالإضافة إلى منطقة آثار وحفريات قديمة، ومنطقة حدائق تراثية، كما تتوسط حديقة تلال الفسطاط هضبة كبيرة تتيح التواصل البصري الفريد مع أهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين ومآذن القاهرة.

 

مخطط تطوير حديقة تلال الفسطاط 

 

وتتضمن مشروعات أعمال التطوير، إقامة عدد من المناطق منها، (منطقة الحدائق التراثية، ومنطقة للمغامرات، والمنطقة الثقافية، والمنطقة التاريخية، ومنطقة حديقة الزهور المصرية، والمركز الترفيهي لحديقة الفسطاط، إلى جانب منطقة الأسواق، ومنطقة القصبة، والمنطقة الفندقية، فضلاً عن مسرح "طومان باي"، وساحة البحيرة، ومسرح الوادي، مسار مشروع التلفريك الذي يربط بين حديقة تلال الفسطاط وحديقة الأزهر).

 

سور مجرى العيون:

يعرف باسم "قناطر المياه" ويتميز بمساحته التي وصلت 3500 متر وطرازه المعماري المتميز الذي يعود لفن العمارة الإسلامية ويمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديمًا يمتد حتى القلعة، حيث كان ينتهي بصب مياهه في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، ولم يبق من هذه القناطر شيئا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجه لمسجد السيدة عائشة.

 

سور مجرى العيون قديما                                                                 سور مجرى العيون قبل التطوير

 

منذ 2019 بدء مشروع إحياء وتطوير منطقة سور مجرى العيون حيث قامت محافظة القاهرة بإزالة التعديات الكبيرة والنفايات وحظائر الحيوانات المحيطة بالسور، حيث شملت الازالات عزبة المدابغ وأكشاك أبو السعود، واسطبل عنتر وبطن البقرة والجيارة، وعزبة أبو قرن التي كانت تعد من أكبر وأصعب المناطق العشوائية غير المخططة وغير الآمنة حيث بلغت مساحتها 45 فدانا وتلاصق جامع عمرو بن العاص وحديقة الفسطاط وشارع صلاح سالم، وتم تسكين المواطنين بمساكن حضارية بمشروع "معا 1، 2"، التي أنشأتها الدولة كسكن بديل بحي السلام. كما تم إزالة بعض المناطق من عزبة خير الله "المنطقة المحيطة ببحيرة "عين الصيرة"، وتم نقل المواطنين لمساكن آدمية تليق بهم، بالإضافة إلى المدابغ التي تم نقلها لمدينة الروبيكي، وتعاونت المحافظة مع أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارتي الإسكان والسياحة والآثار في استعادة المكانة التاريخية لتلك المنطقة، وبدء العمل على ترميم الأجزاء التي تم هدمها.

 

مشروع معا بحي السلام                                                                                مدينة الروبيكي

 

وتبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة سور مجرى العيون نحو 399 ألف متر مربع أي نحو 95 فدانا، سيقام بها قاعات العروض الثقافية والحفلات التراثية، وسيتم صيانة مبنى مأخذ المياه الموجود بمنطقة فم الخليج المطلة على نهر النيل، وصيانة نماذج السواقي المقامة أعلى المبنى وإضاءتها بالليزر وينفذ المشروع فنانون بمعهد الحرف الأثرية بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار.

 

ترميم السور وصيانة السواقي

 

كما يشمل التطوير إقامة البازارات السياحية، والمطاعم، والكافتيريات، وأماكن انتظار سيارات وإنشاء منطقة سكنية ترفيهية ذات طراز معماري إسلامي يتوافق مع طراز المنطقة باستخدام نفس الحجر المستخدم في بناء سور مجري العيون وهو حجر "النحيت"، حيث يتم إنشاء 90 عمارة على 74 فدانا ومسطح العمارة الواحدة نحو 600 متر على 4 وحدات، كل وحدة مسطحها نحو 150 متر، والعمارات عبارة عن أرضي و6 طوابق، في حين إن العمارات التي ستكون بجوار سور مجرى العيون، ستكون مكونة من أرضي و3 طوابق، فضلا عن إنشاء مول تجارى على مساحة 16 فدانا.

 

مخطط المنطقة الترفيهية والتجارية                                                          مخطط المطاعم والكافيتريات

 

بحيرة عين الصيرة "عين الحياة":

تعتبر هذه البحيرة -المعروفة باسم بحيرة عين الحياة-، أحد المعالم الهامة في الفسطاط الجديدة، وهي بحيرة كبريتية، اشتهرت في القرن الماضي بقدرة مياهها على علاج الأمراض الجلدية، وكان يقصدها الكثير من الأجانب بالإضافة إلى المصريين، ولكن حالها تبدل مع مرور الزمن وأصابها الإهمال بعد استقرار السكان بمحيطها وتحولت المنطقة لعشوائيات.

 

بحيرة عين الصيرة قبل وبعد التطوير

 

مخطط التطوير:

يضم مشروع  تطوير بحيرة عين الصيرة عدة أقسام: منها ساحة الشاي؛ وهي عبارة عن كافيتريات وسط منطقة ممتلئة بالنباتات لتكون مثل غابة صغيرة وسط المياه، وتصلح لتناول المشروبات الساخنة والاطعمة الخفيفة صباحاً، كما سيتم تزويد البحيرة بعدة نافورات لإعطائها شكلا جمالياً، بالإضافة إلى عمل ممرات للمشي والتريض لاستخدام البحيرة ليلًا ونهارا، وتخصيص شاشات عرض مطلة عليها أيضا، كما تشمل أعمال تطوير البحيرة إنشاء أحواض سمك ومحطة معالجة مياه و4 محطات كهرباء وتوزيع 4500 وحدة إنارة بمحيط البحيرة وإنشاء 20 منفذا للوجبات السريعة والمشروبات و 4 مطاعم ومجموعة من الكافيهات ومرسى للقوارب لمن يريد التجول داخل البحيرة ومسرح مكشوف تقدم عليه العروض وساحة انتظار للسيارات.

 

ساحة الشاي والنافورات داخل البحيرة 

 

الموقف التنفيذي:

أوشك قطار تطوير بحيرة عين الصيرة على الوصول إلى المحطة النهائية بتكلفة حوالي 280 مليون جنيه، لتتحول تلك المنطقة إلى مزار سياحي يزين وجه مصر القديمة ويكتب شهادة ميلاد جديدة للمنطقة. بعدما كانت البحيرة منطقة مخلفات. فقد تم إزالة قسم شرطة مصر القديمة، ومركز شباب الإمام الليثي، وتم تطهير البحيرة من المخلفات الصلبة وتهوية المياه لتعود إلى طبيعتها الساحرة فضلا عن تطويرها وتوسعتها، وإنشاء منطقة اللاند سكيب التي تشمل ممشى سياحيا.

تطوير بحيرة عين الصيرة 

 

ومن المستهدف ربط منطقة الفسطاط بالمناطق التاريخية المحيطة من خلال نظم نقل عام نظيفة ومتنوعة ومتكاملة تتيح انتقالا أكثر استدامة، مثل الأتوبيسات الكهربائية البانورامية التي تربط بين القاهرة الفاطمية والفسطاط، وايضا التليفريك الذي يربط بين حديقة الفسطاط وحديقة الأزهر، فضلا عن حركة المشاة والدراجات مما يقلل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة في الانتقال والتي تؤثر على طابع المنطقة التاريخية وحركة الطريق، كما سيتم ربط المنطقة بالجيزة والقاهرة الجديدة والعاصمة الادارية الجديدة من خلال خط مترو أنفاق يبدا عند اهرامات الجيزة ويمر بحي مصر القديمة في محطات الفسطاط وسور مجرى العيون حتى يصل إلى القاهرة الجديدة.

 

 وليتم اكتمال المشروع تم ربط منطقة الفسطاط بالطرق السريعة وإنشاء محور عين الحياة الذي يربط طريق الفسطاط بطريق الأوتوستراد، كما يتم تطوير طريق عين الحياة وربطه بطريق الخيالة والطريق الدائري، فضلا عن إنشاء 6 كباري في منطقة الفسطاط لربط المنطقة بالطريق الدائري وطريقي صلاح سالم والاوتوستراد، والعاشر من رمضان.

 

انشاء محور عين الحياة المروري:

يهدف المحور لتحقيق السيولة المرورية وتقليص المسافات وأوقات الرحلات في إطار مشروع تطوير العاصمة التراثية والسياحية والجمالية حيث ستمكن المحاور الجديدة من الدخول والخروج من  العاصمة في دقائق معدودة بدلا من ساعات، والمشروع عبارة عن 2 كوبري، الأول: هو كوبري عين الصيرة ويربط طريق صلاح سالم بالطريق الدائري حيث يبدأ من أمام بحيرة عين الحياة ويمر عبر طريق الخيالة مُتجهًا إلى منطقة بئر أم سلطان حتى الطريق الدائري، ويمر الكوبري عموديا فوق الكوبري الثاني، وهي تمثل نقلة نوعية في المنطقة، أما الكوبري الثاني: فيبدأ من أمام متحف الحضارة للقادم من طريق الكورنيش ويمر عبر منطقة الإمام الليثي والإمام الشافعي، ثم شارع الكردي ويستمر حتى المرور فوق كوبري التونسي ليلتقي بطريق الأوتوستراد، ومنه إلى أقصى شرق القاهرة ليسهل الذهاب والاياب للتجمع الخامس والمدن الجديدة.

 

وهكذا نجد أن رؤية التخطيط لم تكن كسابق عهدها لمنطقة بعينها، وانما تطوير متكامل حيث سيكون المشروع بجوار مجمع الأديان والقاهرة الفاطمية اللذان يشهدان أيضا ثورة تطويرية ستجعل المنطقة مزارا سياحيا عالميا يتحاكى به العالم أجمع هنا في قاهرة المعز. 

 

آخر تحديث: 2024

محادثة ألية
دائما نشط
أهلاً! الرجاء اختيار الخدمة المطلوبة.
1