هروب علي بك الكبير من مصر إلى الشام
في مثل هذا اليوم 13 إبريل1772 هرب علي بك الكبير من مصر إلى الشام بعد فشل حركته في الخروج على الدولة العثمانية التي كانت مصر تابعة لها، فقد كان حاكم للقاهرة كشيخ البلد أيام العثمانيين، وكان هذا المنصب أعلى المناصب التي يتقلدها المماليك البكوات، وكان لا يعتليه إلا أشدهم بأساً، وأوفرهم جنداً، وقد شجعته حملاته التوسعية على ان يرسل حملة بقيادة مملوكه محمد أبو الدهب إلى الحجاز، وشجعه انتصاره في الحجاز على إرسال حملة إلى بلاد الشام، وبالفعل استطاع أبو الدهب قائد الحملة أن يحرز انتصارات عديدة، وعاونه الشيخ ظاهر العمر معاونة صادقة، فسقطت في يده غزة ونابلس ويافا والرملة وصيدا وغيرها.
وانقلب محمد أبو الدهب على مولاه علي بك الكبير وبدأ يطمع في نسب كل هذه الانتصارات لنفسه، واستطاع أن يثير عليه البكوات، فكان تارة يصفه بالكفر والإلحاد، وتارة أخرى يتهمه بالعمل على إخضاع هذه البلاد للكفرة، في إشارة منه على تعاون علي بك مع الروس، فاضطر علي بك الكبير إلى مغادرة القاهرة والالتجاء إلى صديقه ظاهر العمر أحد الحكام العثمانيين في فلسطين، ومعه ثروته الضخمة وسبعة آلاف من فرسانه ومشاته، وبدأ في تنظيم قواته والاتصال بقائد الأسطول الروسي الذي راح يمنيه بقرب وصول المساعدات، لكن هذه الوعود تمخضت عن ثلاثة مدافع وبضعة ضباط وعدد من البنادق.
وتعجل علي بك العودة إلى مصر على غير رغبة ظاهر العمر، الذي نصحه بالتريث والتمهل، حتى وصل إلى الصالحية بالشرقية، التقى بجيش أبو الدهب في معركة كان النصر فيها حليف الأخير، وأصيب علي بك في هذه المعركة بجراح، وتم نقله إلى القاهرة، حيث قدم له مملوكه أبو الدهب الرعاية الطبية، لكن ذلك لم يغن عن الأمر شيئاً فلقى ربه في (25 صفر 1187 هـ - 8 من مايو 1773 م).