قام محمد عبد اللطيف وزير التربية
والتعليم والتعليم الفنى، بحضور السفير إيريك شوفالييه سفير فرنسا بالقاهرة،
بزيارة مدرسة العائلة المقدسة لتفقد سير العملية التعليمية بها.
وحضر وزير التربية والتعليم
والسفير الفرنسى طابور الصباح، وتحية العلم، كما ألقى السيد الوزير محمد عبد
اللطيف كلمة، عبر فيها عن سعادته بتواجده
بمدرسة العائلة المقدسة بالقاهرة، التي تمثل صرحًا تعليميًا عريقًا، ترجع جذوره
إلى قرن ونصف من الزمن، حتى أصبح علامة فارقة في تاريخ التعليم، ورمزًا للتعليم
الهادف الذي يمزج بين الأصالة والمعاصرة.
وأكد الوزير على عمق العلاقات
المصرية الفرنسية؛ حيث يرتبط البلدان الصديقان بروابط جغرافية، وتاريخية وحضارية
وثقافية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات المتميزة شهدت تطورًا ملموسًا، منذ تولي
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية، انطلاقًا من إرادة سياسية
مشتركة من الجانبين.
كما أكد الوزير على أن العلاقات
الثقافية بين مصر وفرنسا تتميز بتاريخ طويل من التعاون والتفاعل الإيجابي الذي
ساهم في تعزيز التفاهم المشترك بين البلدين والشعبين الصديقين، وساهمت الثقافة
بدور محوري في بناء جسور التواصل بينهما، وتتواصل هذه العلاقات اليوم، من خلال
المبادرات الثقافية المشتركة مثل، برامج تعليم اللغة الفرنسية، والتبادلات
الطلابية، وإقامة المعارض الفنية، إلى جانب مشاركة المؤسسات الثقافية المصرية في
الفعاليات الثقافية الفرنسية، حيث تعكس تلك الشراكات الناجحة بين البلدين التزامهما
بتعزيز الحوار الحضاري، والحفاظ على التراث الثقافي.
وأضاف الوزير محمد عبد اللطيف:
"لقد ساهمت المدارس الفرنسية، منذ نشأتها بمصر، بدور بارز في تعزيز الثقافة،
ونشر التعليم باللغة الفرنسية، مع الحفاظ على الهوية الوطنية، والاهتمام بالقيم
الثقافية والإنسانية التي تعكس التنوع والانفتاح، والتفاعل العميق بين الثقافتين،
وتخرجت منها أجيال تمتلك رؤية عالمية، وتمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون التربوي،
والتعليمي، والثقافي المثمر، مما ساهم في إيجاد بيئة تعليمية تثري الطلاب بتجارب
حضارية متعددة، وتشحذ الفكر النقدي البناء".
وتابع الوزير أن مدارس العائلة
المقدسة تُعد نموذجًا بارزًا للمدارس الفرنسية في مصر، حيث تسهم بشكل ملموس في
تعزيز الثقافة ونشر اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى إسهامات تعليمية رائدة، مما يتيح
الجمع بين جودة التعليم وتنمية الهوية الوطنية، وتعزيز التواصل الثقافي، وقيم روح
التسامح والتفاهم بين الطلاب، وتشجيعهم على التفكير النقدي والإبداع وجعلهم أكثر
احترامًا وقبولًا لثقافة الآخر، مشيدًا بخريجي هذه المدارس ونجاحاتهم في حياتهم
العملية على مدار 145عامًا، داعيًا الطلاب إلى مواصلة مسيرة التعلم، والاجتهاد،
والتفوق، واحترام معلميهم، واستثمار فرص جديدة للاطلاع، والمعرفة، والإبداع،
واكتشاف الذات.
وفي ختام كلمته، تقدم الوزير
بالشكر والتقدير للسفارة الفرنسية، وكل من ساهم في وضع لبنة في هذا الصرح التعليمي
العريق، ولإدارة المدرسة المتميزة، وأعضاء هيئة التدريس الأكفاء الذين قدموا
نموذجًا مشرفًا في التفاني والإخلاص، متمنيًا لهم المزيد من التوفيق والنجاح.
ومن جانبه، أعرب إيريك شوفالييه
سفير فرنسا بالقاهرة عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا أنها فرصة لتعزيز العلاقات
بين السفارة ووزارة التربية والتعليم، وتعزيز أواصر التعاون القائم بينهم.
وأكد السفير الفرنسى أن مدرسة
العائلة المقدسة تعد من أعرق المدارس الفرنسية في مصر فقد نشأت منذ 145عامًا،
وتقدم تعليمًا متميزًا يؤهل الطلاب لدراسة ثلاث لغات بشكل عالي الجودة، مشيرًا إلى
أن الطلاب يتقنون لدى تخرجهم اللغات العربية والفرنسية والانجليزية،
وأحيانًا لغات أخرى مثل الأسبانية، وغيرها.
كما أكد السفير الفرنسى على
مواصلة تقديم الدعم لكافة المدارس الفرنسية فى مصر والتى يحرص على زيارتها بشكل
دائم، والعمل على دعم المبادرات التعليمية وبرامج التبادل الثقافي، بما يعود
بالنفع على المجتمع المدرسي.
ومن جهته، رحب الأب رومانى أمين
مدير المدرسة بالحضور، مشيرًا إلى أن مدرسة العائلة المقدسة المعروفة أيضًا بإسم
مدرسة "الجزويت" تهدف لتنشئة أبنائها تنشئة متكاملة تمكنهم من خدمة
مجتمعهم وانفتاحهم على العالم المحيط بهم ثقافيًا وعلميًا وإنسانيًا، مشيرًا إلى
أن المدرسة تعد واحدة من بين 3730 مدرسة يدرس فيها مليونان ونصف مليون طالب من
مختلف أنحاء العالم، فضلًا عن 189 جامعة ومعهد متخصص عالميًا.
وأضاف مدير المدرسة أن مدرسة
العائلة المقدسة تقدم رسالتها التي تندرج في إطار سياسة مصر التي تضع ضمن
أولوياتها التربوية والوطنية الإنسان قبل أي اعتبار آخر، وتعد هذه تحديدًا رسالة
المدرسة الأولى، وهي تكوين عناصر فعالة في المجتمع، تتسم بالكفاءة الدراسية،
ونزاهة الضمير، وأمانة الالتزام، موضحًا أن هذه المبادئ التربوية، التي تضع الشخص
محور التربية والتعليم، يتم ترجمتها على أصعدة متعددة في إطار اليوم الدراسي منها
استخدام الطرق والأدوات والأساليب والوسائل التربوية المتجددة في العصر الرقمي
الذي نعيشه ويعيشه أبناؤنا، كما يهدف إلى اكتشاف القدرات العقلية للطلاب ليكونوا قادرين
على التحليل والفهم والنقد واتخاذ القرار والابتكار.
وخلال زيارة وزير التربية
والتعليم والسفير الفرنسى للمدرسة، استعرض عدد من طلاب المدرسة الأنشطة الدراسية
الصفية واللاصفية، من رحلات ثقافية، ومعسكرات تكوينية، ورحلة الدراجات السنوية،
بجانب الرحلات العلمية، كما تم استعراض الأعمال الخيرية التى يقوم بها طلاب
المدرسة فى خدمة المجتمع.
وقد أشاد الوزير بعرض الطلاب،
وبالأنشطة التى يقومون بها، كما أثنى على أدائهم في العرض، كما تحدث معهم عن
تطلعاتهم فى المستقبل، وقال لهم " أنتم وجه مشرف للطلاب وعليكم مسئولية كبيرة
فى بناء الوطن"،وخلال الزيارة، تفقد وزير التربية
والتعليم والسفير الفرنسى، مكتبة المدرسة التى تحتوى على كتب عريقة، ومنها كتاب
"وصف مصر" وبعض الاحجار التى تعود تاريخها إلى العصور المختلفة.
كما تفقد الوزير والسفير الفرنسى
عددًا من فصول المدرسة للمرحلة الثانوية والإعدادية، وتابعا شرح المعلمين أثناء
حصص التاريخ، والعلوم، والرياضيات، كما تفقدا معرضًا يحتوى على أعمال الطلاب
الفنيظة، والرسومات، وكتب فنون الخط
العربى، وأعمال من الصلصال، وفن طى الورق، والرسم على الزجاج والنحاس.
مصدر الخبر : بوابة
اخبار اليوم