أشهر المساجد الأثرية في القاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جامع الأقمر ... وسر بناؤه بهذه الأحجار
أبيض كـ لون القمر .. هكذا كان يريده الخليفة الآمر بأحكام الله أبو على المنصور بن المستعلى بالله والذي أمر ببناء جامع تكون حجارته باللون الأبيض وأسماه بالجامع الأقمر.
ويعد هذا المسجد الذي بني عام 1125م هو من أصـغر مسـاجد القـاهرة كما أنه تحـفة معمـارية أصيلـة، وهو أيضاً المسجد الوحـيد الـذى ينخفـض مستـواه عن سطح الأرض.
وينفرد هذا الجامع بأنه أول جامع توازي واجهته خط تنظيم الشارع بدلاً من أن تكون موازية للصحن وذلك لكى تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح ولهذا نجد أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة.
ويتكون الجامع من صحن صغير مربع مساحته عشرة أمتار مربعة تقريباً يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الجنوبى الشرقي أي في إيوان القبلة، وعقود الأروقة محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة.
ويرى في مدخل الجامع لأول مرة في عمارة المساجد العقد المعشق الذى انتشر في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادي، وفوق هـذا العقد يوجد العقد الفارسى وهـو منشأ على شكل مروحة تتوسطها دائرة في مركزه، واهـم ميزة في تصميم الجامع استعمال المقرنصات ولم تستعمل قبل ذلك إلا في مئذنة جامع الجيوشي، تلك الزخرفة التى عــم انتشارها جميع العمارة الاسلامية تقريبا بعد هـذا الجامع.
موقع جامع الأقمر على خرائط جوجل
جامع الأزهر
أعرق جامع في مصر بُني منذ أكثر من ألف عام تحول خلالها من جامع للصلاة إلى أبرز وأشهر الجامعات الإسلامية في العالم. يقع في ميدان الأزهر، وتقديراً وعرفاناً بقيمة جامع الأزهر فقد زيُنت وجه العملة الورقية المصرية فئة الخمسون قرشاً برسم صورة الجامع الأزهر في أكثر من إصدار.
نشأته:
هو أول جامع شٌيد بالقاهرة، أنشائه القائد جوهر الصقلي بأمر من الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، شرع في بناه عام (359هـ- 970م) وانتهى منه عام (361هـ-972م)، كان الغرض منه أن يكون مسجداً جامعاً أسوةً بجامع عمرو بن العاص بالفسطاط، هذا بجانب تهيئته ليكون معهداً لفئة معينة من الطلاب لتعليم المذهب الشيعي ونشره. غير أن صلاح الدين الأيوبي أوقف الصلاة فيه لأنه كان يدين بالمذهب السني وظل هكذا حتى نهاية العصر الأيوبي، ومع مجيء العصر المملوكي ازدهر ثانية حيث تسابق حكام المماليك في الاهتمام بالأزهر طلابًا وشيوخًا وعمارةً وتوسعوا في الإنفاق عليه والاهتمام به، وصار أشهر جامع في البلاد الإسلامية بل صار معهداً إسلامياً يقصد اليه وفود الطلاب من جميع الأقطار الإسلامية.
تسميته:
اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وإشادة بذكراها..
تخطيطه:
كانت مساحة الجامع عند بنائه تقرب من نصف مساحته الحالية، ثم طرأت عليه زيادات وبنايات وإصلاحات في عصور لاحقه حتى وصل إلى الحالة التي عليها الآن؛ وكان مسقطه وقت إنشائه عبارة عن ثلاث ايونات يتوسطها صحن مكشوف تطل علية بعقود محمولة على أعمدة، أكبرها رواق القبلة في الجهة الشرقية يقطعه مجاز قاطع يتجه إلى المحراب مباشرة، وما زالت عقود المجاز القاطع موجودة حتى الآن، أما الجهة الغربية فلم تكن تحتوي على أروقه ويتوسطها الباب الرئيسي، ولم يكن له مآذنه.
الزيادات التي طرأت على الجامع:
العصر الفاطمي:
حظي الجامع بعناية الفواطم، وظل طيلة المائتي السنة الأولى من حياته دون أن تطرأ علية آية تغييرات سوء بالحذف أو بالإضافة، واقتصرت الاعمال على دعم مبانيه وترميمها وتجديد زخارفها، إلى أن أضاف الخليفة الحافظ لدين الله في عام (544هــ/1149م) إلى الصحن رواقاً يدور حوله من جهاته الأربعة، وجعل في منتصف الرواق الملاصق لرواق القبلة مدخلاً إلى المجاز، تعلوه قبة، زٌخرفت بكتابات كوفية وهي من أجمل نماذج الكتابات الكوفية التي وصلت إلينا من العصر الفاطمي.
العصر المملوكي:
المدرسة الطيبرسية (709هــ/ 1309م): تقع على يمين الداخل إلى الجامع، أنشائها الأمير علاء الدين طيبرس الخازنداري نقيب الجيوش في دولة الناصر محمد بن قلاوون، وقرر فيها دروس لفقهاء الشافعية.
المدرسة الأقبغاوية (740هـ / 1340م): على يسار الداخل إلى الجامع، أنشائها الأمير علاء الدين أقبغا عبد الواحد استادار الملك الناصر محمد بن قلاوون وكلمة استادار تعني " المشرف على المطبخ السلطاني وطعام السلطان".
المدرسة الجوهرية (844هـ / 1440م): تقع في الطرف الشرقي الشمالي عند باب السر للجامع، شيدها الأمير جوهر القنقبائي الحبشي خازندار الملك الأشرف برسباي، وتتكون من أربع ايوانات يتوسطها صحن مفروش بالرخام الملون وبداخلها مدفن مٌنشأها.
في عام (873هـ /1468م): أمر السلطان قايتباى بهدم باب الجامع الرئيسي بالجهة الغربية وأقام الباب الحالي وعلى يمينه مئذنة ذات ثلاث دورات.
أما في عام (915هـ / 1510م): أمر السلطان قنصوه الغوري ببناء مئذنة للجامع والتي امتازت برؤوسها المزدوجة، وتلبيس بدن دورتها الثانية بالقشاني، ووجود سلمين بين دورتيها الأولى والثانية بحيث لا يرى الصاعد في أحدهما الآخر.
العصر العثماني:
تمتع الجامع بنصيب كبير من اهتمام ولاة مصر وأعيانها في هذا العصر من أعمال إصلاح وترميم وزيادة، ومن أهمها وأكبرها تلك التي قام بها الأمير عبد الرحمن كتخدا سنة (1167هــ/ 1753م)، حيث زاد في مساحة الجامع فأضاف أروقه خلف المحراب سميت بإيوان عبد الرحمن كتخدا، وجعل أرضيته وسقف هذه الإيوان أكثر ارتفاعاً من أرضية وسقف الجامع، وبٌني بيها محراباً جديداً ومنبراً ، وجعل لها بابين أحدهما بالجهة القبلية يُسمى "باب الصعايدة" يعلوه كٌتاب لتعليم الفقراء وتجاوره مئذنة، كما يؤدي هذا الباب إلى رواق الصعايدة، وأنشاء لنفسه مدفنا على يسار الداخل من هذا الباب، أما الباب الأخر فهو "باب الشوربة" ويقع في الطرف الشرقي البحري وأنشاء بجواره مئذنة.
وفي القرن التاسع عشر تمتع الجامع بعدة إصلاحات وترميمات أهمها في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني الذي أنشاء مكتبة الأزهر الشريف داخل المدرسة الأقبغاوية.
وفي عام 1961م تمّ إعلان قيام جامعة الأزهر رسمياً كما أنشاء العديد من الكليات. ومن أشهر العلماء الذين ارتبطت أسماؤهم بالأزهر: ابن خلدون، وابن حجر العسقلاني، والسخاوي، وابن تغري بردي، والقلقشندي، وغيرهم من العلماء.
ولا يفوتنا مكانة الجامع الأزهر التاريخية عبر تاريخ مصر الإسلامية، ودور مشايخ الأزهر في الحركة التعليمية والدينية والسياسية في مواجهة الحملة الفرنسية وفي الكفاح ضد الاحتلال الإنجليزي مما يضيق معه المجال في سرد هذه الرسالة التي قام بها الجامع الأزهر بمشايخه وطلابه على الوجه الأكمل.
ولازال الجامع إلى اليوم قائماً شامخاً تتحدى مآذنه الزمان وتصل هامات علمائه السحاب، لا يلين لمعتد، ولا ينحني لمتجبر، صادعاً بالحق داعيا إليه ما بقيت جدرانه ومآذنه.
موقع جامع الازهر على خرائط جوجل
جامع الطباخ
تحفة معمارية شٌيد على يد أمير مملوكي وجدده طباخ السلطان
من الممكن أن صادف وصليت فيه مرة، فهو يعلو مدخل محطة مترو محمد نجيب بوسط البلد في محيط منطقة عابدين، ستشعر وكأنه مسجد جديد ولكن ستندهش حينما تعرف أنه بُني عام 1243م، هذا المسجد قارب وجودة على الــ 800 عاما، أنه مسجد الطباخ.
موقعه:
يقع جامع الطباخ بشارع الصنافيرى بقسم عابدين، وقد عرف الشارع بهذا الاسم نسبة لوجود ضريح الشيخ إسماعيل الصنافيرى، وكان الشارع يُعرف قبل دفن الشيخ باسم شارع باب اللوق.
الباني الأول للجامع:
شٌيد هذا الجامع عام 1243م على يد الأمير جمال الدين أقوش استادار للملك الصالح نجم الدين أيوب، و"استادار" هي إحدى الوظائف الهامة في العصر المملوكي والكلمة مكونة من مقطعين "أستاذ الدار" أي المسؤول عن القصور السلطانية، كما تولى الأمير جمال الدين نيابة مدينة الكرك في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
كان الأمير أقوش من أغنى الأمراء وأشتهر بالتصدق والجود، والاهتمام بالعمارة فرمم العديد من الجوامع القديمة، وقام ببناء مجموعة من العمائر منها مستشفى بحي الصاغة، وجامع في ميدان باب اللوق الذي عٌرف فيما بعد بجامع الطباخ، وكل ذلك من ماله الخاص.
وقد ساءت العلاقة بين السلطان والأمير أقوش في أخر أيامه وذلك نتيجة للوشايات والوقيعة التي كان يدس بها الحاقدين عليه، مما أوغر صدر السلطان عليه وأمر بزجه في سجن الإسكندرية حتى توفي عام 736ه.
الباني الثاني للجامع:
بعد وفاة مؤسسه الأول عانى الجامع من الإهمال وتهدمت جدرانه وكاد يندثر نهائياً لولا مؤسسه الثاني الذي رممه وأعاده إلى مكانته بين جوامع القاهرة العريقة.
لم يكن المؤسس الثاني للجامع سلطاناً أو أميراً وإنما كان "الحاج علي" يعمل طباخًا لدى قصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ونشأ "علي الطباخ" بمصر وخدم الملك الناصر محمد مدة عزله عن السلطنة في مدينة الكرك، فلما قدم إلى مصر جعله المشرف على مائدة السلطان وسلمه المطبخ السلطاني، فكثر ماله بسبب كثرة الأفراح وصنع الولائم والأعراس لدى الأمراء والملوك وقام بتجديد الجامع.
واستمر الطباخ في خدمة الناصر والمنصور أبو بكر والملك الأشرف خليل والملك الصالح إسماعيل. إلى أن طرد من المطبخ السلطانى في عهد الملك الكامل شعبان، وتم مصادرة جميع أمواله وممتلكاته عام 746هــ، وتعرض الجامع للإهمال مرة أخرى.
الباني الثالث:
اعاد الملك فؤاد بناءه في ثلاثينات القرن العشرين، وتخبرنا اللافتة التأسيسية أعلى الباب أنه:” جُدد هذا المسجد في عصر صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر المعظم سنة 1350 هـجرية".
الباني الرابع:
قامت وزارة الأوقاف في عام ١٣٥٠ هــ، بإزالة الجامع القديم وأنشأت مكانه الجامع الحالي، ويتكون من شكل غير منتظم الأضلاع يتوسطه أربعة دعائم كبيرة يقوم عليها السقف الخشبي المنقوش بالزخارف الجميلة، ويعلو الدعائم الأربع رقبة مثمنة بها ثمان نوافذ يعلوها قبة ضحلة وأضلاع الجامع المتعددة تحتوى على فتحات مملوءة بالزجاج المعشق، وهذه الفتحات يكون كل ثلاث منها نافذة قنديلية الشكل، وبالجامع منبر خشبي جميل مصنوع بطريقة الحشوات المجمعة ومطعم بالصدف والعاج، وبه دكة المبلغ وأخرى للقارئ والمصنوعة من الخشب الخرط الجميل.
موقع جامع الطباخ على خرائط جوجل
جامع الامام الحسين
«حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاط» قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الذي يحفظه المصريون عن ظهر قلب، ويرددونه طوال زيارتهم لمسجد سيدنا الحسين، الذي يشع بالروحانيات، فهو المسجد الأقرب لقلوب المصريين والمسلمين خارج مصر وداخلها، لم يكن حي الحسين بالنسبة للمصريين حيا سكنيا لكنه تاريخي وروحاني لوجود مسجد ومقام الإمام الحسين فهو «القبلة الثانية» للقاهرة بعد الأزهر، ويقام له مولد سنوي في هذا الحي، هذا المسجد بُنى في عهد الفاطميين ويضم 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة يُعرف بالباب الأخضر.
وصف المسجد:
مسجد الحسين مبنى بالحجر الأحمر ويشتمل على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية، أما المحراب فهو مزخرف بالخردة الدقيقة المأخوذة من قطع القاشانى الصغيرة الملون بدلاً من الرخام، وبجانبه منبر من الخشب يجاوره ثلاث أبواب أثنان يؤديان إلى القبة والثالث يؤدى إلى حجرة الأثار النبوية، أما المئذنة فهمي مبنية على نمط المآذن العثمانية فهي أسطوانية الشكل ولها دورتان وتنتهي بمخروط. وللمشهد ثلاثة أبواب بالوجهة الغربية وباب بالوجهة القبلية وآخر بالوجهة البحرية يؤدى إلى صحن به مكان الوضوء.
نشأة المسجد:
كان المسجد عند نشأته ضريحًا متوسط المساحة، بناه «الصالح طلائع» من الحجر، واتخذ له 3 أبواب ومئذنتين وقبة واحدة علت الضريح، الذي يقال إنه ضم رأس الإمام الحسين، وقد روي المقريزي "أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول بمدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي واٌقيم الضريح عليه".
وفي عهد الدولة الأيوبية أهتم صلاح الدين الأيوبي بالمسجد والحق به مدرسة لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، كما قام الملك الصالح أيوب بتوسعة الضريح والمسجد، دون تغيير في عمارته بعد احتراقه بسبب الشموع التي يوقدها الزائرين داخله، وتوالت الإصلاحات على المسجد حتى أعاد الأمير عبد الرحمن كتخدا بناء المسجد وأضاف إليه إيوانين وصهريجا وفسقيه مياه.
وعندما تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر أمر بتجديد المسجد وتوسيعه، وقد استغرق هذا التجديد مدة 10سنوات، وآخر عملية توسعة قامت بها الحكومة المصرية عام 1953م لتصبح مساحة المسجد الكلية 3340 م2. فأنشأت مبنى اداري للمشهد والجامع وأيضاً مكتبة في الجهة الشرقية على امتداد القبة ومصلى للسيدات. وفي السنوات الأولى من ثمانينات القرن العشرين قامت هيئة الآثار المصرية بإجراء أعمال ترميم وتجديد للمشهد الشريف والجامع الحسيني وهو التجديد الذي تم فيه تغيير طاقية قبة المشهد التي ترجع الى أعمال الأمير عبد الرحمن كتخدا التي اجراها بالمشهد سنة 1761م.
مقتنيات المسجد:
1. قاعة الأثار النبوية:
أنشائها الخديوى عباس حلمي الثاني عام 1893م ولها بابان أحدهما إلى المسجد والأخر يؤدي إلى القبة، يُزين جدران القاعة الرخام المزخرف بالبسملة وسورة " الشرح" ونص كتابي يشرح ما هو محفوظ بالخزانة المباركة من أثار المصطفى صل الله عليه وسلم، وهو كالآتي: قطعة من قميص الرسول صل الله عليه وسلم ومكحله ومرود وقطعة من عصاه وشعرتين من اللحية الشريفة، ومصحفان كريمان بالخط الكوفي أحدهما بخط سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه والأخر بخط الإمام على كرم الله وجهه.
2. ضريح الحسين:
هو الحسين بن على بن أبى طالب حفيد النبي محمد صل الله عليه وسلم ولد بالمدينة في السنة الرابعة من الهجرة ونشأ في بيت النبوة، قُتل في موقعة كربلاء عام 61هــ..
3. أكبر نجفة في العالم العربي:
يوجد بالمسجد أكبر نجفه في العالم العربي حيث يصل وزنها إلى خمسة أطنان من الكريستال المحلى بالذهب الخالص وقوائمه من الفضة الخالصة.
جامع الرفاعي
مقصداً للسياح بمختلف أجناسهم، وواحد من أشهر الجوامع التي تجذب الأنظار لما يضمه تحت ثراه من شخصيات طالما ملأت الدنيا صخباً وجدلاً..، أطلق عليه "مقبرة الملوك والأمراء" وتخليداً لعظمة الجامع رُسم على فئة الــ10 جنيهات المصرية، يقع جامع الرفاعي بميدان صلاح الدين بحي الخليفة وهو توأم جامع السلطان حسن المواجه له وشبيهه في الضخامة والارتفاع وإن كان فارق الزمن بينهما نحو 500 عام حيث انشئ جامع السلطان حسن عام 1359م، بينما شرع في بناء جامع الرفاعي عام 1869م، حينما أمرت "خوشيار" هانم والدة الخديوي إسماعيل، وكيل ديوان الأوقاف "حسين باشا فهمي" ببناء جامع كبير يلحق به مدافن لها ولأسرتها، وفي عام 1880م، أُوقفت عمارة الجامع لعدة ظروف، وظل متوقفاً نحو 25 عاماً حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني الذي كلف المهندس هرتس باشا بإكمال البناء عام 1905، وافتتاحه الخديوي عام 1912م.
تسميته:
سُمي الجامع بهذا الاسم نسبة إلى "زاوية الرفاعي" التي كانت على مقربة منه ثم ضمت اليه والمدفون بها الشيخ "علي أبي شباك" من ذٌرية الرفاعي، ولكن بعد الانتهاء من البناء نُسب خطأً إلى الشيخ العارف بالله السيد أحمد الرفاعي المدفون بالعراق.
تخطيط الجامع:
يتكون الجامع من مساحة مستطيلة تبلغ حوالي 6500م، خٌصص منها 1767م للصلاة، والباقي خٌصص للمدافن والملحقات. وللجامع منارتان اٌقيمتا على قواعد مستديرة، أما المداخل فهي شاهقة وتكتنفها أعمدة حجرية ورخامية تنتهي بتيجان عربية، غُطي بعضها بقباب وأخرى بأسقف مزخرفة ومذهبة، كما حُليت أعتاب هذه المداخل بالرخام، أما الواجهات فزٌينت بالشبابيك النحاسية، ويتوسط الوجهة الغربية المدخل الملكي الذي يكتفه أعمدة حجرية ذات قواعد رخامية مزخرفة. أما الناحية البحرية من للجامع، فيوجد بها 6 أبواب، 4 منها تؤدي إلى حجرات الدفن لأمراء وملوك الأسرة العلوية، بينما يوصل 2 منها إلى رحبتين بين تلك المدافن، أولى هذه الحجرات في الجهة الشرقية بها 4 قبور لأبناء الخديوي إسماعيل، وهم وحيدة هانم المتوفاة عام 1858، وزينب هانم 1875، وعلي جمال الدين 1893 وإبراهيم حلمي 1926.
رواق القبلة:
مساحة مربعه مغطاة بقبة ذات مقرنصات، محمولة على أربعة عقود مرتكزة على أربعة أكتاف في أركان كل منها أربعة أعمدة رخامية بتيجان منقوشة ومذهبة، ويحيط بهذه القبة أسقف خشبيه مزخرفه بنقوش مذهبه، يتوسط الجدار الشرقي المحراب المكسي بالرخام الملون، ويكتفه من جانبيه عمودان أبيض وأخضر، وعلى جانب المحراب منبر كبير طعمت حشواته بالسن والأبنوس وخشب الجوز كُسيت خوذته ومقرنصاته بالذهب، ويمثله في الفخامة كرسي المصحف، أما دكة المبلغ فهي مصنوعة من الرخام ومقامة على أعمدة رخامية وزُينت بالنقوش المذهبة.
نماذج للأضرحة الموجودة بالجامع:
ضريح خوشيار هانم، والخديوي إسماعيل: " الاثنان في حجرة واحدة، وقد توفت خوشيار هانم والده الخديوي إسماعيل عام 1885م ودفنت قبل إتمام بنائه، وبجوارها ضريح ابنها الخديوي إسماعيل وكتب على شاهد قبر الخديوي عبارة "لا إله إلا الله الملك الحق المبين. محمد رسول الله صادق الوعد الأمين. إسماعيل باشا خديوي مصر توفي عام أثنى عشر وثلاثمائة وألف".
ضريح الملك فؤاد الأول: يوجد على يمين المدخل الملكي للجامع وتحديداً في الركن الغربي القبلي للجامع، كٌسيت جدرانه بالرخام الملون، ويجاوره قبر والدته الأميرة فريال.
ضريح الملك فؤاد الأول
ضريح الملكة فريال هانم: " زوجة الخديوي إسماعيل وأم الملك فؤاد الأول" .
ضريح الملكة فريال هانم
ضريح الملك فاروق: أعلن الملك فاروق قبل وفاته عن رغبته في أن يعود جثمانه من روما لمصر ويدفن بجامع الرفاعي بجوار أسرته، لكن الرئيس جمال عبد الناصر رفض ذلك ووافق فقط على دفن جثمانه بإحدى مقابر الأسرة الملكية بالقاهرة، وبعد وفاة عبد الناصر، وافق الرئيس السادات على نقل رفات الملك فاروق إلى جامع الرفاعي.
ضريح الملك فاروق
ضريح محمد رضا بهبوي " شاه إيران": أخر شاه لإيران، وكان زوجاً للأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق الأول، والتي طلقت منه، وبعد انهيار حكم الشاه عقب قيام الثورة الإسلامية في إيران عام1979م، نُفى الشاه ولم يستقبله سوى الرئيس السادات وبعد وفاته عام 1980م أمر السادات بدفنه بجامع الرفاعي، ووضع على القبر تركيبه رخامية مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية، واسم الشاه وتاريخ ميلاده ووفاته باللغة الفارسية.
ضريح محمد رضا بهلوي"شاه إيران"
ضريح جنانيار هانم زوجة الخديوي إسماعيل: جنانيار شقيقة ديليسبس مهندس قناة السويس، التي تزوجها الخديوي إسماعيل، ويتميز شاهد الضريح بانه مصمم على طراز العمارة المسيحية ويعلوه صليب أسفله آيات قرآنية.
ضريح جنانياز هانم
موقع جامع الرفاعي على خرائط جوجل
جامع الفكهاني
جامع الفكهاني المعروف قديماً بجامع الظافر أو الأفخر،
أنشأه في الأصل الخليفة الفاطمي الظافر بنصر الله أبو منصور اسماعيل بن الحافظ
لدين الله عام . 543 هجرية "1148م". وبني أسفله حوانيت لذا فهو من
الجوامع المعلقة، ويقع الجامع في أول حارة «خوشقدم» بشارع الغورية، المتفرع
من شارع المعز لدين الله الفاطمي، بوسط القاهرة. وفي نهاية القرن التاسع الهجري
ومطلع القرن الخامس عشر الميلادي اهتم الأمير المملوكي «يشبك بن مهدى»، أحد أمراء
السلطان قايتباى، بترميم الجامع وزخرفته، وأزال من حوله المباني التي كانت تحجبه.
وفي عام 1148ه -1736م جدد الأمير احمد كتخدا الجامع أيضاً.
وللجامع بابان بحري وغربي يصعد إليها من خلال بعض الدرجات
تؤدي إلى الداخل حيث الصحن المغطى بسقف منقوش، يتوسطه منور مثمن وتحيط به أربعة
إيوانات أكبرها إيوان القبلة "الإيوان الشرقي"،وتتميز جميعها بالبساطة
فلا توجد بها نقوش ولا وزرات رخامية.. أما المحراب فإنه من الرخام الدقيق، وعقده
وتواشيحه "أي جانبا العقد المحيطة به" كلها من القاشانى وتتوسطه تربيعه
كتب عليها "ما شاء الله".. ويعلو المحراب شباك مستدير تحيط به كسوة من
القاشانى.
المئذنة:
فهي تقع على يسار بابه الرئيسي وهي اسطوانية تعلوها قمة
مدببة على الطراز العثماني. وكانت مئذنة الجامع الأصلية قد سقطت على أثر الزلزال
الذي ضرب القاهرة سنة 1302 م (702هـ)،
سبب التسمية:
إطلاق اسم «فكهاني» على الجامع، أنه في الماضي يقال إن
صوفياً ذهب إلى أحد الأشخاص واشترى منه قنطاراً من الفاكهة، وطلب منه أن يوزع منها
لكل من يطلب وفاءً لنذر نذره وظل الرجل يوزع الفاكهة طيلة النهار على المارة دون
أن ينفذ القنطار وفى آخره جائه الصوفي يطلب ما تبقى من قنطاره، فوزنه الحانوتي
فوجد قنطاره لم ينقص شيئاً.
فقال الصوفي له وكذلك يكون مالك إن قمت بتعمير هذا المسجد
لن ينقص منه درهماً، ففعل الرجل وقام بتعمير الجامع الذي أصبح معروفا بجامع
الفكهاني.
موقع جامع الفكهاني على خرائط جوجل
جامع وسبيل وكُتّاب سليمان أغا السلحدار .. لؤلؤة المعز
يضم شارع المعز لدين الله الفاطمي "مسجد سليمان أغا" الذي يعد من أروع وأندر المساجد الأثرية في القاهرة بطرازه المعماري الذي جعل منه لؤلؤة المنطقة التي تزخر بالآثار الإسلامية.
ويقع المسجد بشارع المعز لدين الله على يسار السائر به في اتجاه باب الفتوح، وقام بتشييده الأمير سليمان أغا السلحدار أحد مساعدي محمد على ببنائه سنة 1253هـ / 1837م، وأتمه في سنة 1255هـ / 1839م.
وقد شُيد المسجد على طريقة المساجد العثمانية، وهو مقسم إلى ثلاثة أروقة وملحق به سبيل ماء وكُتاب لتعليم القرآن والدين وعدة حجرات أهمها حجرة السبيل.
تشتمل الوجهة الرئيسية للمباني والمشرفة على شارع المعز لدين الله على وجهات المسجد والمدرسة والسبيل، ويتوصل بها عند نهايتها القبلية بوابة مقامة على مدخل حارة برجوان، وجميعها مبنية بالحجر وتنتهي من أعلى بأرفف خشبية بزخارف بارزة، ويكسو وجهة السبيل رخام أبيض مدقوق به زخارف وكتابات ولنوافذه شبابيك من البرونز المصبوب بزخارف مفرغة، والمنارة كسائر المنارات العثمانية أسطوانية الشكل ولها دورة واحدة وتنتهي بمسلة مخروطية.
يؤدي المدخل إلى طرقة يصعد الإنسان منها ببضع درجات إلى الصحن المسقوف في وسطه وتكتنفه أربعة أروقة عقودها محمولة على أعمدة رخامية، ويشتهر المسجد بمنارته التي تشبه "القلم الرصاص "
يزخر المسجد بالزخارف الخشبية التي اختلطت فيها العناصر الشرقية الموروثة "الأرابيسك" والعناصر الغربية والتي انتقلت من أوروبا الى اسطنبول خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وانتقلت بدورها من إسطنبول إلى بقية البلدان الاسلامية.
من أهم مميزات المسجد أيضا وجود قباب خشبية ذات زخارف عثمانية واضحة، وقد صمم المسجد بحيث يكون هناك ما يسمى بـ "الملقف" وهو المسئول عن تهوية القاعات داخل المسجد.
موقع جامع سليمان اغا السلحدار على خرائط جوجل
جامع السيدة نفيسة .... روضة "العفيفةالساجدة المتبحرة"
مصر عامرة بمساجدها؛ حالة مختلفة قد لا يجدها البعض إلا في ذلك الجامع المكتظ بمريدي نفيسة العلوم صاحبة الرواية الأكثر صدقا بين الروايات التي تتحدث عن حقيقة دفن جثمان آل البيت في مصر؛ فلم يختلف أحد حول حقيقة دفنها في ذلك المكان الذي بُنى فوقه مقامها ومسجدها، وهو أحد أشهر مساجد "آل البيت" النبوي، التي ازدانت بهم أرض مصر، ويقع في منطقة تحمل نفس الاسم بالقاهرة، ويعد أول مسجد في درب عرف قديما بــ "درب السباع" ثم تغيير إلى "درب أهل البيت"، لكونه يضم عدة محطات مشرفة منها مسجد السيدة نفيسة، ومشهد الإمام علي زين العابدين، ومشهد السيدة زينب بنت الإمام علي، ومسجد السيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة رقية بنت الإمام علي بن أبى طالب، وسيدي محمد بن جعفر الصادق، والسيدة عاتكة عمة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام
السيدة نفيسة:
السيدة نفيسة؛ واحدة من آل البيت الأطهار، فهي بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهي من مواليد مكة المكرمة عام 145هــ، قدمت إلى مصر عام 193هــ، ومكثت فيها إلى أن انتقلت إلى الرفيق الأعلى عام 208م، تزوجت من "إسحق المؤتمن" الذي يعود نسله إلى الامام الحسين بن على بن أبي طالب كرم الله وجه، وقد كانت -رضي الله عنها- سيدة عظيمة، حافظة لكتاب الله، وعالمة بعلوم الفقه والتفسير، زاهدة بالدنيا، مقبلة على الآخرة، وقد لقبت بــــ "نفيسة العلوم، ونفيسة الدارين، السيدة الشريفة العلوية، والسيدة النقية، والعفيفة والساجدة والمتبحرة، وأم العواجز، وفرع الرسالة، وجناح الرحمة، ونفيسة المصريين"
مشهد السيدة نفيسة:
يعود تاريخ المشهد إلى وفاة السيدة نفيسة بنت الحسن بمدينة القاهرة؛ فأراد زوجها دفنها في البقيع، فحزن أهل مصر حزنًا شديدًا، وهرعوا إلى الوالي واستجاروا به عند زوجها، ليرده عما أراد، فأبى، فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم، فأبى أيضا، فباتوا منه في ألم عظيم، لكنهم عند الصباح في اليوم التالي، وجدوه مستجيبًا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: "رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم"، وطبقا لــ خطط المقريزي" كان عبيد الله بن السري بن الحكم والى مصر من قبل الدولة العباسية، أول من بنى على قبرها عام 482 ه، وفي عهد الدولة الفاطمية أمر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله بتجديد الضريح، ثم أمر الخليفة الحافظ لدين الله بعدها بتجديد القبة وكساء المحراب بالرخام.
ضريح السيدة نفيسة
وفي عام 714 هـــ أمر الناصر محمد بن قلاوون بتجديد الضريح وبإنشاء مسجد بجواره، كما أمر بأن يتولى نظارة المشهد النفيسي الخلفاء العباسيون، فكان أول من تولى النظارة الخليفة العباسي المعتضد بالله، وفي عهد الخديوي عباس الثاني نشب حريق بالمسجد وأتلف قسم كبير منه، فأمر بإعادة بناءه.
تخطيط المسجد:
تأسس هذا المسجد بهذا الشكل الذي هو عليه اليوم في عام 1314هــ /1897م؛ فيتوسط واجهة المسجد الرئيسية المدخل وهو بارز ومرتفع عنها ومغطى بطاقية مقرنصة، وتقوم أعلاه منارة رشيقة بنيت على الطراز المملوكي، ويؤدي المدخل إلى دركاه تفضي للمسجد؛ وهو عبارة عن مساحة مربعة مغطاة بسقف خشبي منقوش بزخارف عربية ومحمول على ثلاث صفوف من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية، ويعلو منتصف البائكة الثانية منه شٌخشيخة مرتفعة، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالقيشاني الملون، وعلى يمين المحراب باب يؤدي إلى ردهة مسقوفة يتوسطها شخشيخة، نصل من خلالها إلى الضريح المغطى بقبة، حيث يتوسطه مقصورة نحاسية أقيمت فوق قبر السيدة نفيسة.
موقع جامع السيدة نفيسة على خرائط جوجل
جامع السلطان حسن
إذا كانت مصر الفرعونية تفتخر بأهراماتها، فإن مصر الإسلامية تفتخر بمسجد ومدرسة السلطان حسن، فهو تاج العمارة المملوكية، وأكثر آثار القاهرة الإسلامية تناسقًا وانسجامًا، إذ جمع بين ضخامة البناء ودقة الصناعة، وتنوع الزخارف، واجتمعت فيه شتى الفنون والصناعات، فنرى دقة الحفر في الحجر عبر زخارف المدخل ومقرنصاته العجيبة، وبراعة صناعة الرخام ممثلة في وزرتي القبة وإيوان القبلة، ومحرابيهما الرخاميين، والمنبر ودكة المبلغ، وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على الصحن، كما يمتاز بدقة صناعة النجارة العربية وتطعيمها مجسمة في كرسي السورة الموجود بالقبة.
ووجوده على العملة المصرية فئة الــ "المائة جنيه" يؤكد تميز وشموخ فن العمارة في العصر المملوكي، فقد قال عنه المقريزي: إنَّه أكبر من إيوان كسرى، وعنه قال لوبون": إنَّه يَزيد على كنيسة نوتردام الباريسيَّة حَجْمًا"، أما جومار: فقد قال عنه في كتاب وصف مصر، إنه من أجمل مباني القاهرة الإسلامية ويستحق أن يكون في المرتبة الأولى من مراتب العمارة العربية بفضل قبته العالية وارتفاع مئذنتيه وعظمة اتساعه وكثرة زخارفه.
السلطان حسن:
هو حسن بن محمد الناصر بن قلاوون، ولد عام 735هـ (1334م) وكان اسمه قماري. وبعد أن تولى السلطنة اختار لنفسه اسم حسـن فعٌرف به. تولى السلطنة الأولى عام 748هـ (1347م) وكان عمره 13 عاماً، وقام بأمور الدولة يلبغا نائب السلطنة. وفي عام 1351م تآمر عليه الأمراء فخلعوه واعتقلوه وولوا أخاه الملك الصالح صالح سلطاناً. وفي شوال عام 755 هـ (1354م) تولى السلطنة مرة أخرى وقبض على زمام الأمور بحزم وخافه الناس، ولم يغير لقبه ونُعت بـ "الناصر"، واستمرت سلطته الثانية لمدة ست سنوات، واختلف المؤرخون في كيفية وفاته.
موقع المسجد:
يشغل مسجد ومدرسة السلطان "حسن" موقعًا فريدًا تجاه أحد أبواب القلعة المعروف باسم "باب العزب"، فهو يقع في ميدان القلعة بحي الخليفة.
تخطيط المسجد:
صٌمم هذا البناء على أساس مسجد جامع ومدرسة لتدريس المذاهب الأربعة، «الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي"، وضريحاً يدفن فيه، بدأ البناء في المسجد عام (757ه / 1356م)، واستغرق سبعة أعوام، ليكتمل عام (764ه / 1363م). لكن القدر لم يتح للسلطان حسن فرحة الانتهاء من بناء المسجد، فقد قُتل قبل ذلك الموعد ولم يٌعثر على جثمانه، وبالتالي لم يدفن بداخله وفق ما كان مخططاً.
بُني المسجد بنظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، فهو عباره عن صحن أوسط مكشوف تٌحيط به أربعة إيوانات بالإضافة لقبة ضريحيه، يتجه الشخص من المدخل الرئيسي إلى دركاة، ثم تنثني يساراً إلى طرقة تفضي إلى صحن مكشوف ومفروش بالرخام، ويتوسطه فوارة مخصصة للوضوء مغطاة بقبة خشبية محمولة على ثمانية أعمدة رخامية رشيقة، كٌتب حولها بشكل دائري العديد من الآيات القرآنية بالخط الكوفي.
يشرف على الصحن أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة، تحصر بينها أربع مدارس لتعليم المذاهب الأربعة كتب على كل من أبوابها أنه أمر بإنشائها السلطان الشهيد الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون سنة 764 هجرية، ويتكون كل منها من صحن مكشوف وإيوان القبلة، ويحيط بالصحن مساكن للطلبة مكونة من عدة طوابق بارتفاع المسجد.
أما قبة الضريح فهي تقع خلف جدار المحراب، ونصل اليها عبر مدخلان عن يمين ويسار المحراب بإيوان القبلة، وهذان البابان من النحاس المكفت بالذهب عليهما اسم السلطان حسن، وقد بٌني هذا المسجد بعناية شديدة وصٌرف علية بسخاء فقد قيل إن مصاريف الإنشاء استهلكت خراج مصر بكاملها لمدة «7» سنوات.
واجهات المسجد:
الواجهة الجنوبية الشرقية: تطل على ميدان صلاح الدين " القلعة “وبها قبة الضريح ومئذنتان، المئذنة القبلية هي الأقدم بارتفاع 81.60 متر تقريباً، أما المئذنة الأخرى فهي ليست أصلية، ولكنها جٌددت بواسطة إبراهيم باشا عام "1217 هـ - 1802 م" بعد سقوط الأصلية عام 1070ه/ 1695م.
الواجهة الجنوبية الغربية: تطل على شارع المظفر، وتشتمل على نوافذ مدرستي الحنابلة والحنفية.
الواجهة الشمالية الغربية: تطل على ملحقات كانت خاصة بالمدرسة، وأسفل هذه الواجهة يوجد دورة المياه وأمامها الساقية التي كانت توصل المياه إلى المدارس والمسجد الجامع.
الواجهة الشمالية الشرقية: تقع على شارع محمد علي "عند تقاطعه مع شارع سوق السلاح" هي الواجهة العمومية يصل ارتفاعها إلى 37.70 متر، زٌينت بأثنى عشر حنية، وكل حنية تحتوي على ثمان نوافذ، تلك النوافذ الخاصة بمساكن الطلبة، كما يقع الباب الرئيسي عند الطرف الغربي من هذه الواجهة، ويعد هذا الباب طُرفة أثرية ومن أعظم المداخل وأكثرها ارتفاعاً وشموخاً. وكان له باب ضخم بمصراعين من الخشب وغشاء بالنحاس المكفت بالذهب والفضة، ولكنه نقل بعد ذلك إلى جامع المؤيد شيخ عام 1416م.
تتميز الواجهات بأنها مبنيه من الأحجار الضخمة، وقُسمت تلك الواجهات إلى تجاويف رأسية تشتمل على نوافذ سٌفلية من البرونز أو النحاس ذي المصبعات بينما تحتل القندليات البسيطة أو المركبة الجصية ذات الزجاج الملون الأجزاء العلوية من تلك التجاويف.
موقع جامع السلطان حسن على خرائط جوجل
جامع الحاكم بأمر الله .. ثاني أكبر مساجد القاهرة
يعد جامع الحاكم بأمر الله ثاني أكبر مساجد القاهرة إتساعاً بعد مسجد ابن طولون وقد بُني هذا المسجد عام 380 هـ / 990 م في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في سنة 379هـ / 989م الذي توفى قبل اتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ لذا نُسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم.
ويقع هذا الجامع فى نهاية شارع “المعز لدين الله الفاطمي” بحي الجمالية، ملاصقًا لباب الفتوح، حيث يحدُّه من الشمال سور القاهرة الشمالي القديم، يجاوره شرقًا وكالة قايتباني وباب النصر، والجهة الغربية تحوي على المدخل الرئيسي على شارع المعز، أما بالنسبة للجنوب فهي منطقة سكنية.
وكان المسجد فى بادئ الأمر يقع خارج السور الشمالى المبنى بالطوب اللبن الذى بناه جوهر، إلا أنه أصبح داخله أيام الخليفة المستنصر باللّه، بعد أن قام وزيره بدر الجمالى بتوسيع القاهرة وأصبح السور الشمالى يلتصق تمامًا بالجدار الشمالى للجامع. ويبلغ طول المسجد 120.5 متراً وعرضه 113 متراً.
وتوجد بالجامع مئذنتان ويحيط بهما قاعدتان عظيمتان هـرميتان الشكل، تتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر والمكعب العلوى موضوع إلى الخلف قليلاً فوق السفلى ويبلغ ارتفاع الأخـير ارتفاع أسوار الجامع وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل وفى منتصف هـذه الواجهة البحرية وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثرى وهـو أول مدخل بارز بُني في جامع، يغطيه قبو اسطواني عرضه 3.48 متراً وطوله 5.50 متراً وفى نهايته باب عرضه 2.21 متراً ومعقود بعقد أفقى من الحجر وهـذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء ويوجد في المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 1.60 متراً.
يؤدى مدخل المسجد إلى الصحن الذى تحيط به الأواوين، وهـى على الترتيب الآتي: الأيوان الجنوبي الشرقي (أيوان القبلة) ويتكون من خمسة أروقة ويقابله الايوان الشمالى الغربى ويتكون من رواقين والايوانات الشمالى الشرقي والجنوبي الغربي ويتكون كل منهما من ثلاثة أروقة، وتوجد في نهايتى حائط القبلة قبتان محمولتان على مثمن كما توجد قبة ثالثة فوق المحراب.
موقع جامع الحاكم بأمر اللة على خرائط جوجل
جامع السلطان المؤيد
جامع المؤيد شيخ، أو كما يُطلق علية المؤرخين "مسجد
السلطان السجين، يُعد أحد المساجد الأثرية الشهيرة بالقاهرة، ويوصف بأنه فخر مساجد
عصر المماليك الجراكسة، ويقع داخل أسوار القاهرة الفاطمية ملاصقا لباب زويلة،
ويشرف بواجهته الجنوبية الغربية على شارع تحت الربع. أنشائه السلطان الملك المؤيد
أبو النصر سيف الدين شيخ المحمودي الجركسى في الفترة من 1415- 1421م.
قصة بناء المسجد:
المكان الذي به المسجد الآن قبل بناء المسجد، كان سجن مسمى
بسجن "شمايل" وقد سُجن فيه المملوك شيخ المحمودي، بتهمة التآمر على
البلاد، وذلك قبل أن يتولى السلطنة، وقد نذر أثناء وجوده بالسجن إن خرج من هذا
السجن سوف يهدمه ويقوم ببناء مسجد ومدرسة بدلا منه وقد وفى بنذره بالفعل، فبعد أن
منٌ الله على شيخ المحمودي بالخروج من السجن وآل إليه مٌلك مصر، ولقب بالمؤيد،
أوفى بالنذر فشرع في هدم السجن، وقام بشراء الأملاك المجاورة له وهدمها، ثم أقام
هذا المسجد الفريد الذي سٌمي باسمه ومعه المدرسة وكان أجمل مسجد وأروع وأغلى مدرسة
في ذلك الوقت، حتى تم بنائه في عام 1420م.
القيمة الفنية للجامع:
"الجامع الجامع لمحاسن البنيان الشاهد بفخامة أركانه
وضخامة بنيانه، وأن منشئه سيد ملوك الزمان يحتقر الناظر له عند مشاهدته عرش بلقيس
وإيوان كسرى".. هكذا وصف المقريزي عمارة مسجد المؤيد شيخ، بل أن السلطان
العثماني "سليم الأول" عندما زاره بعد فتحه لمصر سنة 1517 م، قال ان هذه
عمارة الملوك، ويعد جامع المؤيد شيخ من الآثار المصرية ذات الطراز الخاص. وكنوع من
الاهتمام بالمعالم السياحية والأثرية فقد تم تزيين وجه العملة الورقية فئة المائة
جنيه برسم لمنارتي الجامع فوق باب زويلة في إصدارات قديمة، كانت تطبع خلال الفترة
من الأول من مارس 1921م، حتى الثالث من أبريل 1945 م.
عمارة الجامع:
يتكون الجامع والمدرسة من صحن أوسط تحيط به أربع إيوانات
أكبرها إيوان القبلة، ويتألف من ثلاثة أروقة، بينما تتألف الثلاثة إيوانات الأخرى
من رواقين فقط، ويتوسط الصحن فسقية رخامية مثمنة، تعلوها قبة خشبية لها رفرف محمول
على ثمانية أعمدة رخامية يستخدمها المصلون في الوضوء، واستغل المهندس الذي صممه،
ملاصقة الجامع لباب زويلة فاتخذ من الجزئين السفلين المصمتين للبرجين قاعدة
للمئذنتين، مما أعطاه طابعا خاصا، وتم تزويد الجامع بخزانة كتب عظيمة تحوي مجموعة
من الكتب في مختلف العلوم والفنون.
الواجهة الجنوبية الشرقية
"الواجهة الرئيسية"
تعد الواجهة الجنوبية الشرقية هي الواجهة الرئيسية للجامع،
وتطل على شارع المعز لدين الله القبلي، وتشتمل على كتلة المدخل بالطرف الشرقي،
يليها من جهة الجنوب واجهة القبة ويعلوها القبة. ثم واجهة جدار القبلة، وقد قسمها
المعمار إلى خمس دخلات رأسية كبيرة وصغيرة بالتبادل، الدخلة الأولى تطل على القبة
الشرقية، ثم الدخلات الأربع التي تطل على الإيوان الجنوبية الشرقية، وشٌغلت هذه
الدخلات من أسفل بصف من فتحات الشبابيك مغشاة بمصبعات معدنية، يعلوها قمريات
قندلية بسيطة، ويعلو دخلة المحراب الموجود بجدار القبلة قمرية مستديرة، وتنتهي هذه
الدخلات بصدور مقرنصة، ويتوج الواجهة صف من الشُرفات على هيئة الورقة النباتية،
وزخرفت القبة من الخارج بأشكال دالية "الزجزاج" تعد واحدة من آيات
الإبداع الفني.
قد ألحق بهذا المسجد قبتان ضريحيتان إحداهما شرقية
للمٌنشئ، وهى عبارة عن حجرة مربعة ذات أرضية رخامية تزينها أشكال هندسية، فى
جدارها الجنوبي الشرقي محراب مجوف خال من الزخارف، وتضم هذه القبة تركيبتان
رخاميتان، أولاهما فوق تربة المٌنشئ، وثانيهما فوق تربة أبناء المؤيد من الذكور، والقبة
الضريحية الثانية تقع في الناحية الجنوبية ومخصصة لزوجة المؤيد وابنته، وهي عبارة
عن حجرة مربعة ذات سقف خشبي مستوي، وأرضية حجرية بها تركيبتان رخاميتان غير
مزخرفتين، خصصت الشرقية منها لزوجة المؤيد، والغربية لابنته الصغرى، وفى الجدار
الجنوبي الشرقي لهذه القبة محراب مجوف خال من الزخارف.
موقع جامع السلطان مؤيد على خرائط جوجل
ضريح الأمام الشافعي
الإمام الشافعي...عالم قريش الذي ملأ
الأرض علماً
لكل أمة من أمم
الأرض علماء في شتى المجالات الدينية والدنيوية؛ يكونون محل تقدير واحترام لدورهم
في بناء مجتمعاتهم دينيا وفكريا وثقافيا .. والأمة الإسلامية مثل باقي الأمم لها
علماء مسلمون أرسوا دعائم العلوم الدينية والدنيوية، وكانوا منارات هداية ليس
للعرب والمسلمين فقط بل للعالم أجمع، وساهموا في بناء الحضارة الإسلامية التي علمت
العالم أجمع وقت كان ظلام الجهل يخيم على أوروبا في القرون الوسطى. وسنتناول اليوم
واحداً من هؤلاء العلماء الذين ساهموا في يقظة المجتمعات الإسلامية وتقوية الإيمان
بالله في مشارق الأرض ومغاربها، أنه الإمام
الشافعي.
الشافعي: أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس
بن عثمان بن شافع بن السائب ابن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف،
فهو عربي قرشي هاشمي مطلبي، يلتقي مع الرسول صل الله عليه وسلم في جده عبد مناف.
وهو صاحب ثالث المذاهب الإسلامية "المذهب الشافعي" في الفقه
الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل
قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء، قال فيه الإمام أحمد بن حنبل: " كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية
للناس"
مولده ونشأته:
ولد بغزة عام
150ه، وتوفي والده وهو صغير، فانتقلت به أمه إلى مكة، وقد شب الشافعي فقيراً ضيق
العيش، وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية وهو صغير، وتعلم النحو والأدب، كما
نبغ في الفقه على حداثة سنه وأذُن له في الإفتاء، ولكن همة الشافعي لم تقنع بما
وصل إليه، إذ بلغته أخبار إمام المدينة "مالك" رضي
الله عنه، فهاجر للمدينة وطلب العلم من الإمام "مالك" بعد
أن درس وحفظ كتاب "موطأ مالك"، وظل ملازماً لــلإمام ينهل من علمه حتى
توفي مالك عام
179ه، فهاجر إلى اليمن ثم بغداد عام 184ه، وبدأ بدراسة المذهب الحنفي، ثم عاد
الشافعي إلى مكة مرة أخرى، ومكث فيها حوالي تسع سنوات علٌم الناس خلالها المذهب
الحنفي في الحرم المكي، ثم هاجر بغداد مرة أخرى وبعدها توجه لمصر عام 199ه، وكان
يلقي دروسه في جامع عمرو بن العاص وعلم الناس مذهب الشافعي، إلى أن وافته المنية
عام 204ه.
لم يمنع شرف نسب الإمام الشافعي عن العمل والسعي
في طلب الرزق ليأكل من كد يمينه وعرق جبينه، وكان شغوفاً بالسفر والترحال، وقد
استمد الشافعي ثقافته من عدة روافد منها شيوخه وأساتذته وقراءاته ورحلاته إلى
اليمن والكوفة والبصرة ومكة وبغداد.
دروس الشافعي: كانت الدروس
التي يلقيها الشافعي على تلاميذه كثيرة ومتعددة، فإذا صلى الفجر جاءه أهل القرآن،
وإذا طلعت الشمس جاء أهل الحديث، وإذا ارتفعت الشمس جاءت حلقة المذاكرة والنظر،
وعند ارتفاع الضحى جاء أهل العربية والعَروض والنحو والشعر فلا يزالون إلى قرب
انتصاف النهار.
كتبه: الرسالة، جماع العلم، الأم، خلاف مالك،
الإملاء الصغير، الأمالي الكبرى، مختصر المزني، مختصر البويطي، وغيرها.
أخلاق وصفات الشافعي:
كان الشافعي
عارفاً بسنة الرسول صل الله عليه وسلم، محيطاً بقوانينها، عارفاً بآداب النظر والجدل، قوياً
فيه، فصيح الكلام، قادراً على قهر الخصوم بالحجة الظاهرة، خصباً مثمراً، طاف البلاد
وناظر الفقهاء، واستمع للعلماء، كما
تميز بورعه وكثرة عبادته، فكان يختم القرآن يومياً، أما في شهر رمضان فكان يزيد
على ذلك، وقد قال عنه الربيع بن سليمان المرادي المصري: (كان الشافعي يختم القرآن في شهر
رمضان ستين مرة، كل ذلك في صلاة).
ضريح الشافعي:
تميزت مقبرة الإمام الشافعي بوضع عمود حجري ضخم عند الرأس وآخر عند قدميه،
وقد نقش على عمود الرأس النص التالي: هذه مقبرة الإمام محمد بن الإدريسي الشافعي
المؤمن بالله".
التابوت الخشبي الذي يعلو مقبرة الشافعي
وفي عام 574ه أمر صلاح الدين بعمل
تابوت خشبي وضع على قبر الإمام الشافعي، ومزخرف بحشوات هندسية منقوشة نقشاً في
غاية الروعة والإتقان وكتب عليه آيات قرآنية، واسم الشافعي ونسبه، وتاريخ الانتهاء
من عمل التابوت عام 574ه، واسم الصانع، وذلك بالخطين الكوفي والنسج.
وفي عام 608ه توفت والدة الملك الكامل بن العادل ودفنت في تربة الشافعي،
لذلك شيد الكامل قبة تغطي التربة، ووضع بجوار تابوت الشافعي تابوت أخر فوق مقبرة
والدته، وهذا التابوت لا يقل أهمية عن تابوت الشافعي، فهو مزخرف بزخارف جميلة
وكتابات نسخيه تضمنت أسم والدة الكامل، وتاريخ وفاتها عام 608م. وقد بقي جزء كبير
من الضريح الذي بناه الكامل، أما القبة الخشبية الحالية وكذلك المقرنصات والزخرفة
الرخامية فهي من التجديدات التي قام بها السلطان قايتباي عام 885ه.
يعتبر ضريح الإمام الشافعي أكبر أضرحة مصر المنفصلة على الإطلاق، إذ يبلغ
مساحته أكثر من 15م2 من الداخل و20.5 م2 من الخارج، وبني
النصف الأسفل من الجدران من الحجارة والباقي من الطوب، نصل إلى داخل الضريح من باب
مفتوح بالجدار البحري، حٌلى مصراعاه بزخارف دقيقة محفورة في الخشب وكٌتب عليه
أبيات من الشعر وتاريخ الإنشاء عام 608ه.
ويحتوي الجدار الجنوبي للضريح على 3 محاريب، وقد استحدث السلطان قايتباي
محراباً رابعاً في الركن الشرقي من الجدار نفسه لتصويب إتجاه القبلة.
وفيما يتعلق بزخارف الجدران الداخليّة للضريح، فهي غنيّة ومتنوعة، تبدأ من
أسفل ببلاطات من الرخام متعددة الألوان، يعلوها إفريز من الخشب يليه من أعلى شريط
عليه أبيات من الشعر باللون الذهبي على أرضية سوداء، يعود إلى أعمال التجديد التي
أجراها علي بك الكبير بالضريح سنة 1772 (1186هـ)، وتنتهي الزخارف من أعلى بإفريز
من الخشب عليه كتابة بالخط الكوفي باللون الذهبي على أرضية حمراء، يرجع أيضاً إلى
تجديدات علي بك الكبير.
يغطي الضريح قبة عظيمة تُعد من أروع القباب في مصر، حيث يوجد في زوايا مربع
السقف" منطقة انتقال القبة" ثلاثة صفوف من المقرنصات، مصنوعة من الخشب
والمزخرف بكتابات نسخية، وينحصر بين المقرنصات شبابيك من الجص المفرغ والمعشق
بالزجاج الملون، وفيما يتعلق بالقبة فهي تتكون من طبقتين: طبقة داخلية من الخشب،
وخارجية من الرصاص، والقبة الخشبية والمقرنصات من التجديدات التي قام بها السلطان
قايتباي عام 885ه.
المقرنصات الخشبية في منطقة انتقال القبة
الضريح من الخارج:
يتكون من ثلاثة طوابق: الأول من الحجر، فتحت في كل واجهة من واجهاته الأربع نافذة، والثاني يرتد عن
الطابق الأول بمقدار 70سم تقريباً، ويزخرف واجهاته صف من الحنيات على شكل محاريب
محارية مشعه تشبه زخارف واجهة مدرسة الصالح نجم الدين أيوب وواجهة جامع الأقمر
بشارع المعز، ويوجد بينها أشكال دوائر ومعينات مزخرفة يعلوها إفريز من أشكال
هندسية يتوجه شرفات مسننة أوجهها مزخرفة، أما الثالث فهو القبة التي يعلوها قارب
صغير من النحاس، وهو من أصل البناء، وقد اختلفت آراء العلماء في سبب وجوده. رأى
البعض أنه أُعد لوضع الماء والحبوب للحمام، بينما رأى البعض الآخر أنه قد يكون
رمزاً لعلم الإمام الشافعي، باعتباره بحراً للعلوم.
القارب الذي يعلو القبة من الخارج
المسجد المجاور للضريح:
أنشأ صلاح الدين الأيوبي المدرسة الصالحية بجوار ضريح الإمام الشافعي،
ولكنها تعرضت للدمار فأنشأ الأمير عبد الرحمن كتخدا مكانها مسجد عام 1176 هــ، إلى
أن تصدع أركانه فأمر الخديوي توفيق بتجديده وتوسيعه فتم ذلك عام 1309 هــ، على
طراز الجوامع الحديثة التي أنشئت في هذه الحقبة من الزمن وهو الجامع الذى نشاهده
الآن مجاورا للقبة.
موقع جامع الامام الشافعي على خرائط جوجل
المصادر والمراجع:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- بيوت الله .. الجامع الأقمر - الأهرام المسائي -إيمان صابر.
- المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار – الخطط المقريزية – الجزء الثالث
- شارع المعز لدين الله الفاطمي - موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
- مسجد المؤيد.. درة العمارة المملوكية في مصر، جريدة الشرق الأوسط.
تاريخ التحديث : 2024