جارى تحميل الموقع
23 السبت , نوفمبر, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

الأغنية الشعبية في مصر.. تراث غني يعكس هوية وثقافة شعب عريق

مقدمة:

تُعدّ الأغنية الشعبية المصرية جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي الغني لهذا البلد العريق، حيث تُعبّر عن مختلف جوانب الحياة اليومية، وتُجسّد مشاعر وأحاسيس الشعب المصري، فالأغنية الشعبية هي نوع من أهم أنواع الأدب الشعبي وذلك لأنها تحمل خبرة السلف الى الخلف، إذ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بدورة حياته ابتداءً من الميلاد حتى الوفاة وتمتلك مصر كمّا هائلاً من التراث الغنائي والموسيقى الذي يختلف ويتنوع وفقًا للبيئة التي خرج منها، ويعتقد أن المصريين هم أول من ابتكر الغناء الشعبي معبرًا عن وجدان الشعب وأحلامه وآماله وآلامه.

أهمية الأغنية الشعبية:

حفظ التراث: تُساهم الأغاني الشعبية في حفظ التراث الثقافي المصري ونقله من الأجيال القديمة إلى الجديدة.

التعبير عن الهوية: تُعبّر الأغاني الشعبية عن هوية الشعب المصري وثقافته وتقاليده.

التواصل الاجتماعي: تُستخدم الأغاني الشعبية في المناسبات الاجتماعية المختلفة، مثل الأفراح والمآتم، ممّا يُعزّز التواصل بين أفراد المجتمع.

التسلية والترفيه: تُعدّ الأغاني الشعبية مصدرًا هامًا للتسلية والترفيه لدى الشعب المصري.

بعض أنواع الأغاني الشعبية:

أغاني الصعيد:

تتميز بلهجتها الصعيدية، وتُعبّر عن القوة والفخر والكرم، وغالبًا ما تكون مصحوبة بآلات موسيقية تقليدية مثل الربابة والمزمار، ويتمثل ذلك في السيرة الهلالية (سيرة بني هلال) وامتدت أحداثها من نجد إلى تونس مروراً بالصعيد، ورغم مرور قرون على وقائع هذه السيرة فإن الذاكرة الشعبية لأهل الصعيد أصرّت على إحيائها والتغني بها، ومن أبرز مـن أدى السيرة وأكسبها مكانتها هو الشاعر الراحل جابر أبو حسين وسجل السيرة بصوته في نحو تسعين حلقة إذاعية برفقة الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وكان هناك بطولات ومغامرات وسير شعبية شديدة الثراء كان للشاعر عبد الرحمن الأبنودي الفضل في حمايتها من الضياع، مما جعله في مصاف الأدباء والشعراء الأوائل في التاريخ.

ويوجد في صعيد مصر نوع آخر من الغناء أقل انتشاراً من السيرة هو المديح..  والمقصود به مدح النبي "صلى الله عليه وسلم" ويسمّى مؤدّيه "المداح" ومن يؤديه يغني قصائد عربية موزونة ومقفاه بعضها من التراث، مثل نهج البردة للإمام البوصيري، ومن أبرز المداحين الذين أذاع صيتهم هو الشيخ أحمد التوني، والشيخ زين محمود، والشيخ ياسين التهامي الذي أنشد قصائد صوفية للإمام ابن الفارض والحلاج.

أغاني الدلتا:

تتميز بطابعها الهادئ والعذب، وتستخدم آلات مثل الناي أو العود أو الكمان، وتُغنى غالبًا قصصًا شعبية وابتهالات، وهى حكايات منظمة في شكل شعري شعبي تتضمن أحداثاً وشخصيات مستمدة من التاريخ أو من التراث الديني مثل قصص الأنبياء والكرامات والمعجزات مثل قصة "سارة وإبراهيم الخليل" ، أو قد تكون الحكاية مستمدة من التراث الاجتماعي وتكشف عن علاقات الناس بعضهم مع بعض فتدور حول علاقة الغني بالفقير، والقوي بالضعيف، والعلاقات الأسرية.

ونجد أن الدلتا تمتاز كذلك بفن المديح والابتهالات الدينية، ولا تخلو قرية من أتباع الطرق الصوفية، وغالبًا أهلها يحرصون على إقامة الحضرات بصفة دورية ومن أشهر من قدم الابتهالات الدينية في مصر من الدلتا هو الشيخ نصر الدين طوبار وسيد النقشبندي.

 

أغاني مدن القناة:

تُشتهر بـ "المهرجان"، وهو لون غنائي حديث يعتمد على الإيقاعات الراقصة، ويستخدم فيه آلة "السمسمية"، وهي آلة وترية شعبية تشبه في تركيبها آلة “الطنبورة” التي طوّرها أهل القناة وابتكروا منها السمسمية، ومن أبرز أغاني القناة "الضمة" وهي عبارة عن طقس شعبي غنائي ارتجالي يلتقي خلاله الناس ويرددون الغناء مصحوباً بالسمسمية والرق والطبول والدف.

 

أغاني النوبة:

تتميز بإيقاعاتها الفريدة واستخدام اللغة النوبية، التي تُعبّر عن تراث النوبيين العريق وثقافتهم الغنية، وساهمت الأغاني التراثية النوبية في استمرار اللغة النوبية بين الأجيال الجديدة وذلك لحرص الكبار على تنظيم حفلات للأغاني ضماناً لاستمرار اللغة الأم، والغناء النوبي غالباً ما يكون جماعياً وتصاحبه آلة الطار، ويغني النوبي للنيل والأرض والحبيبة، والشكل الشعري الذي يعتمده هو الرباعية.

وفقد خرج من رحم فن النوبة الأصيل مطربون وموسيقيون حقّقوا نجاحاً كبيراً مثل: "علي كوبانا" وهو أول من أسس فرقة نوبية في مصر حيث طافت هذه الفرقة العالم وحصدت المراكز الأولى في المهرجانات الدولية، كما شاركت الأوبرا الفرنسية الأوركسترا الخاصة بهذه الفرقة، وقد حصد كوبانا على عضوية اتحاد الموسيقيين العالميين، ومن مطربي النوبة المعروفين أيضاً هم "حمزة علاء الدين، ومحمد حمام، وأحمد منيب، ومحمد منير".

أغاني البدو:

تُسمى أغاني البدو بـ "السامر" وتُؤدّى هذه الأغاني في الاحتفالات التي تتضمن الغناء والرقص، ويصاحب الغناء آلة "المقرونة" وهي آلة عزف مصنوعة من بوص الغاب الفارسي، بالإضافة إلى الآلات الأخرى كالطبلة والدف، ويختلف السامر في سيناء عن السامر في مناطق البدو الأخرى نظراً لقرب البدو في سيناء من الحدود، وينقسم غناء السامر الى ثلاثة أقسام هي:

الشطوة: هي أغنية ترحيبية تُغنى في بداية الاحتفال.

الغَنِيّة: هي أغنية غنائية تُغنى بعد الشطوة، وتتحدث عن مواضيع مختلفة مثل الحب والفراق والبطولة.

المغرّدة: هي أغنية راقصة تُغنى في نهاية الاحتفال، وتتميز بإيقاعاتها السريعة.

وفي وقتنا الحالي تواجه الأغنية الشعبية المصرية بعض التحديات في ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية السريعة، ومع ذلك هناك جهود تبذل للحفاظ على هذا التراث الغني، مثل إقامة المهرجانات والفعاليات التي تُعنى بالأغنية الشعبية، ودعم الفنانين الشعبيين، وتشجيع استخدام الأغاني الشعبية في وسائل الإعلام المختلفة.

المصادر والمراجع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • "الأغنية الشعبية في مصر مقاربة نقدية" -الدكتورة ياسمين فراج
  • موقع الهيئة العامة للاستعلامات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تاريخ النشر: 5 يونيو 2024

محادثة ألية
دائما نشط
أهلاً! الرجاء اختيار الخدمة المطلوبة.
1