قصر الأمير بشتاك
تمتلك قاهرة المعز
الكثير من القصور الأثرية الفخمة، ومن بينها قصر الأمير بشتاك الموجود بمنطقة
النحاسين بشارع المعز. وقد أنشاء هذا القصر الأمير سيف الدين بشتاك الناصري، عام
740هــ -1339م، وكان مملوكًا للسلطان الناصر محمد الذي اشتراه بعد أن أوصى تاجر
الرقيق بشراء مملوك يشبه أبو سعيد بهادر خان ملك التتار، تقلد عدة مناصب إلى أن
وصل لمنصب، كاتب لسر السلطان، الأمر الذي جعله يحظى باحترام الناصر قلاوون، فقام
بتزويجه ابنته، كما تولى منصب جمدار (المسئول عن ملابس السلطان) لذا نجد رنك بقجة
(رمز) على منشآته، وكانت المنافسة شديدة بينه وبين الأمير قوصون الساقي، وانتهت
بالقبض عليه وقتله بالسجن عام ٧٤٢هـ.
كان يسكن القصر قديما الأمير بدر الدين
بكتاش، ثم اشتراه فيما بعد الأمير بشتاك من الورثة، وقد أضاف الأمير
بشتاك للقصر المساحات التي كانت تحيطه، وبعد الانتهاء من البناء كرهه فقام ببيعه،
ويلحق بالقصر مسجد الفجل وله مدخلان أحدهما يطل على شارع المعز، والثاني يطل على
درب قرمز، ويتكون القصر من طابقين، الأرضي به قاعة وإسطبل وغرفة الخدم، والطابق
العلوي .
وصف القصر :
ويتكون القصر من
ثلاثة طوابق، الأرضي وبه قاعة وإسطبلات ومخازن غلال وغرف الخدم،
والطابق الثاني منه يضم قاعة احتفالات وغرف النوم، فيما كان يخصص
الطابق الثالث للحريم، إلا أنه تعرض للهدم، والقاعة الرئيسية للقصر يتقدمها سطح
مكشوف على يساره حجرة تؤدي إلى القاعة الرئيسية، سقفها خشبي يحوي زخرفة قطع خشبية،
وفي الوسط توجد فسقية من الرخام الملون لترطيب الجو برذاذ مائها المتطاير أثناء
جلوس الأمير وزواره. ويتعامد على القاعة الرئيسية أربعة ايوانات، استغل الإيوانان
الجانبيان في إقامة مستوى علوي بصف من العقود صغيرة الحجم غشيت بالخشب الخرط ليستخدم
كمغاني لجلوس الحريم خلفها للتمكن من مشاهدة الاحتفالات المقامة بالقاعة دون أن
يراهم أحد، وتشرف القاعة على الشارع بمشربيات للتهوية والإضاءة، كما تتميز أسقف
القاعة الخشبية بالقصع المتجاورة المجوفة والمزخرفة بطريقتي التلوين والتذهيب.
للقصر ثلاث
واجهات، الأولي وهي الرأسية وتقع بالجهة الشمالية الغربية، وتطل
علي شارع المعز، وتتكون من ثلاثة طوابق بها مشربيات ليست
علي استقامة واحدة بل علي جزأين، أحداهما غائر، والآخر بارز،
وبها رسومات هندسية آية في الجمال، أما الواجهة الثانية فتقع
بالناحية الشمالية الشرقية وتطل على درب قرمز، وبها عدد من النوافذ
المغطاة بأحجبة معدنية، وتضم أيضا بوابة تؤدي للقصر. والواجهة
الثالثة بالجهة الجنوبية الغربية من القصر تطل علي حارة بيت القاضي،
لكن الزائر للقصر لابد له أن يسلك المدخل الحالي بعد تطويره، وهو المدخل الذي
يتميز بسلم خشبي مزخرف يؤدي إلي باب خشبي عليه كتابات عن مؤسس
القصر وتاريخ إنشائه.
تحويل قصر الأمير بشتاك إلى مركزاً للإبداع الفني
سعت وزارة الثقافة
المصرية إلى الاستفادة من هذه القصور والبيوت الأثرية في القاهرة بتحويلها إلى
مراكز وساحات فنية وثقافية للإبداع تسعى إلى رفع الوعي الفني والفكري والثقافي لدى
المتابعين والمهتمين. وفي هذا الإطار تم تخصيص قصر الأمير بشتاك ليكون مقراً لبيت
الغناء العربي كأحد مراكز الإبداع الفني التابعة لصندوق التنمية الثقافية، وذلك
بناءً على قرار السيد وزير الثقافة رقم 510 لسنة 2009.
وتم وضع رؤية فنية
لهذا المركز تتعلق بأنشطة بيت الغناء العربي، تستهدف تقديم أصوات غنائية جديدة
وعازفين مهرة، بهدف مواجهة موجات الغناء الهابط، وحفاظاً على تاريخ الغناء العربي،
ليكون حاضراً في أذهان الأجيال القادمة، ويقدم بيت الغناء العربي أصواتاً جديدة
وعازفين على قدر عالٍ من المهارة والاحتراف، يصدحون بكنوز الموسيقى العربية،
ويكملون مسيرة عمالقة هذا الفن الذين أثروا الوجدان العربي بأعمالهم التي لا تزال
تتميز بالعمق والتفرد.
المصدر: بيت الغناء العربي، قصر الأمير بشتاك، صندوق التنمية الثقافية،
وزارة الثقافة المصرية.
تاريخ
التحديث: 2024