ميدان الأوبرا ... أوروبا الشرق تبدأ من هنا
ميدان تياتروا .. ميدان الأوبرا ..
العتبة الخضراء .. ميدان إبراهيم باشا ..هي أسماء لميدان شهد أحد معالم النهضة
الثقافية والفنية فى عهد الخديوي إسماعيل وكان حديث المصريين في ذلك العهد، فقد
أنشئ هذا الميدان في عهد "الخديوي إسماعيل"، وعرف في بدايته بميدان
التياترو ثم ميدان الأوبرا ثم تغير اسمه
مرة أخرى بعدما نقل تمثال "إبراهيم باشا" من ميدان العتبة إلى هذا
الميدان في عام 1873م ، وأصبح اسمه ميدان "إبراهيم باشا" حتى قيام ثورة
يوليو 1952م فأعيد إليه اسم الأوبرا ثانية، ولنتعرف معاً على تاريخ هذا الميدان
التاريخي عبر السطور التالية وكيف كان أحد معالم النهضة في ذلك الوقت.
ميدان
تياتروا الأوبرا ...
حلم الخديوي إسماعيل لمصر بأن تصبح
قطعة من أوروبا .. بل أوروبا الشرق ولذا عمل على استقدام كافة مظاهرها سواء في
المباني ذات الطراز المعماري الفريد أو المعالم الثقافية والفنية ومنها ادخال
"الأوبرا" إلى مصر وتم تشييد بناء لها عام 1869 م وسمي الميدان الذي تقع
به بميدان الأوبرا وأطلق عليه المصريون ميدان "تيايرو الأوبرا"، وكانت
دار الأوبرا في ذلك الوقت تشغل ضلعه الشرقى وتشغل حديقة الأزبكية ضلعه الشمالي ،
ويتفرع من الميدان الطرق الآتيه، شارع الاوبرا وشارع الظافر ، وشارع الجمهورية
وشارع عدلى ، وشارع ثروت ، وشارع قصر النيل ، وشارع 26 يوليو ( فؤاد سابقاً ) .
دار الأوبرا حديقة الأزبكية
وميدان الأوبرا هو امتداد لميدان العتبة، يفصل بينهما اثنان من المباني المتميزة تاريخياً ومعمارياً، هما دار
الأوبرا التي حل محلها جراج متعدد الطوابق، وعمارة السنيور "ماتاتيا"
التي أزيلت ولم يبق من ذكراها غير مساحة خضراء حلت محلها حالياً. ويصل بين
الميدانين "الأوبرا والعتبة الخضراء"كل من شارع عبد الخالق ثروت وشارع
التياترو، وأسند "الخديوي إسماعيل" الإشراف على أعمال بناء دار الأوبرا
على غرار الأوبرا "لاسكالا" بميلانو إلى المهندس الإيطالي "بترو
افوسكاني" في نوفمبر 1867م، وقام بالتصميم المهندسان الإيطاليان
"سكالا" و"جيوفاني سالومون". استغرق إعدادها ستة أشهر فقط.
فقد كان أساسها من الحجارة وبقية المبنى من الخشب المغطى بالجص بغرض سرعة إنجاز
البناء.
احتفل بافتتاحها في 4 يناير 1869م.
وعرضت فيها مساء 29 نوفمبر 1869م أوبرا "ريجوليتو" بحضور ملوك وملكات
أوروبا في مقدمتهم الإمبراطورة "أوجينيي" زوجة "نابليون
الثالث"، وفي 14 ديسمبر 1871م عرضت بها الأوبرا المصرية "عايدة"
التي كتب روايتها عالم المصريات الفرنسي "أوجست مريت باشا". في عام 1971م خسرت مصر مبنى دار الأوبرا، أحد
معالمها الحديثة شديدة التميز، بسبب نشوب حريق هائل بها. ولكن غياب دار الأوبرا عن
موقعها وإحلال مبنى الجراج مكانها لم يمح ذكراها من ذاكرة القاهرة. وبقى اسم ميدان
الأوبرا صامداً لم تقض عليه ألسنة النيران.
أزمة لوحات
تمثال إبراهيم باشا
وشهد ميدان الأوبرا في تاريخ إقامة
تمثال "إبراهيم باشا" به أزمة بين مصر وتركيا، بسبب لوحتين تمثلان
معركتى نزيب وعكا صنعهما "كوردييه" المثال الفرنسي، الذي كلفه
"الخديوي إسماعيل" بصناعة التمثال، وذلك بعرض تثبيتهما على قاعدة
التمثال. فقد رفضتهما تركيا لرمزهما إلى هزيمتها أمام الجيش المصري، وفي ذكرى مرور مائة عام على وفاة
"إبراهيم باشا" (1948م) بحثت الحكومة المصرية عنهما لدى حفيد
"كوردييه" ولم يعثر إلا على صورتين لهما. صنع المثالان "أحمد
عثمان" و "منصور فرج" لوحتين شبيهتين لهما موضوعتين اليوم على
جانبي قاعدة التمثال.
تمثال إبراهيم باشا لوحة لمعركة عكا
موقع ميدان الاوبرا على خرائط جوجل
المصادر والمراجع:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- كتاب القاهرة الخديوية،مركز التصميمات المعمارية - الطبعة الأولى 2002 ص 94، 95 - سهير زكي حواس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ