تنوعت الألقاب في مصر
ما بين ألقاب رسمية تمنحها الدولة لكبار رجالها وكل من يقوم بعمل جليل للوطن،
وألقاب غير رسمية ارتبطت بالمهن وأصحاب الحرف، وسوف نستعرض سويا بعض نماذج تلك
الألقاب.
أولاً الألقاب الرسمية:
كان عصر محمد علي
عصراً ذهبيًا لمصر، حيث نجح في إدخالها إلى العصور الحديثة من خلال إصلاحاته
وإنجازاته الكبيرة التي جعلت مصر تنافس الدول الأوروبية بعدما نجح في الحصول على
استقلال مصر من الدولة العثمانية منذ مطلع القرن التاسع عشر وحصول خلفائه على حق
منح كبار رجال الدولة الألقاب التي كان ينعم بها السلطان العثماني على رجال دولته،
وقد اختلف نظام الرتب في مصر قبل الحرب العالمية الأولى بعض الشيء عن بعدها، حيث
كانت الرتب المعروفة في ذلك الوقت ذات اسماء تركية (كالمتمايز) و (الميرميران)
وغيرها، الى أن صدر الامر الملكي رقم (3) في 4 يناير عام 1923 بتعديل النظام
القديم، وإنشاء رتب مدنية كــ "الباشوية"، " البكاوية"
من الدرجة الاولى والدرجة الثانية.
محمد علي باشا
الباشوية:"الباشا"
كلمة عثمانية الأصل؛ تعني الرأس أو الرئيس، وهو لقب فخري ويصنف من
أعلى ألقاب المدنيين والعسكريين، وكان يٌمنح لرتبة لواء وفريق ومُشير، كما كان
يلقب حامل هذه الرتبة بــ "حضرة صاحب المعالي" وفي عام 1923م صدر
قانون الألقاب، فكان لقب الباشوية تُمنح لكبار الموظفين الذين لا يقل راتبهم عن
1800 جنيه سنويًا، وهو ايضا لقب الأعيان المصريين الذين امتازوا بتأدية خدمات للبلاد، كما
تقرر منح لقب «باشا» بصفة استثنائية للمحافظين والمديرين الذين يبلغ أقصى
راتب لهم 1600 جنيه في السنة.
الباكوية:
لفظ «بك أو بيك» يرجع
أصله إلى العُثمانيين، ويعني آمر أو حاكم أو سيد، ويُقال إن الكلمة قديمة أصلها
فارسي وعُرفت داخل المجتمعات العربية بـ «بيه»، وتعني
الحكيم أو المقدس، وقد استخدمت كلمة "بيك" في
العصر الإسلامي بما تقابل كلمة "أمير"، ويعتبر طغرك مؤسس الدولة السلجوقية عام 1058م
أول من حمل هذا اللقب، ثم استخدمه العثمانيون كلقب رسمي بدءًا من الملوك وانتهاء
بأولاد القادة.
طغرل بك
وفي مصر كان هناك
درجتان من الباكوية، الأولى كانت تمنح للموظفين الذين لا يقل
راتبهم عن 1200 جنيه في السنة، وللاعيان المصريين الذين قاموا بخدمات للبلاد،
ويلقب حاملها بلقب "حضرة صاحب العزة"، أما رتبة الباكوية من الدرجة الثانية
فلا تمنح الا للموظفين الذين لا يقل راتبهم عن 800 جنيه في السنة، وللأعيان
المصريين الذين قاموا بخدمات للبلاد، وأيضا كان يلقب حاملها بلقب "حضرة
صاحب العزة".
أفندي:
كلمة ذات أصول
اغريقية وكانت تنطق "أفنديس" وتعني سيد، واستعارها
الاتراك في القرن الـ13 ، ولم تلبث هذه الكلمة أن شاع استعمالها في العهد العثماني
على مدى عدة قرون، وكانوا يطلقونها على أفراد الاسرة المالكة، ثم أصبحت تطلق على
الشخص المتعلم والمثقف، ثم انتقل اللقب فيما بعد إلى عدة دول، فكان المصريون
يطلقون «أفندينا» على محمد علي باشا وعلى الباشوات العثمانيين
الذين تولوا الحكم في مصر بعد الحكم العثماني، ثم أصبح لقب أفندي يلقب به من
يصل في التعليم إلى الشهادة الثانوية أو يٌكمل تعليمه الجامعي.
وفي عهد الملك فاروق
"نهاية العهد الملكي بمصر" انتشرت ظاهرة شراء الألقاب بالمال من
خلال الهدايا التي يقدمها الأثرياء الجدد إلى الملك مقابل الإنعام عليهم بهذا
اللقب أو ذاك، وإلى جانب هذه الألقاب كانت هناك مجموعة اخرى يحصل عليها كبار
السياسيين مثل صاحب الدولة وصاحب المعالي وصاحب السعادة وصاحبة العصمة وصاحب
المقام الرفيع.
الملك فاروق
وفيما يتعلق بألقاب النساء، فقد كان
لهن نصيباً وحظاً وفيراً من الألقاب في عهد الملكية وعلى رأس هذه الألقاب "الأميرة"
ذلك اللقب الذي تحظى به ابنة الملك أو اخته، بينما كان يطلق على زوجة الملك أو أم
ولي العهد لقب "صاحبة السعادة"، أما لقب "هانم"
فكان يطلق على النساء المقربات من القصر الملكي لتعظيمهن، وعندما جاءت ثورة 23
يوليو 1952 ألغت الألقاب وأطاحت بالملكية وأزالت الفروق بين الطبقات حتى عام 1975
لم يكن يسمع في الشارع المصري أيّ من هذه الألقاب، وتم استبدالها بكلمة "سيد"
أو بأستاذ في بعض الأحوال (وغالبا ما كانت تطلق الأخيرة على المثقف
أو المعلم وما إلى ذلك من الفئات ذات المستوى التعليمي المرتفع).
وقد شهدت فترة
الانفتاح بعد 1975عودة الألقاب مرة أخرى ولكن بطريقة عشوائية غير رسمية، خاصة لقبي
الباشوية والبكوية، وأصبحت الألقاب التي كانت تمنح لكبار رجال
الدولة، شائعة بلا صاحب حتى أطلقت في هذه الفترة على فئة من أصحاب الأموال
والأغنياء الجدد الذين استفادوا من مرحلة الانفتاح وكونوا ثروات كبيرة.
ثانياً الألقاب الغير رسمية:
انتشرت في مصر العديد
من المهن التي كانت لها نصيب من الألقاب التركية مثل "بشمهندس؛
فمصطلح مهندس يدل على الشخص القادر على انجاز المشاريع والمهام بأعلى جودة وأقل
التكاليف الممكنة، و«الباشا» تعنى رئيس الصنعة.. أوكبيرها، فكان هذا اللقب يطلق
على رئيس المهندسين. وكذلك "حكيمباشي" أي كبير الأطباء.. و"باشتمورجى"
تعني رئيس الممرضين. و"بشكاتب" التي تعني رئيس الكتبة، وعلى هذا المنوال
انتشر عشق المصريين للألقاب وبالذات التي تحمل معنى الرئاسة.. أي الكبير وكل في
حرفته.. ".
ومن أشهر الألقاب
أيضا لقب "اسطى" الذي
انتقل الينا من العهد المملوكي و يعني المعلم او الحرفي البارع الماهر الذي تمكن من صناعة معينة واشتهر بها ويعني انه استاذ لهذه الصناعة وتنطق "استا"،
وحاليا فقد تغير مفهوم الألقاب فبعدما كانت تطلق على كل ذي مكانه وعلم للتبجيل
والتفخيم، أصبحت تطلق بطريقة عشوائية على أي شخص.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمزيد من الموضوعات "اضغط هنا"