جارى تحميل الموقع
28 الخميس , مارس, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
الحوض المرصود
6 ديسمبر 2020
About

للاستماع إلى الموضوع

 
 

هذا الحوض الذي سُميت على اسمه أشهر مستشفيات الجلدية في مصر ولعل معظمنا يعرف مكانها في شارع قدري بمنطقة السيدة زينب ويزورها الكثيرون من أنحاء الجمهورية لتخصصها النادر في علاج الأمراض الجلدية، وقد عثر على لوحة ضمن لوحات المستشرق الإيطالي لويجي ماير، ترصد أسطورة تسمى "الحوض المرصود"، حيث أكدت هذه اللوحة على أن الحوض كان تابوتاً للمياه يشفى من آلام الحب، وأعيد استخدامه بأحد مساجد مدينة القاهرة كحوض أو مسقى للمياه بعد ذلك، وفي السطور التالية نتعرف سويا عن حقيقة الحوض المرصود.

 لوحة المستشرق الإيطالي "لويجي ماير" 

سبب التسمية:

جاء في كتاب وصف مصر الذي قام بتأليفه مجموعة من علماء الحملة الفرنسية أن العثمانيين عثروا على تابوت ضخم في هذه المنطقة القديمة والتي تسمى بركة الفيل، وهو حوض من الحجر الصوان الأسود طوله 2.7 متر وعرضه 1.38 متر وارتفاعه 1.92 متر، وعلى جميع أسطحه الداخلية والخارجية كتابات جنائزية باللغة الهيروغليفية،كما ذكر المؤرخ المملوكي ابن إياس أن الحوض وضعه أحد بكوات المماليك أمام جامع الجاوبلي بحي السيدة زينب بالقاهرة واستخدم كحوض للمياه.

نسجت الكثير من الحكايات والأساطير حول التابوت منها أنه كان يحوي مومياء لأحد الكهنة، وان تحريكه يكاد يكون مستحيل نظرا لضخامته، ويخبئ تحته كنوز كثيرة، يحرسها الجن، كما نشرت حكايات مفادها أن من يرتوي بمياه هذا الحوض يشفى من أمراض العشق والفراق، فقد كان الأهالي يملؤونه بالمياه ليشرب منه المارة، وقد قام الفرنسيون بتجربة مياه الحوض واندهشوا لنتيجته فأطلقوا عليه اسم "ينبوع العشق"، بينما أطلق عليه سكان القاهرة اسم "الحوض المرصود" بمعنى "الحوض المسحور"وهناك اسطورة أخرى أشار إليها المؤرخ المملوكي بن إياس تفول أن التابوت كان مستخدما كسفينة يعبرون بيها النيل من ضفة إلى أخرى.

 شكل الحوض

وكان من المقدر للحوض وضعه بمتحف اللوفر بباريس، حيث استولوا الفرنسيون عند رحيلهم عن مصر على العديد من الآثار المصرية مثل: حجر رشيد وتابوت الشفاء من العشق أو "الحوض المرصود"، لكنه انتقل بموجب اتفاقية الإسكندرية عام 1802 مع العديد من الاثار المصرية كحجر رشيد إلى بريطانيا وتم وضعه بالمتحف البريطاني بلندن، وذلك طبقا لما ذكره على باشا مبارك في كتابه "خطط التوفيقية".

 

  على باشا مبارك                                                                                            حجر رشيد  

موقع المستشفى الحالي:

كان قصرًا للملك "الناصر محمد بن قلاوون" وكان يحمل اسم قصر "بقتمر الساقي"، والذي وصفه شيخ المؤرخين العرب "المقريزي" بأنه أعظم مساكن مصر وأحسنها بنياًنا ثم تحول المبنى إلى مصنع للنسيج ثم إلى سجن الحوض المرصود ثم إلى تكية فدار للقرعة "الخاصة بالحج"، ثم مستشفى الحوض المرصود لعلاج الأمراض السرية عام1923، ثم مستشفى الحوض المرصود لعلاج الأمراض الجلدية والتناسلية عام 1943، إلى أن أصبح مستشفى القاهرة للأمراض الجلدية والتناسلية عام 1979ومازال موجود جزء من المبنى الأثري داخل المستشفى وهو عباره عن مبنى بأعمدة خشبيه عملاقة وسقف مرتفع يتوسطه شخشيخة للتهوية مزينة بالزجاج الملون على الطراز الإسلامي.

مستشفى القاهرة للأمراض الجلدية والتناسلية مستشفى الحوض المرصود

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للمزيد من الموضوعات "اضغط هنا"