جارى تحميل الموقع
27 السبت , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
النشيد الوطني
6 يونيو 2021
About

للاستماع إلى الموضوع

 


النشيد الوطني للشعوب مرآة صادقة للمشاعر الوطنية ومؤشر حقيقي على ثقافة المجتمعات، وغالبًا يُعبِّر النشيد الوطني عن لحظة تاريخية مميزة تلاحمت فيها رغبة الفعل بإرادة التحدي؛ فخرجت كلمات تحفز الهمم وتوقد الحماسة. وقد مر النشيد الوطني بعدة مراحل، تعلقت كل مرحلة بالوضع السياسي الذي مرت به مصر، ونبين لكم مراحل التطور على النحو التالي:

 

 

السلام الملكي:

 عرفت مصر السلام الوطني أو الملكي لأول مرة في عهد الخديوي إسماعيل عام ١٨٦٩، حيث كلف إسماعيل الموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي ملحن أوبرا عايدة، بتأليف وتلحين أول سلام وطني مصري عرف باسم "سلام مخصوص خديوي"، وعزفت الموسيقى العسكرية أول سلام وطني لمصر في الافتتاح الاسطوري لقناة السويس خلال استقبال الخديوي إسماعيل لملوك العالم وأمرائه. وكان السلام الملكي يعزف بالألحان فقط دون إلقاء الأبيات الشعرية.

  • والجدير بالذكر أنه في عصر محمد علي باشا كان هناك نشيد للجيش للمصري كتبه رفاعة الطهطاوي.

 

كلمات السلام الملكي:

 

 

               الخديوي إسماعيل                                                            الموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي

 

وفي عام 1917 تولى فؤاد الأول نجل الخديوي إسماعيل حكم مصر، عقب تغيير نظام الحكم في عهد شقيقه حسين كامل و تحولت مصر في عهده إلى سلطنة، وعقب تولي فؤاد الأول الحكم أمر بتغيير السلام الوطني من سلام مخصوص خديوي إلى "نشيد أفندينا" أو "السلام السلطاني"، والذي تضمن عبارات السناء والمديح لفؤاد الأول.

 

نشيد "اسلمي يا مصر":

عقب ثورة 1919 وصدور تصريح 28 فبراير 1922 نجحت مصر في الحصول على اعتراف بريطاني باستقلالها وأجريت أول انتخابات نيابية فاز فيها حزب الوفد برئاسة سعد زغلول بالأغلبية، وقرر الملك فؤاد الأول تغيير لقبه، إلى "ملك مصر وسيد النوبة"، وفي تلك الفترة دار جدل حول السلام الوطني لهذه المملكة الوليدة، حتى تم الاستقرار على السلام الوطني الجديد إسلمي يا مصر"، الذي كتبه مصطفى كامل الرافعي ولحنه الموسيقار صفر علي. وقد عرف هذا النشيد بمارش سعد وكأنه وضع على لسان سعد باشا للتعبير عن إرادة الأمة ووطنيته. وفي عهد فاروق الأول عام 1936 قرر إلغاء هذا النشيد وإعادة النشيد الأول الذي كان يعزف في عهد جده الخديوي إسماعيل. والجدير بالذكر أن نشيد" اسلمي يا مصر" يستخدم حاليا كنشيد لكلية الشرطة المصرية.

 

بعض كلمات نشيد "اسلمي يا مصر":

الشاعر مصطفى صادق الرافعي                                                                 الملحن صفر علي          

 

نشيد الحرية:

 كان للنشيد الوطني نصيبه من التغيير بعد إنهاء الملكية وقيام الجمهورية عام 1953، فكان أول ما تم اتخاذه هي قصيدة "كنت في صمتك مرغم" والتي كتبها الشاعر كامل الشناوي ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وقد استعمل هذا النشيد كجزء من نشيد الجمهورية العربية المتحدة بعد الوحدة مع سوريا سنة 1958 ولا يزال لحنه مستعملا إلى اليوم في نشرة أخبار إذاعة صوت العرب بالقاهرة.

 

بعض كلمات نشيد الحرية:

  

 

الشاعر كامل الشناوي                                                                 الموسيقار محمد عبد الوهاب

 

السلام الجمهوري" والله زمان يا سلاحي":

في عام 1960 صدر القرار الجمهوري رقم 143 باتخاذ نشيد وطني جديد فكان كالتالي "والله زمان يا سلاحي" كلمات الشاعر صلاح جاهين، والحان كمال الطويل، وقد نال شعبية كبيرة بعد أن شدت بيه كوكب الشرق أم كلثوم عام 1956 في ظل ظروف العدوان الثلاثي على مصر، ولم تكن هناك كلمات مصاحبة للحن، لذا كان يطلق عليه اسم "السلام الجمهوري" وليس النشيد الجمهوري.

 

بعض كلمات نشيد والله زمان يا سلاحي:

 

 

 الشاعر صلاح جاهين                                                                       الملحن كمال الطويل

 

نشيد بلادي بلادي:

عقب انتصار مصر في حرب أكتوبر عام 1973، طلب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، من الملحن محمد عبد الوهاب، أن يعرض عليه عددًا من الأناشيد الوطنية حتى وقع الاختيار على نشيد "بلادي بلادي" بعد إجراء التعديلات المناسبة في الكلمات والموسيقى، وقد كان السادات معجب بكفاح مصطفى كامل، فأختار هذا النشيد الذي كتبه الشيخ يونس القاضي متأثرًا بخطاب ألقاه مصطفى كامل عام 1907، واحتفالًا بعودة سعد زغلول من المنفى. وأعاد عبد الوهاب توزيع اللحن، ليعزف السلام الوطني الجديد عقب عودة السادات من توقيع اتفاقية السلام في واشنطن عام 1979، وقد منح السادات محمد عبد الوهاب رتبة لواء، وهي رتبة شرفية، وأمر أن يقود جميع موسيقات الجيش.

                      الشاعر يونس القاضي                                    الموسيقار سيد درويش                               الموسيقار محمد عبد الوهاب                

 

النشيد الوطني الحالي:

في ديسمبر عام ١٩٨٢ صدر القرار الجمهوري رقم ٥٩٠ الذي جاء نص مادته الأولى على النحو التالي: ’’يراعى أن تُصاحِب كلمات المقطع الأول من نشيد "بلادي بلادي" النوتة الموسيقية في جميع الاحتفالات الشعبية والوطنية، وأن يقتصر السلام الوطني على عزف النوتة الموسيقية بغير كلمات النشيد في حالة استقبال الرؤساء والوفود الأجنبية، وفي غير ذلك من الأحوال التي تقتضي عزفه مع السلام الوطني لدولة أجنبية‘‘.

 

كلمات الجزء الأول من النشيد الوطني المصري "بلادي بلادي":

 وختاماً فالنشيد الوطني هو عنوان للحرية والاستقلال ولحن أصالة وقصة صمود تجسد الارتباط بالوطن واستلهام القيم التي زرعها الأجداد والآباء ليبقى العطاء للوطن بغير حدود ويبقى العلم خفاقا والنشيد يطرب الآذان صباح كل يوم، ونردد كلماته وعباراته في شموخ وإباء وهو ما يعكس عمق الانتماء لجذور الوطن الغالي، ولان الوطن كلمة جبارة فان الإنصات واحترام النشيد في المناسبات الوطنية والعسكرية وفي أي احتفال كان ولا يزال جزءاً لا يتجزأ من احترامه والانتماء إليه.

للمزيد من الموضوعات "اضغط هنا"