جارى تحميل الموقع
2 الخميس , مايو, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا

انتشر فى العصر المملوكي والعثماني إنشاء ما يسمى بالأسبلة والتي تستخدم لتزويد عابري السبيل بالماء ومنها سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا.

 

ولم تغني هذه الأسبلة عن دور "السقا"، حيث كان له دوره الهام، فلم تكن هذه الأسبلة منتشرة في كافة مناحي القاهرة فكان السقا يقوم بحمل الماء من السبيل لتوصيله إلى المنازل البعيدة عنه.

 

وفي القاهرة فقد تبارى أهالي الخير في إنشاء الأسبلة واعتبرها الأغنياء نوع من الصدقة الجارية فتبارى الأمراء والأثرياء فى أشكالها وأحجامها وحظيت مدينة القاهرة بنصيب كبير فقد تركزت الأسبلة فى المناطق الآهلة بالسكان وفى الأسواق والأحياء التجارية والصناعية مثل شارع المعز وشارع الصليبة وحى الجمالية وحى الغورية وشارع التبليطة وحى السيدة زينب وشارع البتانة وغيرها.

وصف الأسبلة

 

ويتكون السبيل من بناء بباطن الأرض لتخزين المياه ويعلوه مباشرة بناء آخر لتوزيع هذا الماء على المارة، وقد اختلفت أشكال الأسبلة وأنماطها من وقت إلى آخر، وظهر هذا بوضوح فى عمارة الأسبلة العثمانية، ومنها النمط المصرى المحلى والثانى التركى العثمانى، وبالطبع كان النمط المصرى هو السائد فى القاهرة، وقد بلغ عدد الأسبلة التى شيدت على هذا النمط ثلاثة وستين سبيلا ضمن سبعين سبيلا باقية فى القاهرة، وتعود لهذا العصر، وتطور السبيل وأصبح الدور العلوى فى بعضها يستخدم كُتّابَا لتحفيظ القرآن الكريم كصدقة جارية أيضا مثل مياه السبيل.

 

أين يقع سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا؟

 

يقع سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا في شارع المعز مطلاً بواجهته الجنوبية على قصر بشتاك، ويرجع إنشاؤه إلى عام 1744م وأنشأه الأمير الكبير عبدالرحمن كتخدا، ويتكون من غرفة تسبيل لتزويد عابرى السبيل بالماء ويعلوه غرفة الكُتاب لتعليم أيتام المسلمين.

 

ولهذا المبنى أهمية فنية خاصة، فهو عبارة عن مجموعة مستقلة تحتوي على سبيل وكتـّاب يتمثل فيهما الكثير من روائع الفن الإسلامي خاصة في العصر العثماني. والمبنى يمثل طراز السبل ذات الشبابيك الثلاثة، ويتخذ شكلاً يمتزج فيه الطراز المملوكي والعثماني معاً.

 

للسبيل ثلاث واجهات (جنوبية وشمالية وغربية) متشابهة تماماً ومتساوية في الطول. وتحتوي كل واجهة على عقد نصف دائري مرتكز على عمودين من الرخام.

 

ويتوسط العقد فتحة كبيرة تقدم من خلالها أكواب الماء للعابرين (شباك التسبيل)، والفتحة معقودة بعقد نصف دائري أيضاً يرتكز على عمودين حلزونيين. ويغطي فتحات الشبابيك شبكات نحاسية على شكل عقود ثلاثية مفصصة متقاطعة تسمح بحركة أكواب الشرب خلالها.

 

ويزخرف سبندلات العقود زخارف هندسية بديعة منفذة بالرخام الدقيق متعدد الألوان. وتحتوي حوائط الواجهة الخارجية على مداميك حجرية معشقة على شكل أوراق نباتية محوّرة. ويتوج واجهة السبيل ستة صفوف من المقرنصات تحمل أرضية الطابق الأول الذي يحتوي على الكتـّاب. يقع مدخل السبيل على شارع التمبكشية على يسار الواجهة الجنوبية، وهو يشبه المداخل المملوكية. ويتكون المدخل من حائط غائر يتوجه عقد ثلاثي الفصوص سقف بنصف قبة تزخرفها صفوف من المقرنصات. ويتوسط الحائط الغائر باب السبيل الذي يعلوه عتب مستقيم نقش عليه أبيات من الشعر. وتعلو العتب وحدة زخرفية رخامية عبارة عن دائرة متوسطة تحتوي على نص تأسيسي يحيط بها أربع دوائر صغيرة.

 

يؤدي مدخل السبيل إلى ردهة صغيرة يوجد فيها ثلاثة أبواب: الأول يقع على يمين الداخل ويؤدي إلى حجرة الصهريج، والثاني على يسار الداخل ويؤدي إلى الحجرة التي يقدم منها الماء (حجرة التسبيل)، والثالث في صدر الردهة ويؤدي إلى السلم الذي يصعد إلى الكتـّاب. المسقط الأفقي لحجرة التسبيل مستطيل أبعاده 4.50 × 3.50 م. وتقع شبابيك الحجرة الثلاثة ضمن حوائط غائرة في جدران الحجرة الثلاثة المطلة على الشارع. وجدران الحجرة مكسوة بأكملها ببلاطات خزفية زرقاء اللون مزينة بشتى أنواع الزخارف النباتية. ويحتوي الجدار الجنوبي على لوحة من البلاطات الخزفية تمثل منظراً للكعبة الشريفة والمباني المحيطة بها.

 

حجرة الكتـّاب ذات مسقط مستطيل بنفس مساحة حجرة التسبيل، وتطل على الشارع من ثلاث جهات من خلال مشربيات. وللحجرة سبعة أعمدة من الرخام تشبه أعمدة واجهات السبيل يعلوها ستة عقود مدببة من الحجر يتوجها رفرف خشبي مائل. ويبرز عن هذه الحجرة شرفة بها أربعة عشر عموداً رفيعاً من الخشب تحمل خمسة عشر عقداً ترتكز على درابزين من الخشب الخرط الجميل. ويتوج الشرفة رفرف خشبي أقل ارتفاعاً من الرفرف الأول.

 

المصدر :

سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، بوابة متاحف بلا حدود

- السقا .. والسبيل لخلق الله، موقع مصرس.