جارى تحميل الموقع
26 الجمعة , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
شارع عبد العزيز ... من الطراز المعماري النادر إلى أكبر شوارع القاهرة التجارية
 

 

يمتد شارع عبد العزيز من قصر عابدين إلى ميدان العتبة الخضراء .. وقد تم التفكير في إقامة هذا الشارع ليصل بين قصر الحكم بعابدين وقصر الخديوي عباس بميدان العتبة، وأطلق على الشارع اسم " السلطان عبد العزيز" سلطان تركيا تخليداً لزيارته المثمرة لمصر في إبريل 1863م وذلك أثناء فترة  ولاية "إسماعيل باشا".

 

وكان الشارع في أول عهده نموذجاً للتنسيق العمراني والجمال الفني وتحول في الوقت الحالي إلى أكبر الشوارع التجارية في القاهرة.

 

زيارة هامة وامتيازات كبرى للخديوي إسماعيل 

 

وتعد هذه الزيارة زيارة هامة فهي أول زيارة لسلطان عثماني إلى مصر بعد السلطان "سليم" الذي جاء لمصر فاتحاً في عام 1517م. وعند وصوله إلى الإسكندرية كان "إسماعيل باشا" شخصياً في استقباله ونزل ضيف مصر بسراي رأس التين مدة يومين ثم سافر بالقطار إلى القاهرة وهي المرة الأولى التي رأي فيها السلطان القطار، فمصر كانت سباقة في إدخال السكة الحديدية في عهد  "عباس الأول" عام 1852م بالاتفاق مع "روبرت ستيفتسون" مخترع القاطرة البخارية. كما أن خط "القاهرة – الإسكندرية، هو أول خط على مستوى الشرق كله.

 

وفي القاهرة نزل السلطان في قصر القلعة وصلى الجمعة بجامع محمد على ،ورأس حفل تشييع المحمل.

 

وخلال هذه الزيارة وطد "إسماعيل باشا" مركزه لدى السلطان لتحقيق طموحاته فحصل على حقوق وامتيازات جديدة وعدة فرمانات لزيادة سلطته، بداية بتغيير نظام توارث حكم مصر لأكبر أبناء "إسماعيل" بدلاً من أكبر أفراد أسرة "محمد على" (فرمان 8 من يونيو 1867م). كما حصل على امتياز لقب "خديوي" (لفظ فارسي معناه الأمير العظيم فرمان 27 مايو 1866م). ويعد أن كان والياً ارتقى إلى مرتبة تقربه من الملوك والسلاطين.

 

من الطراز المعماري النادر إلى أكبر شوارع القاهرة التجارية

 

ومع الوقت بدأ النشاط التجاري ينمو في هذا الشارع حيث نجد سلسلة محلات، على رأسها محل "عمر أفندي" الذي يقع عند ملتقى شارعي عبد العزيز ورشدي (الساحة سابقاً) وهو اسم صاحبه التركي.

 

وبقيام الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918)م تم تصفية أملاك الأتراك في مصر واشترى المحل تاجر فرنسي اسمه "أورزدي باك" ولكنه احتفظ باسم المحل الأصلي لما كان له من شهرة تجارية واسعة. وللمبنى قبة تعلوه فوق المدخل كان بها فانوس يدور مساءً فتضاء سماء القاهرة واشتهر بفانوس عمر أفندي الذي يضيء ليلاً  كإعلان عن وجود اوكازيون ليتوافد الناس إلى المحل.

 

كانت هذه البداية وبعدها بسنوات انتشرت تجارة الأثاث في الشارع فكان‏ ‏الشارع‏ ‏مقرا‏ ‏لأشهر‏ ‏محلات‏ ‏الأثاث‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏وكان زبائنها من الأغنياء وذلك لان اغلب المعارض كانت تعرض البضاعة الغالية والمستوردة، ‏كانت‏ ‏أشهرها‏ ‏محلات ‏السبلجي باشا ‏الفرنواني‏ ‏باشا‏ ‏وعلي‏ ‏بك‏ ‏السمري‏.

 

وظلت محلات الأثاث مسيطرة على الشارع حتى بداية التسعينات تقريبا وبدأ يتحول الشارع إلى تجارة الأجهزة الكهربائية وأصبح قبلة الكثيرين على طول مصر وعرضها

 

ولأن التغيرات في التجارة سريعة فكان ظهور المحمول وانتشار مغري بالنسبة لأغلب تجار عبدالعزيز بتغيير النشاط ليحتل الشارع المكانة الرئيسية في تجارة المحمول ومستلزماته وأيضا المستعمل منه ليصبح من أكثر المناطق ازدحاما في العاصمة‏.

 

المراجع :

-         علا سيف، مصر المحروسة التي كانت : القاهرة جوهرة الشرق، مجلة الهلال ، يونيه 2009، ص92.

-         فتحي الشيخ ،أكثر شوارع القاهرة ازدحاما يمتد على مقبرة، موقع إيلاف.

-         سهير زكى حواس ،كتاب القاهرة الخديوية، مركز التصميمات المعمارية، الطبعة الأولى، 2002