جارى تحميل الموقع
26 الجمعة , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

إشارات المرور من الحجارة إلى الإشارات الضوئية

تخيل أنك تسير بالشارع في الصباح بدون إشارات مرور؟! هل تستطيع أن تسير بأمان في مدينتك؟! بالطبع سيكون شيئاً صعباً ! ولعلك تتسائل ماذا كان يفعل الناس في الماضي قبل ظهور إشارات المرور وما هي البدائل التي كانوا يعتمدون عليها ؟! ومتى تم اختراع لوحات وإشارات المرور في العالم وكيف كان شكلها في البداية؟     

 

نتعجب كثيراً عندما نعرف أن الرومان هم أول من إخترعوا  العلامات التي تنظم المرور بالشوارع قديماً والتي كانت عبارة عن عمود كبير من الحجارة يوضع على جانب الطريق لتوضيح اتجاهات السير والمسافات المتبقية إلى المدن والقرى، وكانوا يطلقون على هذه الحجارة اسم "ملياريس" ويعتقد بأن هذا اللفظ هو أصل وحدة القياس "الميل" المستخدمة اليوم لقياس المسافات.

وخلال العصور الوسطى فى الفترة من القرن (5- 15) تطورت العلامات المرورية بشكل كبير وأصبح من الشائع أن تجد علامات مرورية متعددة الاتجاهات خاصة عند التقاطعات وكانت توضع بعد كل ميل من الأميال.

 

اختراع أول إشارة ضوئية "سيمافرو" ببريطانيا عام 1868:

بدأ استخدام الإشارات الضوئية فى أواخر القرن التاسع عشر حيث يرجع تاريخ استخدام أول إشارة ضوئية إلى يوم 10 ديسمبر 1868،فقد قام مهندس السكك الحديدية البريطانى "جون بيك نايت" John Peake Knight بتصميم أول إشارة ضوئية خارج البرلمان البريطانى فى لندن وكانت هذه الإشارة شديدة الشبه بالإشارات الضوئية الخاصة بالسكك الحديدية في ذلك الوقت حتى أنها كانت تحوي ذراعين متحركين أحدهما باللون الأحمر والآخر باللون الأخضر كانت تستخدم للتحكم بالحركة أثناء النهار بينما يتم الاعتماد على الأنوار فى المساء فى تحديد الحركة حيث كان يعنى اللون الاحمر توقف، بينما يعنى اللون الأخضر السماح بالمرور وكانت تعمل هذه الإشارة بالغاز. والهدف من تركيبها تجنب تصادم العربات التي تجرها الخيول لدى خروج الوزراء وأعضاء البرلمان البريطاني خاصة في الليل حيث كان يشتد الظلام و الضباب، وقد أقيمت هذه الاشارات على عمود من حديد يبلغ طوله ثلاثاً وعشرين قدماً. ولم تكن هذه الإشارة تعمل بشكل آلي إنما كان يتحكم بها شرطي مرور يقف بجانبها طوال الوقت. وقد تعطلت هذه الإشارة بعد سنتين من تركيبها وتسببت في إصابة شرطي المرور الذي كان يقف بجانبها.  

 

انتشار الإشارات المرورية واللوحات التحذيرية بعد إختراع الدرجات والمركبات:

وفي نهاية القرن التاسع عشر، وبعد اختراع الدراجات والتي شكلت خطرًا جديداً على سلامة مستخدمي الطريق، ظهرت الحاجة إلى ضرورة وجود الإشارات المرورية على جانب الطريق. وقد ظهرت اللوحات التحذيرية والإرشادية على المنحدرات وأعلى الهضاب؛ لكونها من أهم الأماكن الخطرة آنذاك، وأخذت بعض الجهات المحلية على عاتقها تركيب اللوحات المرورية.

 

وباختراع المركبات الآلية في عام 1896م أخذت الشركات المصنعة في التنافس لتقديم الجديد، و لذلك أخذت هذه الشركات مهمة تركيب الإشارات المرورية. وفي عصر المركبات، وبالتحديد في عام 1903م ظهرت ولأول مرة، اللوحات التحذيرية والمانعة والتي كان يرمز لها بمثلث أحمر اللون رأسه إلى أعلى وتثبت على التقاطعات والمنحدرات والمنعطفات الحادة والخطرة.

 

وفي الثلاثينيات من القرن الماضي كانت مهمة تركيب العلامات والإشارات المرورية لا تزال موكلة إلى الشركات المُصَنّعة للمركبات، وفي عام 1931 تم التصريح بأن نظام الإشارات المرورية لم يعد يحقق السلامة المرورية في ظل ازدهار صناعة المركبات فتم تشكيل لجنة عامة لمراقبة هذا النظام، ونتيجة لذلك ظهرت في عام 1913م إشارات مرورية جديدة حيث شكلت هذه اللجنة الأساس العام لنظام الإشارات والعلامات المرورية الحالي حتى عام 1960 م.

 

الخطوط الأرضية:

أما فيما يتعلق بالخطوط الأرضية فيعود تاريخها إلى عام 1843 م ، حيث كانت الحجارة البيضاءالمرصوصة على شكل خط مستقيم وكذلك المصابيح تشكل الخط الفاصل بين الطرق آنذاك، بينما بدأ ظهور الخط الأبيض الفاصل بين الطرق أثناء الحرب العالمية الأولى حيث بدأ استخدامه يشيع وينتشر منذ عام 1920م.

 

أول جهاز إلكتروني لتنظيم المرور بأوهايو 1914:

وفي عام (1914م) صنع بمدينة أوهايو بولاية كليفلاند الأمريكية أول جهاز إلكتروني لتنظيم المرور باستخدام الضوء الأخضر والأحمر إضافة لأداة طنين تعطي صوتاً خاصاً عند تبدّل الضوء.

وتم تركيبها بأحد شوارع هذه المدينة. واستخدمت كذلك أول إشارات مرور أوتوماتيكية بمدينة ديترويت الأمريكية، وبهذه الطريقة يمكن تغيير لون إشارات المرور أوتوماتيكياً كل بضع ثوانٍ أو دقائق حسب كثافة المرور في الطرق. ثم ظهرت إشارات المرور الحديثة بمدينة لندن في عام (1926م)، وتم تركيب أول إشارات للمرور بمدينة باريس عام (1923م).

 

ومن أطرف الإشارات إشارات المرور الضوئية في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية حيث تُنير وتنطفئ تباعاً مصحوبة بجرس يدقّ بانتظام ويد ميكانيكية تلوّح للسائقين لينتبهوا كي لا يغلبهم النُّعاسُ عند قيادة سيّاراتهم.

 

وهكذا صارت إشارات المرور الضوئية جزأً هامّاً وضرورياً في حركة المرور في الطرقات المزدحمة بالسيّارات وفي التقليل من حوادث السير بشكل كبير، ولعبور المشاة في أماكن المرور الخاصّة بهم وبشكل آمن.

 

وفي عام 1926م تم إنشاء أول وزارة للمواصلات تختص بالعلامات والإشارات المرورية، وقد وضعت عدة ضوابط لاستخدام الخطوط البيضاء على الطرقات. وفي الثلاثينيات من العقد الماضي تم استخدام الخطوط البيضاء على نطاق واسع، حيث أنها أصبحت تحدد الأماكن التي يجب الوقوف عندها مثل المنعطفات والزوايا الحادة، كما أنها أصبحت تساعد الشرطة والإشارات الضوئية في التحكم بالتدفقات المرورية وتكون بمثابة تحذير لمستخدمي الطريق من أي معوقات قد تعترضهم. وفي عام 1944 بدأ استخدام الخطوط البيضاء على نطاق واسع حيث أنها أصبحت تحدد المسارات على الشوارع الرئيسة وعلى مداخل الطرق وتوضح أحقية المرور في التقاطعات بمساعدة إشارة قف. ومن التجارب الناجحة في مجال الخطوط الأرضية بروز استخدام الخطوط البيضاء للتحكم في مناطق التجاوز، حيث استُخدِمَ خطّان أبيضان على استقامة واحدة للدلالة على المناطق التي لا يجوز فيها التجاوز ، وكان ذلك في عام 1957م، وقد استمر استخدامها إلى أن أثبتت فاعليتها في مايو 1959م ، وشُرّع استخدامها من قِبَلِ الجميع بعد أن اكتسبت الشرعية القانونية.

 

عيون القط:

كان بداية التفكير في اختراع عيون القطط ترجع إلى حادثة تعرض لها عامل بريطاني يدعى"بيرسي شو" والذي كان يقود مركبته إلى برادفورد ويشق طريقه بصعوبة إلى أن تفادى في اللحظة الأخيرة السقوط في جرف، حين انعكست أضواء المركبة في عيني قطة كانت جالسة على سور إلى جانب الطريق مما جانبه الموت، فعيون القطط تعكس جزءاً من الضوء المسلط عليها، فالقطط لديها ما يشبه المرآة خلف عيونها، وهي عبارة عن عدسة ومرآة معكوسة تعيد الضوء المسلط عليها إلى مصدره، هذه المعلومة الصغيرة وحادثة تلك الليلة دفعت بشو إلى ابتكار شكل جديد في ترشيد الطرق، عدسات محدبة على خلفية مرآة من الألمنيوم مطورة في لبادة مطاطية ومزروعة ضمن قالب حديدي في الطريق.

 

وكما عيون القطط فإن العدسة والمرآة ثبتتا بطريقة تعكس الضوء المسلط عليها من مصابيح السيارات المقبلة وترده إلى السائق، وفي العام 1935 م، أنشىء أول مصنع لإنتاج المسامير الليلية أو "عيون القطط" وانتشر هذا الابتكار في العالم وراج أثناء الحرب العالمية الثانية عندما دعت الحاجة إلى استخدامه في المطارات.    

 

ماذا يحدث عن توقف الإشارة الضوئية ؟

رغم أن الإشارات الضوئية تنقذ أكثر من 11,000 روح سنويًا، إلا أنها تسبب الكثير من الارتباك في حالة توقفها (أو إيقافها أحيانًا). في هذه الحالات فإن التقاطعات تصبح تقاطعات عادية أولوية المرور فيها للسيارات على يمينك. بعض المناطق تختلف القوانين نوعًا ما، ففي بعض الدول تُوضع لوحة اسفل كل إشارة لتوضيح القوانين في حالة ايقاف الإشارة، وفي بلدان أخرى يجب أنتظار وصول رجل مرور للتحكم بالطريق (أو الانعطاف في الاتجاه المسموح الانعطاف به).

    

تقوم بعض الدول بإيقاف الإشارات الضوئية أثناء الليل، فيومض الضوء ا لبرتقالي لوحده وهذا يعني الانتباه أثناء قطع التقاطع، أما في حالة وميض الضوء الأحمر فهذا يعني ضرورة التوقف بالكامل قبل قطع التقاطع.

 

توحد إشارات المرور عالميًا:

وبعد الحرب العالمية الثانية تعالت أروقة منظمة الأمم المتحدة إلى ضرورة أن تكون هناك إشارات مرور موحدة ومتعارف عليها دولياً. وعليها فقد نصت المعايير العالمية  الخاصة بإشارات المرور على أن يكون اللون الأحمر في أعلى الإشارة، بعده اللون البرتقالي ثم اللون الأخضر في الأسفل. أما إذا تم تركيب الإشارة الضوئية بشكل عرضي فإن ترتيب الألوان يختلف بحسب قاعدة المرور فتكون الإضاءة الحمراء على اليسار للدول التي تسمح بالمرور في اليمين، ويكون في اليمين في الدول التي تسمح بالمرور في اليسار.