حكايات وأسرار شوارع
القاهرة القديمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة:
شوارع أي مدينة كتاب مفتوح يروي تاريخ هذه المدينة وربما تاريخ
الوطن كله واللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات هذا الكتاب، لم تكن أسماء
الشوارع معروفة قبل عهد محمد على باشا (1848-1805م) بل كانت أحياء ومناطق تحمل
أحيانا اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفه أو
صنعه معينة وأحيانا تحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة، وقد كان محمد علي أول
حاكم لمصر يصدر مرسوماً بتحديد أسماء الشوارع وأيضا بتركيب لافتات تدل عليها
وأرقام لكل مبني.
شارع الألفي ..... تحفة معمار القاهرة الخديوية
في مشهد يجمع بين الرقي والفخامة وعبق التاريخ تطل علينا شوارع وبنايات القاهرة الخديوية وسط العاصمة التي أسسها الخديوي إسماعيل والتي لا تقل جمالاً عن باريس، وبنظرة متعمقة لهذه الشوارع نجد "شارع الألفي بك" صاحب التاريخ الطويل حيث عاصر الشارع أحداث تاريخية وفنية كان لها تأثيرًا كبير في تشكيل وجدان المصريين فنيًا وسياسيًا.
موقعه
يصل شارع الألفي بين ميدان عرابي وشارع الجمهورية ويبعد أمتار قليلة عن ميدان العتبة ولنقترب قليلاً ونتعرف أولاً على الشخصية التي تحمل اسم الشارع .
من هو محمد بك الألفي؟!
ترجع تسمية الشارع إلى الأمير المملوكي "محمد بك الألفي" الذي فر إلى الصعيد مع قدوم الحملة الفرنسية وظل هناك إلى أن جاء "محمد علي باشا" إلى مصر وتوفى عام 1807م ويعد محمد بك الألفي أخر أمراء المماليك فى مصر فكان إغتياله يعد هو نهاية حكم المماليك لمصر، وكان محمد بك الألفي من مماليك "مراد بك" جلبه إحدى التجار إلى مصر عام 1189هـ ويعد من الشخصيات المثيرة للجدل فيقال أنه أوشك أن ينتزع الملك من "محمد علي" فقد اشتهر الألفي شهرة عظيمة حتى إن الدولة العثمانية كانت لا تخاطب غيره رغم أن "محمد علي" كان واليًا على مصر وكان له قصر يقع على ناحية الشارع الذي سمى باسمه الآن وكان القصر يقع أمام بركة الأزبكية التي ردمها الخديوي "إسماعيل" بعد ذلك وجعلها حديقة عندما أنشأ "دار الأوبرا".
أما عن شخصية "الألفي" فيقول الجبرتي: "تَرَزن عقله وانهضمت نفسه وتعلق قلبه بمطالعة الكتب والنظر في العلوم والفلكيات والهندسيات وأشكال الرمال والأحكام النجومية والتقاويم ومنازل القمر ويسأل عمن له إلمام بذلك ليستفيد منه واقتنى كتبًا في أنواع العلوم والتواريخ واعتكف بداره ورغب في الانفراد بنفسه وترك الحالة التي كان عليها قبل ذلك.
قصة قصر الألفي ونابليون
يظل اسم الألفي مرتبط بقصره بالأزبكية وهو القصر الذي كان أعجوبة عصره بما يحتويه من أعمدة رخامية ونوافذ من الخشب الثمين وتحف ونجف جاءته كهدية من بعض أثرياء أوروبا وهو القصر الذي بمجرد أن انتهى من بنائه جاءت الحملة الفرنسية على مصر ليختار نابليون قصر الألفي للإقامة فيه طوال فترة تواجده في مصر وبستان هذا القصر كان المسرح الذي شهد قتل كليبر، فقد وضع الألفي تصميم قصره الهندسي بنفسه ورسم له صورة في ورق كبير وكلف أحد أمرائه بتنفيذها وعندما حضر وجد خطأ قد حدث عن الرسم الذي حدده فقرر هدم أغلب ما بُنى وأعاد تصميمه وأوقف أربعة من أمرائه على البناء كل أمير على جهة من جهاته الأربع.
وأقام الألفي في قصره ستة عشر يومًا من آخر شهر شعبان 212هــ إلى منتصف شهر رمضان ثم ذهب إلى مقر حكمه في محافظة "الشرقية"وأصبح القصر في عهد "محمد علي" مقرًا لمدرسة "الألسن" والتي أنشأها "رفاعة بك رافع الطهطاوي" حتى احترق القصر في حريق القاهرة 26 يناير 1952م وأُقيم على أنقاضه فندق "شبرد".
تاريخ شارع الألفي
من بين شوارع وسط البلد يشتهر حاليًا بأنه الوحيد الذي لا تعبره السيارات وفقًا لقرار صدر في منتصف التسعينات تحول بعده لممر شهير ومتنزه للبسطاء من شعب مصر، لكن ما يجهله الكثيرين هو تاريخ هذا الشارع العريق الذي يؤكده مبانيه القديمة ومنشآته الشهيرة حيث يعود تاريخ شارع الألفي في وسط البلد إلى عهد الخديوي توفيق والذى سماه في بداياته بشارع التوفيقية حتى عام 1906 ثم تغير أسمه لــ" شارع الألفي".
فقد إكتظ الشارع قديمًا بالمحال التي يمتلكها أرباب الحرف من «حياكه – وتصفيف شعر – ورسامين - وصناع التحف والحلي – والعجانين من صانعي الفطائر والحلوى» لكن مع مرور الوقت تغير نشاط المحال ليتحول في معظمها إلى مقاهي بلدي، وقبل فترة ليست ببعيدة كان خط الترولي يمر بالشارع قادم من العتبة، إلى ميدان الجيزة، بجانب ووجود موقف للأوتومبيلات.
معالمه الشهيرة التاريخية
- ملهى «شهرزاد» : أسسته الفنانة "فتحية محمد" حيث كان أهم المدارس الفنية لتخريج فناني المنولوج والغناء والرقص على مدى عقود طويلة بدأ من بديعة ماصبني وإسماعيل ياسين وشكوكو ومحمد رشدي ونجوى فؤاد زينات صدقي إلى هياتم وأحمد عدوية ومها صبري في ثمانينات القرن الماضي.
- مطعم عتيق يسمى «تيفيرنا» : أسسه تاجر يوناني يدعى "تيفيرنا" وظل يحمل اسمه حتى الآن وعلى نفس الجانب يأتي مطعم الكباب الشهير «الألفي بك» الذي أسسه الحاج عبد القوى عام 1938م فكان ملتقى الباشوات والبكوات ورجال الدولة وشاهدًا على أحداث فنية بارزة ولا يزال المطعم محتفظًا حتى الآن برونقه وأناقته رغم مرور الزمن.
- مسرح يحمل «نيو أريزونا»: شهد قديمًا أروع العروض المسرحية للريحاني ويوسف وهبي، في بداياتهم.
- عمارة «عدس»: ذات التصميم المختلف، يقال أنها كانت ملكاً لرجل مصري يهودي يدعى «داوود عدس» وكان من كبار التجار المصريين.
- أول مقر لفندق شبرد: حيث أسس هذا الفندق الشهير عام 1841 مستر صامويل شبرد تحت اسم فندق بريطانيا حيث كان في قصر محمد بك الألفي الذي إتخذه قائد الحملة الفرنسية مقرًا لقيادة الحملة الفرنسية ثم تحول إلى مدرسة الألسن وأغلقت في عهد عباس الأول وموقعه كان على حافة بركة الأزبكية عند تقاطع شارعي الألفي والجمهورية حاليًا.
شارع القلعة
أهم شوارع حي الدرب الأحمر أقدم
أحياء مصر، وأخر شارع تم إنشائه ليخترق الدرب، وبافتتاحه انتقلت مصر من العصر
الإسلامي المتمثل في القاهرة الفاطمية الإسلامية إلى عصر الحداثة والمدنية والعلم
المستلهم من الحضارة الغربية.
موقعه:
يبدأ الشارع من ميدان العتبة الخضراء
وينتهي عند جامع ومدرسة السلطان حسن.
تسميته:
شارع القلعة أو " محمد
علي" سابقاً، نسبة إلى " محمد علي باشا " مؤسس مصر الحديثة، بدأ
التفكير في إنشائه خلال عهد محمد علي باشا عام 1846م ليكون على نسق شارع "
ريفولي" في باريس، وقد انتدب الخديوي إسماعيل المصمم الفرنسي
"هاوسمان" الذي خطط باريس ليخطط القاهرة الخديوية، وبالفعل تحولت
القاهرة إلى تحفه فنية تنافس مدن العالم حتى أطلق عليها الغرب " باريس
الشرق". كان في أول الشارع قديماً مقابر معروفة باسم "ترب
الازبكية" و"ترب المناصرة" فقامت الحكومة المصرية بنقل الرفات الى
مقابر أخرى كما اشترت المحال والمباني التي كانت موجودة في تلك المنطقة من أصحابها
حتى يتم إنشاء الشارع، وبدء ديوان الاشغال شق الشارع عام 1874م تحت إشراف
"علي باشا مبارك"، وأقيمت العقارات المطلة على الشارع فوق بوائك
"مجموعة من الأعمدة المتتابعة على خط مستقيم, تحمل عقود من أعلاها لتحمل
السقف" تظلل الرصيف من الجانبين لتوفير مظلة للتجار والمترددين لحمايتهم من
الشمس والامطار وهذا الطراز مازال موجود بالأحياء القديمة بباريس.
معالمه:
يضم الشارع العديد من المعالم منها
دار الكتب " الكتبخانة" التي أقامها الخديوي إسماعيل بناءً على اقتراح
من "علي باشا مبارك" ناظر ديوان المعارف وقتها لتقوم بجمع المخطوطات
والكتب النفيسة التي كان قد أوقفها السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد
والأضرحة والمدارس، وتكون نواه لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية في أوروبا
ومازالت قائمة في موقعها حتى الأن، وبجوارها المتحف الإسلامي أمام مديرية أمن
القاهرة، وكذلك مسجد "قيسون" أو "قيصون" كما يطلقون عليه
العامة - وحمام بشتك - سوق السلاح - والمناصرة والتي تشتهر حالياً بالمنتجات
الخشبية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: محمد حسام الدين إسماعيل: مدينة
القاهرة من ولاية محمد علي إلى إسماعيل 1805-1879م.
الفجالة أو الطبالة
يقول صلاح جاهين " الشوارع حواديت "
فبعض الشوارع تمتلك أسراراً وجمالاً يراه من يبحث عنه بشغف، ويسعى لكشف معالم
جمالها وكثرة تفاصيلها التي تزيدها تميزاً. وسوف نعرف معاً حدوته وجمال شارع
الفجالة.
موقعه:
يبدأ من شارع رمسيس وينتهي عند أول
شارع باب الشعرية.
سبب التسمية:
جرت العادة أن يتم تسمية المناطق بأسماء الملوك
والسلاطين أو الشخصيات البارزة أو الحرفة التي تميزت بها تلك المنطقة، ولكن هذه المنطقة
خالفت تلك القواعد وسميت باسم مهنة فنية وهي "الطبالة" أي" التي
تدق على الطبول" فقد حدث صراع بين الخليفة المستنصر بالله الفاطمي بمصر وبين
الخليفة العباسي القائم بأمر الله في بغداد وانتهى الصراع بانتصار الخليفة الفاطمي
في المعركة الحربية التي كانت بينه وبين الخليفة العباسي، فانطلقت مطربة الخليفة
الفاطمي تغني وتطرب معلنةً ابتهاجها بهزيمة الخليفة العباسي، ونظرا لإعجاب الخليفة
الفاطمي بتلك الأغاني اهداها تلك المنطقة الخصبة المطلة على النيل، وظلت المنطقة
بهذا الاسم إلى أن جاء بدر الجمالي قائد جيوش الخليفة الفاطمي المستنصر بالله لمصر
وقام ببناء بساتين حول تلك المنطقة وتغير اسمها لـــ"بساتين
الجيوشي" وبعد فترة من الزمن اصابها
الإهمال إلى أن قام الخديوي إسماعيل بتطوير المنطقة التي تقع على جانبي السكك
الحديد وكانت "الفجالة" جزء منها وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبه
لمزارعين الفجل الذين سكنوا تلك المنطقة، وسكنها الأجانب والشوام نظراً لقربها من
محطة مصر.
أهميته:
تميزت الفجالة قديماً بكونها منطقة ثقافيه حيث
انتشر فيه الكتب ودور النشر والمكتبات ومن أشهرها "مكتبة مصر" التي
تعامل معها نجيب محفوظ لمدة 60 عاما، إلى أن تغير نشاط المنطقة في العصر الحديث
لتجارة الأدوات الصحية.
معالمه:
تُعد مدرسة الروم الكاثوليك، وكنيسة اليسوعيين
وكنيسة الكلدان الكاثوليك من أشهر معالم الشارع كما يوجد العديد من المعالم
الأخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: عباس الطرابيلى: أحياء القاهرة
المحروسة، خطط الطرابيلى
شارع الصليبة
على مر الزمان والقاهرة مركز الأثار التاريخية
وبها العديد من المعالم والمزارات السياحية التي دائما تكون محط أنظار البشر ومنها
شارع الصليبة الذي يُعد شاهد على روائع العصر المملوكي في مصر.
موقعه:
يبدأ من ميدان القلعة حتى أول شارع
عبد المجيد اللبان "مارسينا سابقا" بالقرب من السيدة زينب ويتقاطع مع
شارع «الركيبة» أو بالأدق «الرُكابية»، وهم "من يحملون السلاح حول الخليفة
عند ركوبه في المواكب، ولهم زي خاص بهم، وهم أيضا الذين يركبون خيول السلطان
والأمراء للعناية بها وترويضها وتدريبها على السباق"، وشارع «السيوفية» بما
يُكون شكل الصليب.
التسمية:
سُمي بهذا الاسم نظرا لتكوينه الذي
يأخذ شكل الصليب.
أهميته:
يتميز الشارع بطبيعة جغرافية قاسية
"منحدر مرهق للمشاة" ولكنه حظى بثراء أثري حيث يوجد بين كل أثر وأثر،
أثر، ويحتوي على جميع أنماط الآثار الإسلامية تقريبًا: الجامع، والمدرسة،
والكُتّاب، والسبيل، والخانقاه، والحمّام، والقصر،......إلخ، فضلا عن جامع أحمد بن
طولون الأثري الوحيد الباقي من مدينة القطائع ثالث عاصمة إسلامية في مصر، ويعود
هذا الثراء الأثري لأهمية الشارع الاستراتيجية التي اكتسبها من موقعه المثالي حيث
يقع على مشارف عواصم مصر الإسلامية القديمة فالحد الشمالي للشارع كانت مدينة
الفسطاط والقطائع والعسكر، ومع انتقال مقر الحكم إلى القلعة في العصر الأيوبي،
أقبل الأمراء على السكن فيه وحوله، وشيدوا منشآتهم العسكرية فيه، بالإضافة إلى
مصانع الأسلحة المنتشرة حول الصليبة، ومنذ عصر الناصر محمد بن قلاوون وحتى نهاية
العصر الشركسي كان الصليبة المقر الوظيفي والسكني لكبار رجال الدولة، واستمر هذا
التوجه حتى عصر محمد علي، فنجد أن الأسرة العلوية أنشأت ورشة للأسلحة والبنادق في
الحوض المرصود عام 1813م، وأُنشأت أيضًا المدرسة الحربية عام 1855م.
كما كان الشارع مسرحًا لكثير من
الأحداث السياسية والاجتماعية في العصر المملوكي: من مواكب السلاطين وإقامة
الاحتفالات وقد أقيمت فيه احتفالات زفاف ابنة الناصر قلاوون على ابن الأمير ارغون،
والتي استمرت ثلاث ليال مُدت فيها الموائد ليأكل منها العامة بلا حساب، إلى مؤامرات
المماليك ضد بعضهم البعض وتنفيذ عقوبة «التجريس» على من يرتكب مخالفة تستحق هذه
العقوبة، سواء من الأمراء أو المماليك أو حتى العامة.
نظرًا لأهمية المنطقة أنشأ العديد من
رجال الدولة في عصر محمد علي وأبنائه دورًا ومنازل، مثل دار الأمير عبد اللطيف
باشا أمام مدرسة قاني باي المحمدي، كما اختصت الدولة العلوية الشارع بإنشاء ثلاث
صيدليات في وقت كان إجمالي عدد صيدليات القاهرة بالكامل 44 صيدلية، وكانت الصيدليات
في ذلك الوقت نقلة نوعية في صناعة الدواء، حيث كانت محلات العطارة هي المصدر
الوحيد لتجهيز الدواء.
معالمه:
يحتضن الشارع بين جنابته العديد من
الأثار مثل سبيل وكتاب الأشرف قانيباي، مدرسة قانيباي المحمدي، خانقاه الأمير
شيخو، ويقابلها مسجده، ثم سبيل ام عباس الذي يعود للطراز العثماني، ومدرسة ابن تغر
بردي وهو مؤرخ ومن مؤلفاته الهامة في التاريخ الإسلامي " النجوم الزاهرة في
ممالك مصر والقاهرة، والملقب بتغردي بردي المؤذي نظراً لكثرة أذيته للناس، وبيت
الكريتلية والمعروف حاليا بمتحف جاير اندرسون، ومدرسة المير صرغتمش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع/ حمدي أبو خليل: القاهرة شوارع وحكايات.
شاهد حي على تاريخ مصر من العصر
الفرعوني إلى الآن شاهد صامت لا يبوح بالكثير خاصة للغرباء وصغيري السن، فأثناء
تجولك فيه قد لا يخطر ببالك أن تسأل عن مغزى اسمه أو ما يشير إليه، وربما صادفه
البعض منا على أظرف المراسلات وقوائم العناوين الهامة (10 شارع الخليج المصري) إنه
شارع بورسعيد الآن الشارع الأشهر في القاهرة، شارع يقص لنا حكايات كثيرة عن أيام
مضت بحلوها ومرها، عاصر أحداثًا جسام، واحتفالات رسمية وشعبية.
موقعه:
يقع بالقرب من منطقة الأزهر ويمتد من
مدينة الخصوص حتى ميدان فم الخليج بالمنيل، فهو الشريان الحيوي الذي يفصل بين
القاهرة الفاطمية وبين القاهرة الخديوية وتتميز العمارة فيه بكونها خليط غير متجانس
من العمارة القبطية والإسلامية والأوروبية.
تسميته:
عرف باسم الخليج نسبة إلى الخليج المصري
"أحد المجاري المائية الصناعية التي شقها المصري لتساعده على ري الأراضي التي
لم يصلها النيل بشكل كافٍ منذ العصر الفرعوني". وقد تعددت اسمائه على مر
العصور المختلفة منها "خليج بطليموس" في العصر البطلمي ثم "خليج
مصر" أو "خليج الفسطاط"، كما عرف باسم "خليج أمير
المؤمنين" نسبة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأسماء أخرى
كثيرة حملها الخليج وعُرِف بها وفاءً لكل يد ساهمت فيه وطورته إلا أنه آبى ألا
يحمل اسم سوى "الخليج المصري" ولكن بعد ثورة يوليو 1952م تم تغيير اسمه
إلى "مدينة بورسعيد "عام 1957 م.
أهميته:
لم يكن شارعاً تجوبه السيارات ويتجول فيه المارة سيرًا على الأقدام بل كانت
تشقه مراكب التنزه الصغيرة وتعبره المارة من خلال قناطر وجسور بُنيت فوقه، وله
ضفاف وكورنيش للنزهة وتطل البيوت عليه مباشرة غاطسة في المياه كما نرى في فينيسيا
اليوم، وظل الشارع هكذا حتى انشاء الخديوي إسماعيل شركة مياه القاهرة ومدت انابيب
المياه بدلا من الخليج وقل منسوب المياه فيه وتم ردمه عام 1899م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : حمدي أبو خليل: القاهرة شوارع
وحكايات
أحد الشوارع المتفرعة من شارع المعز لدين الله، وأهم شرايين القاهرة الفاطمية حيث كان ساحة عامرة بالخلفاء والامراء
والوزراء ونقطة لابد من اجتيازها لبدء الاحتفالات في العصر الفاطمي.
سبب التسمية:
الخرنفش: تحريف لكلمة الخرنشف وهي
تعني إما ميدان صغير واسطبل لخيول الخلفاء الفاطميين كان في تلك المنطقة، أو
المادة التي تتحجر من وقود الحمامات القديمة وكانت تستعمل مع الجير مونه للبناء،
ويرجع تسمية الشارع بهذا الاسم نظراً لاستخدام الخليفة العزيز بالله الفاطمي هذه
المادة في بناء الاسطبلات الخلفية بجوار القصر الغربي الذي كان يتوج تلك المنطقة
وترسخ هذا الاسم أيضا عقب اطلاقه على دار للأمير سيف الدين أبو سعيد خليل أحد
أمراء المماليك ونائب السلطان محمد بن قلاوون على دمشق، تلك الدار التي وصفها
المقريزي قائلا": هي أجلّ دور القاهرة وأعظمها، وأنفق في زخرفتها سبعة عشر
ألف درهم".
معالمه:
أهم معالم هذا الشارع دار كسوة الكعبة، ومدرسة
القديس يوسف أو" الفرير"، وورش الفضة والمشغولات النحاسية، كما تميز
الشارع بإقامة الرئيس جمال عبد الناصر فيه مع والده عام 1933م عندما كان والده
مأمور لمكتب بريد حي الخرنفش، كما تعد حارة خميس عدس أهم الحارات التي تتفرع من
الشارع ويرجع تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى "خميس العهد" وهو أحد أعياد
المسيحين حيث يقومون فيه بطهي العدس، وكان الفاطميون يشاركون رعاياهم الاقباط في
الاحتفال بهذا العيد ويسكون فيه نقود تذكارية من الذهب تعرف باسم "
الخراريب" وكانت توزع على رجال الدولة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : حمدي أبو خليل: القاهرة شوارع
وحكايات
موقعه:
يبدأ الشارع بحديقة تتوج حي حدائق القبة وينتهي أمام سور قصر الطاهرة الذي بناه المعمار الإيطالي "أنطونيو
لاشياك" للأميرة "أمينة عزيز" ابنة الخديوي إسماعيل في أوائل القرن
العشرين، ويتميز الشارع بالاسترخاء ويفتقر بشكل عام إلى القصور الملكية.
تسميته:
سُمى بهذا الاسم نسبة إلى الصحابي مسروح بن سندر
الذي كان عبداً لروح بن زنباع الجُذَامي،
وفي يوم ضبطه مولاه يُقبل جارية له، فغضب
عليه وعاقبه وخرم أنفه وأذنيه، فهرع ابن سندر للنبيَّ صلّى الله عليه وسلم، فذكر
له ذلك فأرسل النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم إلى زِنباع فقال: "لا تُحمّلوهم
ما لا يُطيقون، وأطْعموهم ممّا تأكلون، واكسوهم ممّا تلبسون، فإن رضيتم فأمْسكوا،
وإن كرهْتم فبيعوا، ولا تُعَذّبوا خَلْقَ الله، ومن مُثّل به أو حُرق بالنّار فهو
حرّ وهو مولى الله ومولى رسوله" وبمقتضى هذه الرسالة أصبح ابن سندر
حراً"، ولم يكتفي ابن سندر بذلك بل طلب من رسول الله (ص) أن يوصي به، فقال
رسول الله (ص) "أُوصي بك كلّ مُسلم"، فلما توفى رسولُ الله صَلَّى الله
عليه وسلم أكرمه الخلفاء الراشدين من بعده
فطلب ابن سندر من الخليفة عمر بن الخطاب الذهاب لمصر وقد وافق الخليفة على طبله و
جاء لمصر ومنحه عمرو بن العاص قطعه أرض خصبه، تلك الأرض التي تحيط بالشارع الأن،
وعرفت بعده بـــ "منية الأصبع" نسبة إلى الاصبع بن عبد العزيز بن مروان
زوج السيدة سكينة بنت الامام الحسين بن على رضي الله عنه، لأقامته فيها بعد ابن
سندر وعقد قرانه عليها، وهي تعرف الأن بــ "القبة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: شوارع القاهرة الفاطمية عبق التاريخ
، وروعة التصميم ، وخلود العمارة http://www.sis.gov.eg
شارع السيوفية
يتفرع عن شارع المعز مجموعة من
الشوارع التي تستقي أهميتها وأصالتها من أصالة قصبة القاهرة، وتاريخها المسطور على
العمائر والمنشآت على مر العصور الإسلامية المتلاحقة مثل الشارع الذي كان موضعا
لصناعة السيوف في القاهرة واحد من اغرب شوارعنا وأكثرها عراقة وأهمية.
موقعه:
يبدأ الشارع من تقاطع شارع محمد علي
وينتهي عند تقاطعه مع شارع الصليبة.
سبب التسمية:
سمى بهذا الاسم نسبة لورش السيوف
التي كانت منتشرة فيه خلال العصر المملوكي.
نشأة الشارع:
يعود أصل الشارع للعصر الطولوني حيث كان جزء من
مدينة القطائع ومع تطور العمران عبر العصور الإسلامية تطور الشارع وأصبح منطقة
سكنية في العصر الأيوبي ثم ازدهر كحي ارستقراطي يضم أفراد الطبقة الحاكمة وصفوة
المماليك في العصر المملوكي.
أهميته:
يختص الشارع بتنوع زاخر من الاثار الإسلامية
"مسجد وقصر وسبيل وكُتاب وتكية وخانقاه للصوفية" والخانقاه تعني"
المكان الذي يتفرغ فيه المتصوف للعبادة".
معالمه:
تُعد " تكية الدراويش" من
أهم معالم هذا الشارع انشأها الدراويش المولوية في القرن 11هــ/17م على بقايا أثر
قصر ومدرسة سنقر السعدي من العصر المملوكي، وتتكون التكية من أربع أقسام هي: منطقة
الحجرات السكنية للطلبة وتحيط بها حديقة يتوسطها نافورة، ثم منطقة الإنشاد الديني
والموسيقى والرقص الدوراني المولوي وهي "السماع خانة" ثم منطقة الخدمات
والاستقبال والمدخل الرئيسي، كما يتميز الشارع أيضا بوجود قصر الأمير طاز 753هـ/
1352م، وهو حالياً "مركز الابداع الفني".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: محمد إبراهيم عكاشة: شارع السيوفية
بمدينة القاهرة منذ نشأته وحتى نهاية العصر العثماني، رسالة ماجستير
درب البرابرة
درب لا يعرف الحزن، فكل من يتجه لهذا
الدرب فهو مقبل على حدث سعيد، فهو سوق لمستلزمات العرائس والنجف والسبوع والورد
والشموع وكل ما هو مبهج.
موقعه:
أحد الدروب الموجودة بحي الموسكي.
تسميته:
اختلفت الروايات حول سبب تسمية بهذا
الاسم، منها من نسبها لقبائل البربر الذين جاءوا من المغرب مع الفاطميين لفتح مصر
وهو الرأي الأرجح، ومنها من نسبها للعمال النوبيين الذين قدموا للعمل بالقاهرة مع
بدايات القرن الـــ19 وكان الدرب مكان تجمعهم، فالدرب فاطمي النشأة، فالفاطميين هم
الذين أدخلوا صناعة الحلوى لمصر واهتموا بتوزيع الحلوى والعطايا على الشعب المصري
في المناسبات والاحتفالات، فضلا عن صناعة الشموع التي كانت تستخدم للإضاءة قبل
اكتشاف الكهرباء.
وفي العصر الحديث تمركز بالدرب
اليهود واليونانيين الذين أدخلوا صناعة النجف والتحف مما زاد من الاقبال عليه.
وارتبط الشارع بتاريخ المصريين تحديدا أثناء الاحتلال البريطاني والحكم الملكي،
حيث اقترن لفظ "البرابرة" في ذاكرة المصريين بفرق "الهجانة"
وهم طائفة من الحرس الأشداء كانون يمتطون الجمال وتوكل إليهم مهمات تفريق
المظاهرات أثناء تلك الفترة، ومازال الدرب يحتفظ باسمه حتى الآن رغم تغيير أسم
الشارع وإطلاق اسم الشهيد " كمال الحسيني" عليه فهو أول شهداء مصر في
دفاعها ضد العدوان الثلاثي عام 1956م.
شارع خان الخليلي
شارع خان الخليلي ماركة مسجلة تتصدر
قائمة الأماكن المفضلة لزوار القاهرة من شتى بقاع العالم، فهو المزار السياحي الشعبي
الأنيق والمدهش والعجيب والذي يشتهر بحواريه الحلزونية.
موقعه:
يقع خان الخليل بحي الحسين وهو شارع
موازي لشارع المعز لدين الله الفاطمي.
تسميته:
سُمى بهذا الاسم نسبة لمؤسسه الأمير
"جركس الخليلي" من مدينة الخليل بفلسطين، أحد امراء السلطان برقوق، ويضم
خان الخليلي مساجد ومعالم أثرية وأسواق، وكان هذا الخان قديماً ضمن الرقعة التي
خُصصت لمقابر الخلفاء الفاطميين وتم نقل الرفات الى منطقة أخرى في العصر المملوكي
ليحل محلها هذا الخان.
أهميته:
يحتل خان الخليلي شهره عالمية لكونه سوقاً
تجارياً يضم أقدم الصناعات والمنحوتات اليدوية التي ابدعها الفنان المصري وجسد
فيها عراقة خان الخليلى فأبرز منتجاته بأيقونات وتماثيل ومشغولات فنيه وسجاجيد
مزركشة بالرسومات النادرة، وجميع هذه المنتجات مستوحاه من فنون كافة الحضارات التي
مرت على مصر ابتداءً بالحضارة الفرعونية وانتهاءً بالحضارة الإسلامية. كما كان
مصدر إلهام للعديد من الكتاب والأدباء المصريين منهم الكاتب الكبير نجيب محفوظ حيث
ألف رواية " خان الخليلي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: حمدي أبو خليل: القاهرة شوارع
وحكايات
شارع أمير الجيوش
من أقدم شوارع القاهرة الفاطمية إذا
مررت به اليوم سوف تستمع إلى أصوات الدقات على الحديد التي لا تنتهي وكأنها
سيمفونية يعزف عليها مجموعة من العازفين بالمحلات المجاورة التي يعملون بها طوال
اليوم على طي الحديد وتحويله إلى أشكال مختلفة من عربات مستخدمة لبيع التمر
والسوبيا والفول المدمس، والتي تطور شكلها التقليدي فأصبحت على هيئة أتوبيس مدرسة
أو سيارة قديمة من زمن الخمسينات، وتم تلوينها بألوان مبهجة ومختلفة تجذب الزبائن.
موقعه:
يصل ميدان باب الشعرية بشارع المعز لدين الله الفاطمي بالقرب من باب الفتوح.
سبب التسمية:
يطلق عليه سكان المنطقة «مارجوش -
مرجوش» وهذا الاسم ربما يكون اختصار لــ "أمير الجيوش" بدر الدين
الجمالي قائد جيوش الخليفة الفاطمي المستنصر بالله الذي استعان به الخليفة لكي
ينقذ مصر من الأزمة المعروفة بــ "الشدة المستنصرية" التي عانت منها مصر
طيلة 7 سنوات بسبب جفاف النيل، وهو المؤسس الثاني للقاهرة الفاطمية الذي أعاد
تخطيطها وأجرى بها العديد من التوسعات وسارت بفضل تلك التوسعات أكبر وأضخم مدن العالم
حينئذ، ومازال الشارع يحمل نفس الاسم حتى الأن ويطلق على الشارع أيضا «النحاسين»
نظراً لانتشار حرفة صناعة النحاس فيه.
أهميته:
يتميز الشارع قديما بتكرار مرور الجيوش فيه،
وبندرة مظاهر الفخامة الحديثة، وتنوع مبانيه التاريخية بين الطرازين الفاطمي
والمملوكي، وينفرد الشارع بأنه من أوائل الشوارع التي سار فيها اتوبيس
"السيتي كروفت" في بداية الخمسينات وكانت "النكلة" هي تعريفة
ركوبه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ولاء نبيل: " أمير الجيوش"
شارع على اسم الرجل الذي بني سور القاهرة وبواباتها.
شارع مجرى العيون
ما إن تقترب من منطقة مصر القديمة
حتى يسرق أنظارك بناء عبقري ساحر يحمل في كل شق من ثناياه عبق ماضٍ زاهر، وأوجاع
حاضر مترد "سور مجرى العيون" بارتفاعه الشاهق وتناسق حجارته المرصوصة
منذ نحو خمسة قرون.
موقعه:
يبدأ من منطقة فم الخليج بمصر
القديمة وينتهي عند باب القرافة بالسيدة عائشة.
سبب التسمية:
نسبة إلى سور مجرى العيون الموجود في تلك
المنطقة.
نشأة الشارع:
لم يكن في الأصل شارع لسكن المواطنين
ومرورهم بل كان مكاناً خالياً يتوسط المسافة الفاصلة بين مصر القديمة حيث فسطاط
عمرو بن العاص والقاهرة الفاطمية، وقد كان هاجس إمداد القلعة بالمياه منذ بنائها
ونقل مقر الحكم إليها يقض مضجع الملوك والسلاطين، فحفر صلاح الدين الأيوبي بئر
لتوصيل المياه للقلعة و عرف باسم" بئر يوسف " ولكنه لم يكن كافيا لتلبية
احتياجات القلعة من المياه في العصر المملوكي لذا رأى مهندسي حكومة السلطان محمد
بن قلاوون أن هذه المنطقة صالحة لتنفيذ مشروع مائي كبير لرفع ونقل المياه من منخفض
نهر النيل غرب الشارع إلى مرتفع قلعة صلاح الدين الايوبي شرق الشارع، فأنشاء
المهندسون سوراً ضخماً من بداية الشارع حتى نهايته يحمل قناة صغيرة فوق مجموعة
ضخمه من القناطر (العقود المدببة) تنتهى بصب مياهها في مجموعة من الآبار الضخمة
داخل القلعة لتزويد القلعة بالمياه الكافية، ويعتبر سور مجرى العيون من أعجب
المشاريع المعمارية المائية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: حمدي أبو خليل: القاهرة شوارع
وحكايات
حكاية شارع قصر العيني باشا ... منتجع الأمراء وسجن حربي وأقدم مدرسة للطب
في القاهرة الساحرة ... تجد وراء كل مبنى وشارع تاريخ كبير... فهي كانت ومازالت شاهدًا على أحداث كثيرة عبر عصور متتابعة ... فبالقرب من ميدان التحرير بوسط القاهرة .. يوجد شارع القصر العيني والذي يعد من أشهر شوارع القاهرة، وهنا يتسائل الكثيرين ... لماذا سمى هذا الشارع بهذا الاسم؟! ... وهو الذي سوف نتعرف عليه في السطور القادمة.
سبب التسمية
سمى هذا الشارع باسم القصر العيني نسبة إلى وجود أحد القصور القديمة التي يملكها "العيني باشا" والتي تم تحويلها فيما بعد إلى مستشفى لتكون أقدم مدرسة للطب في مصر.
فلم يكن يعلم العيني باشا أو "أسامة شهاب الدين أحمد عبد الحميد بدر الدين محمود العينى" أن قصره الذي بناه في هذه المنطقة، سوف يصبح في يوم من الأيام أشهر وأقدم مدارس الطب في العالم.
وقبل تحويله لمستشفى فقد شهد القصر استخدامات متعددة عبر العصور ففي البداية تحول إلى سجن حربي في فترة حكم المماليك، ومستشفى للجنود في عهد الحملة الفرنسية ولنتعرف عن المزيد عنه فيما يلي، ولنبدأ بالتعرف على حكاية صاحب القصر.
العينى باشا .. قصة صاحب قصر
حصل "أحمد العيني" على أرض هذا القصر كهدية من الأمير المملوكي "سليمان المهراني" أيام "الظاهر بيبرس" والذي يعتبر أول من شيد هذه المنطقة وعندما اكتمل بناء هذا القصر فقد دعا صاحبه "أحمد العيني" سلطان البلاد السلطان "خوشقدم" لافتتاحه وزيارته واستجاب السلطان فزار القصر وشاهد النيل ثم منح "أحمد العيني" رتبة الإمارة العسكرية.
وبعد تقلد السلطان "قايتباي" الحكم فقد ألقى القبض على العيني باشا واستولى على قصره وبعد أن وعد السلطان بسداد 20 ألف دينار كل شهر أفرج عنه ثم أعيد القبض عليه ولكنه استطاع الهرب إلى مكة.
وقد توفى أحمد العيني بالمدينة المنورة ودفن فى البقيع عام 909هـ ليصبح قصره من أملاك الدولة وبسقوط الدولة المملوكية وتحولها إلى ولاية عثمانية واستولى بكوات المماليك على قصر وحولوه إلى مكان للنزهة وأحيانًا إلى قصر للضيافة أو إلى مكان للحبس الجبري أى يقيم فيه من يغضب عليه من الأمراء وأحيانًا إلى مجلس للوالي نفسه إذا عزله أمراء المماليك .
القصر العيني في عهد الحملة الفرنسية
وفي عهد الحملة الفرنسية تحول قصر العيني باشا إلى مستشفى عسكري حيث طلب نابليون بونابرت تخصيصها لجنود وضباط الحملة الفرنسية وعندما قتل كليبر على يد سليمان الحلبي نقل جثمانه إلى حديقة قصر العيني ودفن فيها ثم نقلوا الجثمان معهم عند جلائهم عن القاهرة وأهمل القصر إلى أن أنشأ محمد علي باشا مدرسة حربية عام 1825 فى هذا قصر ثم بدأت مسيرة قصر العيني مع الطب في عهد محمد علي أيضًا والذي حوله بعد ذلك إلى مستشفى رأسها "كلوت بك".
تأسيس مدرسة طب القصر العيني
كلوت بك هو طبيب فرنسي ويعد مؤسس مستشفى (قصر العيني) فقد إختاره "محمد علي" ليعمل على إدخال التقنية الطبية الأوروبية فى الجيش المصري الذي كان يهتم بإعداده في ذلك الوقت وعينه محمد على كبيراً للجراحين عام 1825 ليكون أول جراح فرنسي في الجيش المصري يساعده عدد من الأطباء والصيادلة، وشرع كلوت بك في تأسيس مستشفى عسكرية ومدرسة طب تضم كل الفروع الطبية والعلوم الطبيعية واللغات وإختار منطقة (أبو زعبل) في البداية ليقيم فيها هذه المؤسسة.
وفي عام 1837 انتقلت المدرسة والمستشفى من " أبو زعبل " إلى قصر " العيني باشا" ثم رحل "كلوت بك" إلى مرسيليا لظروفه الصحية حتى استدعاه الخديوي سعيد باشا مرة ثانية لإدارة المدرسة الطبية التي عانت إهمالاً واضحًا بعده فتقرر أن يعود "كلوت بك " بالفعل مديراً لمدرسة الطب ومستشفى "قصر العيني "عام 1855 إلى أن توفى عام 1868، وفي عام 1925م تم ضم مدرسة الطب ومستشفى قصر العيني إلى الجامعة المصرية وعين الدكتور ولسن مديراً لها، وفي عام 1929م عين الدكتور علي باشا إبراهيم عميداً للكلية والمستشفي، واستمر رئيسًا لها حتى عام 1940م.
تجديد مستشفى القصر العيني وبناء مستشفى تعليمي جديد
ظلت مستشفى قصر العيني القديم تخدم كلية الطب لسنوات طويلة منذ عام 1837إلى أن تقرر هدمه وتجديده في بداية الثمانينات وبدأ العمل في مشروع المبنى الجديد في عام 1984 وتم تجهيزه بكافة المعدات الطبية والهندسية على أحدث ما يكون لخدمة التعليم الطبي والمرضي وبحيث يكون مركزًا متميزًا للأبحاث الطبية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتم توقيع عقد إنشاء مستشفى قصر العيني الجديد مع مجموعة فرنسية (كونسرتيوم) مكونة من ثلاث شركات : سوجيا، ايبوتي دي فرانس، ست فولكييه وذلك في السنة 1984م.
وفي عام 1995م أصدرت جامعة القاهرة شهادة استلام مستشفى قصر العيني التعليمي الجديد من المجموعة الفرنسية في شهر نوفمبر، وبدأت مرحلة التشغيل الأولى، جدير بالذكر أن المبنى الجديد للمستشفى التعليمي والذي يشغل مساحة كبيرة من جزيرة منيل الروضة لم يعد يوصف بأنه الجديد لأن المستشفى الفرنسي أصبح يحمل لقب المستشفى التعليمي الجديد، والآن تعد مستشفى قصر العيني مصدرًا للفخر لطلابه باعتبارها مكان دراستهم وهي أفضل جامعة لتدريس الطب في الوطن العربي.
شارع القصر العيني الآن
وفي الوقت الحاضر يوصف شارع القصر العيني بـ "منتجع الأمراء" أو "ساحة الموظفين" وذلك نظرًا لوجود العديد من مراكز صنع القرار السياسي المصري به حيث يوجد به مجلسي الوزراء والشعب ووزرات التعليم والداخلية والإسكان بجانب المؤسسات الصحفية كروز اليوسف والنقابية كنقابة الأطباء والثقافية كالهيئة العامة لقصور الثقافة ومسرح السلام ومستشفى القصر العيني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر :
- قصر العينى .. السجن الحربى الذى تحول إلى أقدم مدرسة للطب فى الوطن العربى، موقع كايروا دار.
- بالصور .. حكايات أشهر 13 شارع بالقاهرة، موقع المصري اليوم.
- أنطوان بك ، مؤسس القصر العيني،
- موقع مستشفيات القصر العيني، تاريخ المستشفيات.
شارع محمد عز العرب " المبتديان"
مقدمه:
شارع محمد
عز العرب، المبتديان وعلي يوسف سابقاً يحفظ بين جنباته حكايات عديدة وأرضه الضيقة
نسبياً تتنسم تاريخ شخصيات كان لها تأثيرها في التاريخ المصري، كما شهدت معارك
وتقلبات سياسية واجتماعية وعمرانية كبيرة، وهو من أقصر شوارع القاهرة، مجرد ممر يربط
بين عالمين متناقضين في كل شيء، عالم أثرياء حي جاردن سيتي الذي كان ولازال يفخر
بماضية الملكي المعماري والمادي، وعالم البسطاء والدراويش بحي السيدة زينب الذي لا
يقل عراقة على المستوى التاريخي.
تاريخ
نشأته:
شارع محمد
عز العرب .. يقع أول حي المنيرة، ويبدأ من شارع القصر العيني وينتهي في السيدة
زينب أمام مدرسة السنية الثانوية للبنات. أسسه الناصر محمد بن قلاوون، أحد أبرز
سلاطين دولة المماليك، وأقام على جانبيه القصور، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي
السفن، حيث تدهور الشارع وتعرض لإهمال نظراً لحروب المماليك ومؤامراتهم، وبمجيء الحملة
الفرنسية تحول الشارع لساحة تنفيذ حكم الإعدام في الثوار المناوئين لاحتلالها،
وبالفعل علق سليمان الحلبي وزملائه على المشانق أمام أهالي القاهرة "تحديدا
فوق ناصيته مع شارع المنيرة التي تحتلها الأن "حديقة دار العلوم" بعد محاكمتهم
في قتل الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية بعد نابليون بونابرت.
المبتديان:
تغير اسم
الشارع وتبدل مرات عديدة، لكنه رغم ذلك ما زال محتفظاً بأول أسم أطلق عليه
"المبتديان"، وسبب تسميته بالمبتديان؛ أنه في يناير 1868م تم نقل مدرسة
المبتديان الابتدائية بالعباسية إلى الشارع وتحديداً بقصر عثمان بك البرديسي أحد
مماليك مراد بك، وسُمي بالبرديسي لأنه تولى "كشوفية" برديس بصعيد مصر
وهي رتبه يعادلها الأن منصب محافظ أو مدير أمن، وكان القصر يستخدم لاستقبال
واستضافة ضيوف مصر، وكلمة المبتديان تركية تعني " الابتدائية".
الشيخ على
يوسف:
أطلق على
الشارع أيضا أسم " الشيخ علي يوسف" أحد الرواد الأوائل للصحافة المصرية،
من مواليد محافظة سوهاج عام 1863م، أنشأ جريدة المؤيد التي كانت تهدف لمحاربة
الاستعمار، ومن أبرز كتابها الشيخ محمد عبده، والزعيم سعد زغلول، وقاسم أمين
وغيرهم...، وارتبط اسم علي يوسف بالقضايا فذاع أسمه، احداها عرفت بقضية
"التلغراف" فقد نشرت صحفية " المؤيد" صورة تلغراف مرسل من
سردار الجيش المصري في السودان إلى وزير الحربية في مصر عن الحملة العسكرية في
دنقلة، وكان التلغراف سريا للغاية، مما أثار غضب الانجليز وقدموا علي يوسف
للمحاكمة، ولكن المحكمة برأته. أما القضية الأخرى التي كانت سببا في ذيوع اسم علي
يوسف بين عامة الناس، قضية زواجه بالسيدة صفية بنت السادات، وبعد خطبتها ماطل
والدها في إتمام الزفاف، حيث انتبه أنه غير لائق أن يزوج أبنته سليلة الأشراف
الساداتية إلى شاب يعمل "جورنالجيا" فقد كانت الصحافة مهنه لا تحظى
بالاحترام الكافي، ولكن بعد مساعدة نقيب الاشراف، عقد قرانه عليها سرا، وعندما علم
والدها بهذا الأمر، اندفع هائجا ورفع قضية للتفريق بين الزوجين لعدم التكافؤ،
بالفعل نجح المحامي اللامع "محمد عز العرب" في التفريق بين الزوجين وفسخ
عقد القران، وقد عاد الزوجين مرة أخرى عام 1905م نظرا لتغيير وجهة نظر المجتمع
لمهنة الصحافة.
محمد عز
العرب:
هو نفسه
المحامي اللامع الذي نجح في القضية سالفة الذكر، وأطلق اسمه على الشارع، وكأنه
أراد أن يهزمه تاريخياً، كما هزمه قضائياً بكسبه للقضية والتفريق بينه وبين زوجته،
وإرضاءً لعلي يوسف فقد أطلق اسمه على شارع أخر هو "المنيرة".
أهم معالم
الشارع:
يضم العديد
من المباني الهامة التي لها تاريخ عريق منها دار الهلال، والتي لها مبنى شديد
الفخامة، وجريدة روزاليوسف، ودار العلوم، والبنك التجاري الدولي، ومستشفى المنيرة،
والعديد من المدارس، ويسكنه المذيع محمود سعد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع: حمدى أبو جليل - القاهرة شوارع
وحكايات.