جارى تحميل الموقع
11 السبت , يناير, 2025
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

تاريخ الفن المصري

 

المسرح المصري ... تاريخ عريق وإبداعات لا تنتهي

 

المسرح من أهمّ الفنون وأقدمها، لهذا يُطلقُ عليه اسم أبو الفنون، ويُعدّ المسرح شكلاً من أشكال التعبير عن المشاعر والأحاسيس البشريّة والأفكار المختلفة باستخدام فنَّي الكلام والحركة، وبمساعدة بعض المؤثّرات الأخرى، ويُعدّ وسيلةً للترفيه والمتعة أيضاً بقدر ما هو وسيلة للتعبير؛ فقد ورد في معجم مصطلحات الأدب مثلاً، أنّ المسرح يُعبِّر عن الإنتاج المسرحي لمؤلف معيّن أو عدّة مؤلفين معيّنين في عصر معيّن، كما عرّفه على أنّه البناء الذي يشتمل على خشبة المسرح، والمُمثّلين، وقاعة المتفرّجين، وقاعات أخرى للإدارة ولاستعداد الممثلين لتمثيل أدوراهم، كما يمكن أن يقتصر المسرح على قاعة المشاهدين والمُمثّلين فقط.

  

ولا شك أن المسرح المصري لا يزال حتى وقتنا الحالي يتربع على عرش المسرح في كامل الوطن العربي، وربما لن نبالغ إذ قلنا إنه يحظى كذلك بمكانة هائلة بالنسبة لمسارح قارتي أسيا وأفريقيا، كما انه يُسجل انتصارًا على مسارح عالمية أوروبية كبرى، وربما ما لا يعرفه البعض أن المسرح لم يبدأ منذ القرن الماضي، ولا الذي يسبقه، وإنما قد مر بتاريخ طويل بدأ منذ قرون طويلة، وهذه المفاجأة ربما تدهش بعضكم لكن بعد استعراض تاريخ المسرح المصري في السطور القادمة، فهل أنتم مستعدون لوجبة دسمة تتعلق بالمسرح المصري؟ حسنا، لنبدأ في ذلك الأمر سريعًا.

 

المسرح المصري يبدأ بـ 12 مسرحية فرعونية

وعن تاريخ المسرح المصري فقد قيل على لسان بعض الرواد أن المسرح بشقيه الكوميدي والتراجيدي قد ظهر بادئ ذي بدء في اليونان القديمة إلا أن الاكتشافات الحديثة أثبتت أن فن المسرح بدأ بداية الأمر في مصر على يد قدماء المصريين فشرائح النصوص المسرحية التي تم إكتشافها تمثل مقاطع طويلة وقصيرة من مسرحيات يصل عددها إلى 12 مسرحية بإعتبار أنه قد اكتشف أكثر من نص عن "حورس وقد لدغه عقرب" وعن "عودة ست"، وهذا الرقم لا يتضمن بالطبع النصوص المنتمية إلى مسرحيات الشعائر الدينية المحجبة ، وتنحدر نصوص هذه المسرحيات تاريخيًا من بداية الدولة المتوسطة حوالي 2200 ق.م حتى حكم الفرس حوالي 500 ق.م ، هذا لا يحول دون إفتراض امتداد ممارسة تمثيلها بعد ذلك أثناء حكم البطالمة.

 

وتميزت تلك المسرحيات بموضوعات استوحت من الميثولوجيا الفرعونية وقد كان طابع النصوص آنذاك متنوعًا فبعضها مسرحيات ذات عرض ضخم وإخراج كبير وبعضها على العكس عبارة عن أخلاقيات وعبّر دينية ، وهناك الكثير من بين هذه المسرحيات كتبت بالنثر إلا ثلاثة كتبوا بالشعر وأشتهرت بأن نماذج الحوار فيها يتألف من مقاطع طويلة تتخللها فواصل راقصة مما يحمل على أنها كانت تقدم على غرار عروض الأوبرا ، كما أكد التاريخ وجود مسرحية واحدة تجمع في أسلوبها خليطًا من النثر والشعر معاً ورجح التاريخ أنها كانت تقدم على طريقة الأوبرا كوميك أو الأوبريت ، وقد قيل أن تلك المسرحيات كان يمكن تمثيلها في أى مكان دون التقيد بمكان محدد إلا المسرحيات الدينية التي كانت تجري في المعابد.

 

المسرح الإغريقي في ساحة وقصور أمراء البطالمة

وقد ظهر في مصر المسرح الإغريقى بشكله التقليدي الذى عاهدناه فى مدينة الإسكندرية فى العهد اليوناني ، وكانت المسرحيات تقدم في ساحات وقصور أمراء البطالمة إلى أن تم إنشاء المسارح على غرار أوروبا وشمال إفريقيا وسوريا مثل المسرح الروماني الذى اكتشف بالكامل عام 1964، وقد خصصت المسارح في ذلك الوقت لإجتماعات الأدباء والشعراء والعروض الفنية والموسيقية، وليأتى العصر المسيحي ليقضي على أغلب الفنون ومن بينها المسرح لإعتقادهم أنها ترتبط بأعمال وثنية ، ليأتى الإسلام ليعيد نشر الفنون ولكن بنفس الأسلوب المتبع الآن.

  

فن خيال الظل ... مع العصر المملوكي

فمع دخول العرب مصر وذيوع الشعراء المسلمين في أنحاء الدولة الإسلامية وإنفتاحهم على حضارات مختلفة وعديدة استطاعوا أن ينقلوا الكثير من الفنون والعلوم من الدول الإغريقية والرومانية ليأتي العصر المملوكي في القرن الثالث عشر لينتشر فيه فن خيال الظل والذى نشأ في بلاد القوقاز وهو عبارة عن شاشة بيضاء يقدم من خلفها شخصيات ظل لشخصيات من أشعار وقصص وموسيقى وتقدم من خلال رواية قصيرة ذات مغزى، وقد تطور ذلك الفن ليصبح العرض المسرحي أمام الشاشات البيضاء وليس خلفها، فقد اشتهر بعد ذلك فن الأراجوزات باستخدام العرائس ليغدو فناً له جمهوره ومحبيه في مصر.

  

وفى عهد نابليون بونابرت وغزوه لمصر أنشأ مسرح كان هدفه في الأساس تسلية جنوده ، فقد كان يعرض عليه مسرحيات كوميدية باللغة الفرنسية وبعد خروج الحملة من البلاد إنتهت معه المسرحيات الكوميدية ولم تظهر مرة أخرى إلا بعد سنوات طويلة ليأتي عام 1869م  وتشهد مصر فيه نشأة دار الأوبرا بميدان العتبة  ليتم تقديم فيها عروض فنية بمناسبة افتتاح قناة السويس ، والذي كان فناً جديداً على المصريين، وقد كلف الخديوي إسماعيل الموسيقار الايطالي فيردي بعمل أوبرا يتم استخلاصها من التاريخ المصري القديم فقدم أوبرا عايدة ونظراً لعدم إكتمال التأليف فتم عرض اوبرا ريجوليتو أولاً وتم عرض عايدة في وقت لاحق وقد أغلقت الأوبرا فور إنتهاء الأحتفال في مصر لفترة طويلة نظراً لأن العروض الأوبرالية كانت تقدم باللغة الإيطالية ، وبعد فترة طويلة ترجمة أوبرا عايدة للغة العربية وقدمت للجمهور  والتي لاقت عدم قبول في بداية الأمر إلا أن الشعب المصري تقبل فكرة المسارح الغنائية التي إنتشرت آواخر القرن التاسع عشر.

 

المسرح الشعبي في شوارع المحروسة

ومع مرور الوقت انتشر في شوارع مصر فن مسرحي يدعى المسرح الشعبي والذي اشتهر بتجواله في شوارع المحروسة وعرض روايات صغيرة قصيرة لا تتعدى 10 دقائق  مستخدمين الموسيقى والرقص على أن يأخذوا أجورهم من الناس محاصيل زراعية ، ولم يدخل المسرح المعاصر لمصر إلا على يد الفنان يعقوب صنوع الشهير بأبو نضارة عام 1876 الذي استطاع أن يترجم العديد من الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة العربية وتكوين فريق مسرحي من الشام يجسد هذه الأعمال الفنية.

 

وقد أولى الخديوي إسماعيل في ذلك الوقت إهتمامًا كبيراً وشجع على إنشاء فن مسرحي في مصر يضاهي الفن المسرحي في بلاد أوروبا ، ولكن هذا التشجيع سرعان مازل بعد أن توجهه صنوع للإصلاح وبدأ في إنتقاد الأمراء والآداء الحكومي وعلى رأسهم الخديوي اسماعيل مما أدى إلى غلق مسرحه  ، كما شهد نفس العام زيارة مارون نقاش وسليم نقاش لمدينة الإسكندرية لتقديم عروضهم المسرحية أيضًا ، وقد ساعدهم فى ذلك الوقت في ترجمة الأعمال الفنية إلى العربية أديب إسحاق ، وتولى بعد ذلك الأديب السوري يوسف خياط عام 1884 والذي ساهم في ترجمته للأعمال الفرنسية في إثراء  الحركة المسرحية، وما لبث أن جاء عام 1888 حتى شهدت مصر تطوراً كبيراً على يد أحمد أبو خليل القباني وفرقته المسرحية، الذي استطاع أن يؤلف أعمالاً مسرحية، فاستطاع من خلال أعماله أن يؤرخ أعماله المسرحية على مسارح القاهرة والإسكندرية.

 

فن الأوبريت وروائع جورج أبيض

ومع بداية القرن العشرين انتشر فن الأوبريت ، وهو فن  مسرحى غنائي ، استطاع الإنتشار بين المصريين، وقد اشتهر بتقديم هذا الفن الفنان جورج أبيض والذي أخذ على عاتقه تأسيس المسرح الدرامي ولكن غالبية مجهوداته إتجهت إلى المسرح الغنائي، حيث استطاع أن يلجأ في مسرحياته إلى فنانين ومطربين مشهورين في ذلك الوقت منهم سلامة حجازي و سيد درويش ، وما لبث أن إنضم للفن المسرحي يوسف بك وهبي الذي استطاع أن يُحدث نقلة هامة في تاريخ المسرح الدرامي من خلال أعماله الفنية التي لاقت نجاحاً كبيراً ليس فقط داخل مصر بل في بعض الدول العربية مثل سوريا والمغرب ولبنان، ومن جانب آخر استطاع نجيب الريحاني وعلى الكسار تقديم عروض كوميدية هادفة مصرية التأليف مما جعل الشعب المصري ينادي بوجود مسرح وطني مصري والذي أنشئ عام 1921.

 

المسرح القومي  ... روح جديدة تنبض في جسد المسرح

وفى عام 1928 ظهر جلياً أعمال كل من الشاعر أحمد شوقي والأديب توفيق الحكيم  من خلال المسرح الشعري وأبدعا في تقديمه، واستمر الوضع هكذا حتى ظهرت السينما وإتجه أغلب رواد المسرح إلى العمل السينمائي إلا أن فن المسرح استطاع أن يثّبت خطاه نظراً لمميزاته التي تتجسد في تفاعل الممثلين مع الجمهور بطريقة مباشرة ، وساعد على بقائه على الساحة تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1944 والذي استطاع طلابه منذ السنة الأولى أن يأخذوا على عاتقهم تأسيس جيل جديد من الدارسيين للفن المسرحي وتغيير نظرة المجتمع للفن المسرحي والمشتغلين به، ومع حلول عام 1952 بدأت الدولة في رعاية المسرح من خلال إنشاء المسرح القومي  وتحويل الفرقة القومية المسرحية إلى فرقة المسرح القومي وظهور فرقة المسرح المصري، مما ساهم في خلق روح جديدة للعمل المسرحي على الصعيد الإخراجي والتأليف والأداء  والترجمة وخلق جمهور جديد من عشاق المسرح المصري لتأتي فترة التسعينات وتتجه أغلب العروض المسرحية إلى فكرة كوميديا الفارس وهى "الضحك للضحك" وقلت العروض الدرامية، ومن أبرز فنانين تلك الفترة الفنان القدير محمد صبحي ومحمد نجم وسمير غانم وسيد زيان وغيرهم.

  

ومن أبرز المسرحيات المصرية التي تربى عليها أجيال كاملة مسرحية "سيدتي الجميلة" و "سك على بناتك" و "المتزوجون" و "شاهد مشفش حاجة" و "الجوكر" و "مدرسة المشاغبين" و "ريا وسكينة" وغيرهم الكثير والكثير ، وما بين ذلك وتلك مازال فن المسرح شامخًا يناضل بين سائر الفنون ويقدم من إبداعاته الكثير والكثير لجمهوره المتميز.

 

تاريخ السينما المصرية

 

السينما .. فن وصناعة تجسيد الخيال والتعبير عن الواقع والروايات الأدبية إلى صورة مرئية فالسينما هي أحد أهم الفنون التي خرجت للحياة في نهاية القرن التاسع عشر لتصوير الواقع المحيط بالمصور، وتحولت بسرعة لتكون صناعة لنقل الأفكار والواقع ثم أصبح القائمون عليها صانعون ومنفذون للخيال العلمي بمحيطه اللامحدود.. وصارت من أهم أدوات الصناعة وتغيير الرأي العام. وتطورت ليخرج منها فنون عديدة أصبحت أساسا لصناعة هائلة بمليارات الدولارات، وعلى مدى أكثر من مائة عام قدمت السينما المصرية أكثر من ثلاثة آلاف فيلم تمثل في مجموعها الرصيد الباقي للسينما العربية والذي تعتمد عليه الآن جميع الفضائيات العربية تقريباً.

 

السينما وتطورها في مصر

بدأت علاقة مصر بالسينما في نفس الوقت الذي بدأت في العالم الخارجي، فالمعروف أن أول عرض سينمائي تجارى في العالم كان في ديسمبر 1895 في العاصمة الفرنسية باريس، وكان فيلماً صامتاً للأخوين لوميير. وبعد هذا التاريخ بأيام قدم أول عرض سينمائي في مصر في مقهى زواني بمدينة الإسكندرية في يناير 1896، وتبعه أول عرض سينمائي بمدينة القاهرة في 28 يناير 1896 في سينما سانتي. وفى عام 1927 كانت البداية التاريخية الحقيقية للسينما المصرية حيث تم إنتاج وعرض أول فيلمين شهيرين هما “قبلة في الصحراء” و“ليلى”، ومن أشهر الأفلام في السينما الصامتة في تلك الفترة كان فيلم “زينب” الذي أخرجه محمد كريم أحد رواد السينما المصرية.

كما يعد إنشاء استديو مصر عام 1935 نقلة جديدة في تاريخ السينما المصرية وقد ظل استديو مصر محور الحركة السينمائية حتى نشوب الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1939 تم انتاج فيلم “العزيمة” الذي يعتبر محطة هامة في تلك الفترة، وكذلك ظهرت جريدة مصر السينمائية أو الجريدة الناطقة التي لا تزال تصدر حتى الآن.

 

سينما مصر ما بعد الحرب العالمية الثانية:

بعد الحرب العالمية الثانية تضاعف عدد الأفلام المصرية من 16 فيلماً إلى 67 فيلماً، ولمع في هذه الفترة عدد من المخرجين مثل أحمد بدرخان وهنري بركات وحسن الإمام، وإبراهيم عمارة، وأحمد كامل مرسي، وحلمي رفلة، وكمال الشيخ، وحسن الصيفي، وصلاح أبو سيف، وكامل التلمسانى، وعز الدين ذو الفقار، وكذلك أنور وجدى الذي قدم سلسلة من الأفلام الاستعراضية الناجحة، وأيضا فنانات مثل ليلى مراد، وشادية، و فاتن حمامة، وماجدة الصباحي، ومريم فخر الدين، وتحية كاريوكا، ونجيب الريحاني.

 


الخمسينات في السينما المصرية:

عندما قامت ثورة يوليو 1952 كانت السينما المصرية مزدهرة، حيث شهد الفيلم المصري نشاطاً ورواجاً متزايداً حيث كانت جميع أوجه النشاط السينمائي في أيدي شركات القطاع الخاص، وكانت القاهرة هي هوليود الشرق بالفعل، فانتشر الفيلم المصري في الدول العربية التي عرفت السينما، واعتمدت عليه دور العرض في سوريا ولبنان والعراق وشرق الأردن وفلسطين والجزائر وتونس وليبيا وحتى الحبشة “أثيوبيا حالياً"، بل وصلت الأفلام المصرية إلى الهند وباكستان واليونان والولايات المتحدة الأمريكية. وكان لابد هنا من ظهور نجوم جدد أهمهم: إسماعيل ياسين، والممثل الشعبي محمود شكوكو، كذلك ظهر المطربون الممثلون وأبرزهم: عبد الحليم حافظ الذي راجت على صوته الأفلام الغنائية.

وكان لابد للسينما أن تتفاعل مع الأحداث الوطنية والاجتماعية التي قادتها الثورة فظهرت الأفلام الوطنية والتي بدأت بفيلم أنتج قبل الثورة ولم يعرض إلا بعد قيامها وهو فيلم “مصطفى كامل”، ثم توالت الأفلام كفيلم “الله معنا” لأحمد بدرخان، وفيلم “رد قلبي” لعز الدين ذو الفقار.

 

الستينات والسبعينات في السينما المصرية
ففي الستينات أممت صناعة السينما لصالح الحكومة، فقد تم تأميم بنك مصر وشركاته ومنها شركة مصر للتمثيل والسينما، وكذلك بعض شركات التوزيع الكبيرة مثل الشروق ودولار فيلم، وبعض الاستديوهات الكبرى مثل مصر والنحاس والأهرام والجلال، لكن ظلت بعض شركات الإنتاج والتوزيع وبعض الاستديوهات الصغيرة في ملكية أصحابها. ونتيجة لدخول الدولة مجال السينما تم إنشاء المؤسسة المصرية العامة للسينما عام 1962.
واثناء تلك السنوات نشأ تيار واعي في السينما المصرية يختلف عما سبقه تمثل ذلك في الأفلام، وفى مبدعي هذه الأفلام.
ويمكن تقسيم الأفلام المصرية التي عرضت في الستينات إلى ثلاثة أقسام:
• أفلام تتناول موضوع الفقر وإعلاء قيمة العمل، والإشادة بالمجتمع الاشتراكي مثل فيلم “اللص والكلاب”.
• أفلام أدانت النماذج الانتهازية والأمراض الاجتماعية كالرشوة والفساد وجرائم السرقة مثل “ميرامار”.
• أفلام تناولت قضايا مشاركة الشعب السياسية، وأدانت السلبية، كما عالجت موضوعات الديمقراطية والارتباط بالأرض والمقاومة مثل فيلم “جفت الأمطار”.

اما عن السبعينات ففي منتصف عام 1971 تم تصفية مؤسسة السينما وإنشاء هيئة عامة تضم مع السينما المسرح والموسيقى. وتوقفت الهيئة عن الإنتاج السينمائي مكتفية بتمويل القطاع الخاص وبدأ انحسار دور الدولة في السينما حتى انتهى تماماً من الإنتاج الروائي، وبقيت لدى الدولة شركتان فقط إحداهما للاستديوهات والأخرى للتوزيع ودور العرض وعاد القطاع الخاص.
 كما شهدت السبعينات واحداً من أعظم الأحداث في تاريخ مصر وهو انتصار أكتوبر 1973، وقد تناولته السينما بالطبع في عدة أفلام وهى “الوفاء العظيم” –"الرصاصة لا تزال في جيبي" – “بدور” – “حتى آخر العمر” –"العمر لحظة". وبعد حرب أكتوبر ظهر أول فيلم يتناول سياسة الانفتاح بعد إعلانها بعام واحد فقط وهو فيلم “على من نطلق الرصاص”. وقد شهدت السبعينات عرض أفلام مصرية مهمة، مثل فيلم “المومياء” (1969) للمخرج شادي عبد السلام.

 

العصر الحديث للفيلم: 1980-1995
ففي الثمانينات ومع مناخ الحرية والديمقراطية الذي شهدته مصر، ظهر جيل جديد من المخرجين بأفلام جديدة شكلت بالفعل تياراً جديداً وهاماً في السينما المصرية، وأسسوا سينما جديدة تعتمد على لغة السينما وأساليبها وليس على لغة الروايات والقصص والأفلام التقليدية ومن هذا الجيل المخرج عاطف الطيب، وتجارب رأفت الميهي، وأفلام خيري بشارة ومحمد خان وغيرهم.
وقد شهدت السينما المصرية في التسعينات ظاهرة إيجابية تمثلت في انتهاء موجة أفلام المقاولات وتسابق النجوم عادل إمام وأحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبد العزيز وغيرهم في تقديم سينما جديدة كما شهدت مصر في هذه الفترة إنشاء عشرات من دور العرض الجديدة وتحديث دور العرض القائمة.

 

الألفية الجديدة
ومع بداية القرن الجديد ظهرت موجة الأفلام الكوميدية وظهر معها جيل جديد من الممثلين الكوميديين من أشهرهم محمد سعد ومحمد هنيدي وأحمد حلمي وهاني رمزي، قاموا ببطولة العديد من الأفلام الكوميدية، كما استطعن عدد من الفنانات الشابات تحقيق نجاح وشهرة خلال فترة بسيطة من أشهرن: منى زكي وهند صبري ومنه شلبي وياسمين عبد العزيز ومي عز الدين وداليا البحيري.

 

ما بعد عام 2010
استمرت السينما المصرية في إنتاج الأفلام الكوميدية والسياسية مع نفس النجوم، وبدأ ظهور (الأفلام الشعبية) واشتهر بها الممثل محمد رمضان خاصة، ويتميز ذلك النوع من الأفلام بمناقشة حالة الفقر والطبقة الدنيا من المجتمع ومشاكلهم ويواجه قضايا كالمخدرات وكان له بعض الآثار السلبية على الشباب المصري، ولذلك هُجمت بشدة من عدة أطراف في المجتمع.

ولا شك أن هناك عدداً من الشخصيات البارزة تركت بصمات واضحة وأعمالاً مميزة في تاريخ السينما المصرية منهم الفنان العالمي عمر الشريف الذي جمع بين السينما المحلية والسينما العالمية، قدم العديد من الأدوار في السينما العالمية مثل “لورانس العرب” “الجواد الشاحب”، “جنكيز خان”، وفي السينما المصرية قدم 26 فيلماً من الأفلام الجادة مثل “صراع في الوادي”، “في بيتنا رجل”، “سيدة القصر”، “لا أنام”، “بداية ونهاية”.
ومن الأسماء اللامعة في الإخراج
• يوسف شاهين الذي قدم العديد من الأفلام المصرية والعالمية وحاز على العديد من الجوائز العالمية وأشهر أفلامه “الناصر صلاح الدين”، “باب الحديد”، “صراع في الوادي”، “الأرض”، “وداعاً بونابرت” وحدوته مصرية"، “المهاجر”، “المصير”.
• المخرج شادي عبد السلام الذي أثار دهشة العالم الغربي عندما قدم فيلمه الشهير “المومياء” عام 1969، والذي أكد من خلاله أن استعادة المصري للماضي وروابطه ضروري نحو مسار جديد.


 

المصادر:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • أحمد نبيل الألفي، شعبية المسرح، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1998. "متاح في مكتبة الإدارة المركزية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمحافظة القاهرة" .
  • سليم حسن ، موسوعة مصر القديمة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، الجزء 13 ، القاهرة ، 2000 .
  • عبد الرحمن الرافعي،  تاريخ الحركة الوطنية وتطور نظام الحكم في مصر، دار المعارف، الجزءالأول، القاهرة ، 1987 .
  • إدوار الخراط،  فجر المسرح “دراسات عن نشأة المسرح، دار البستاني للنشر والتوزيع القاهرة 2003.
  • موقع الهيئة العامة للاستعلامات.
  • موقع الهيئة الوطنية للإعلام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تاريخ التحديث: 2024

محادثة ألية
دائما نشط
أهلاً! الرجاء اختيار الخدمة المطلوبة.
1