جارى تحميل الموقع
26 الجمعة , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

كعك العيد عاده فرعونيه ارتبطت بإحتفالات المصرين بأعياديهم

 

جرت العادة أن تجتمع العائلة في العشر الأواخر من رمضان بأحد بيوت الأقارب أو الأصحاب للبدء في صنع كعك العيد كمظهر أساسي من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك، فتجد الأطفال قبل الأهل والأصدقاء والجيران مجتمعين فرحين ومستعدين بمناقيش الكعك للبدء في نقش الكعك بأشكال مميزة، ثم حمله لأقرب مخبز لخبزه، وما يلبث أن تعود صاجات الكعك من المخبز حتى يتلهف الأطفال لتذوق ما صنعوه بعد وضع السكر الناعم عليه وأخذ الواحدة تلو الأخرى في الخفاء فرحين بحلول عيد الفطر المبارك.

 



كعك العيد .. تاريخ يمتد إلى الفراعنة

ويرجع تاريخ صناعة كعك العيد إلى عهد قدماء المصـريين والذي سمى في عهدهم باسم "القرص" ، وقد ارتبط وجودها لديهم أيضاً بالاحتفالات والأعياد الدينية، وقد شهدت جدران معابد طيبة ومنف الفرعونية على صناعة الكعك تفصيلياً وخاصة مقابر (رخمي–رع) من الأسرة الثامنة عشر، حيث ذكرت الرسوم أن عسل النحل كان يخلط بالسمن ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها، ومن ثم يرص على ألواح " الإردواز " ويوضع في الأفران أو يتم قلى بعضها في السمن أو الزيت. 

 

مائدة خاصة لتوزيع الكعك والغريبة

وقد استمر تداول وخبز الكعك في العصر الاسلامي، فنجد في عهد الطولونيين  - 868م لسنة 904م– حيث اشتهر صناعته في عيد الفطر المبارك، وقد صنع في  قوالب خاصة مكتوب عليها " كل و أشكر "، وتم حشوه في عهد الإخشيديين بالدنانير الذهبية والتي كانت تقدم إلى الفقراء على مائدة طولها 200 متراً وعرضها 7 أمتار، أما العهد الفاطمي فكان الخليفة يخصص مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر فكانت المصانع تتفرغ لصنعه بداية من منتصف شهر رجب ؛ لملء مخازن السلطان به حتى يتمكن من توزيعه بنفسه على مائدة بلغت طولها 1350 مترًا وتحمل60 صنفًا من الكعك والغريبة، وكان حجم الكعكة الواحدة في حجم رغيف الخبز.

 

ومن أشهر صناع الكعك في ذلك العصر كانت "حافظة" والتي حمل الكعك إسمها واعتبر من يأكل منه من المحظوظين، ورغم محاولات صلاح الدين الأيوبي جاهداً القضاء على عادات الفاطميين إلا أنه فشل في القضاء على عادة صناعة كعك عيد الفطر وعادات الطعام عامة، ومع العصر المملوكي والعثماني تطورت صناعة الكعك مرة أخرى فقد كانوا يقدمونه للفقراء والمتصوفون على أنه صدقة.

 

الكعك أشكال وألوان

ومازال المصريون يتفننون في حشو كعك العيد فنجد المحشو بالمكسرات، والمحشو بالعجوة ، والمحشو بالملبن، والمحشو بالعجمية، وهناك الخالي من أي حشو ، كما يوجد أيضاً أنواع من عجينة الكعك فنجد الخشن والناعم والوسط ، ورغم هذا الاختلاف إلا أن جميع الأنواع لا تقدم إلا وقد وضع عليها القليل من السكر الناعم لتزيد حلاوة مذاقه حلاوة لا تستطيع مقاومتها، ورغم أن حلويات العيد عديدة منها البسكويت والبيتي فور والغريبة وخلافه إلا أن كعك العيد يتربع دائماً على موائد المنازل ويقدم ترحيباً بالزائرين في العيد ، وسواء كان مصنوع منزلياً أو تم شرائه من المحلات إلا أن البيوت المصرية إعتادت ألا يستقبلوا عيد الفطر إلا في وجود الكعك.