مرض السكر
مرض السكر من الأمراض المنتشرة بكثرة وفي هذا الموضوع سنتناول هذا المرض وتغذية مرضاه.
لنتعرف أولا على مرض السكر
هو مرض مزمن يؤدى إلى ارتفاع غير طبيعي في مستوى السكر بالدم لعم قدرة الجسم على استخدام وتحويل الجلوكوز إلى طاقة.
يحدث مرض البول السكري نتيجة لخلل في التمثيل الغذائي للكربوهيدرات لقلة إفراز غدة البنكرياس للأنسولين أو مقاومة خلايا الجسم للأنسولين الذي يؤدى إلى إرتفاع نسبة السكر في الدم والبول. ويصاحب هذا المرض أيضاً اضطراب فى التمثيل الغذائي لكل من البروتينات والدهون
ما هو سبب مرض السكر؟
الوراثة حيث يولد الإنسان ولديه استعداد للإصابة بمرض السكر بالذات في الأسر التي لديها تاريخ عائلي للإصابة بالمرض. تدمير خلايا البيتا الموجودة بجزر لانجرهانز في البنكرياس وقد يكون هذا التدمير كاملاً أو جزئياً ولذا يعتمد العلاج على كمية الخلايا الفاعلة المتبقية فى البنكرياس. أحياناً تكون كميات الأنسولين التى يفرزها البنكرياس كافية ولكن يوجد فى الدم أو الجسم عوامل تمنع الأنسولين من القيام بواجبه، و بالتالي يبقى السكر عالياً فى الدم.
ما هي غدة البنكرياس؟
يقع البنكرياس فى تجويف البطن خلف المعدة بين الطحال و الأثنى عشر وتوجد جزر لانجرهانز داخل البنكرياس وبداخلها خلايا البيتا التى تفرز الأنسولين.
ما وظيفة البنكرياس؟
تفرز خلايا البنكرياس (خلايا البيتا من جزر لانجرهانز) الأنسولين كنتيجة لارتفاع مستوى السكر فى الدم الناتج عن عملية الهضم و الامتصاص للطعام ويعمل الأنسولين على تسهيل إنتقال الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم حيث يستهلك كمصدر رئيسي للطاقة .
أنواع مرض السكري
للسكري أنواع وتصنيفات عديدة باختلاف الاعتبارات وجهات التقسيم، ونذكر هنا أشهر هذه التقسيمات؛ فهو بشكل عام يقسم إلى:
1.النوع الأول من مرض السكري الذي يسمى (مرض السكر المعتمد على الأنسولين) :
وهذا النوع يصيب الأطفال و المراهقين، والشباب، يصيب 1 من 200 من أفراد المجتمع، وينتج عن عوامل جينية تجعل المصاب يتأثر بعوامل بيئية (التهابات فيروسية) تؤدي إلى مرض مناعي ذاتي، بحيث يقوم جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادة موجهة ضد خلايا البنكرياس المسئولة عن إفراز الأنسولين وتحفيز خلايا الدم البيضاء اللمفاوية لتهاجم هذه الخلايا فتدمرها فلا تعود تفرز الأنسولين.
2.النوع الثاني من مرض السكر الذي يسمى ( مرض السكر غير المعتمد على الأنسولين):
الأوسع انتشارا ؛ إذ يمثل 55-75% من مجموع المصابين بالسكر، ويصيب 3 من كل 100 من المجتمع، وهذا النوع عادة ما يصيب البالغين من متوسطي العمر وكبار السن، ويكون مصحوبا بالسمنة غالبا، وللوراثة نصيب أكبر فيه من النوع السابق حيث تكون خلايا جسم المصاب غير متجاوبة مع الأنسولين.
3.مرض السكر الناتج عن أسباب ثانوية:
بمعنى أن ارتفاع السكر في الدم نتج هنا عن أسباب أخرى ثانوية، ويندرج تحت هذا النوع الرضوض والإصابات التي تصيب البنكرياس مباشرة، تأثيرات الأدوية، واعتلالات هرمونية أخرى، وأمراض وراثية محددة السبب.
4.سكري الحمل:
وهو ارتفاع السكر الذي يتم تشخيصه للمرة الأولى خلال فترة الحمل وينتج عن تغييرات هرمونية إستقلابية تصاحب الحمل.
علاج مرض السكر
إن علاج مرض السكر يعتمد على ثلاثة أشياء رئيسية الغذاء – الدواء ( الحبوب أو الأنسولين ) – الرياضة وحتى نضمن السيطرة الجيدة على المرض والتي تهدف إلى انضباط مستوى السكر بالدم لأطول فترة ممكنه من العمر لابد من التوفيق بين هذه الأمور الثلاثة حتى يعتدل حال المريض ومن الممكن جداً لكثير من مرضى السكر ( سكر الكبار ) الذي يعالج بالحبوب أن يستغنوا عن الدواء متى أمكنهم السيطرة على ناحية الغذاء وممارسة شيء من الرياضة وإذا كان من الصعب تحقيق ذلك بالنسبة للمرضى الذين يعالجون بالأنسولين إلا أنه لاشك أن اهتمامهم بهذين الأمرين السابقين يمكنهم من الحد من جرعة العلاج بالأنسولين .
الاعتماد على الحبوب ( الألياف وفوائدها )
يجمع خبراء التغذية في الوقت الحالي على ان غذاء مريض السكر يجب أن يعتمد إلى درجة كبيرة على تناول الحبوب باعتبارها أغنى الأغذية بالألياف ورغم ان الحبوب بها كمية كبيرة من النشويات إلا انه لاخطر منها لان وجود الألياف هو الجزء الذي لايهضم من الاطعمة النباتية يجعل امتصاص الجسم للجلوكوز الناتج منها بطيئاً بما يوافق ضعف انتاج الجسم للانسولين للتعامل معه علاوه على انها تزيد من مفعول الأنسولين وتخفض مستوى الكولسترول وتقاوم الإمساك وهناك اعتقاد قوي بانها تحمي من سرطان الأمعاء الغليظة بالإضافة لأنها تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع وهذه الحبوب مثل : العدس – الحمص – اللوبيا – الفاصوليا الناشفة – فول الصويا – فول التدميس – الترمس – الحلبة – حمص الشام – القمح – الذرة . وتدل دراسات عديدة في مختلف الجامعات الغربية للاستدلال على فائدة الحبوب لمريض السكر منها هذه الدراسة التي قام بها دكتور " اندرسون " على مجموعة من مرضى السكر وكانت نتائجها كالتالي في حالة سكر الأطفال – أي السكر الذي يعالج بالأنسولين : استطاع المرضى ان يقللوا جرعة الانسولين 39% بعد التزامهم بنظام غذائي يعتمد اساساً على الحبوب
في حالة سكر الكبار – أي السكر الذي يعالج أساساً بالحبوب:
استطاع عدد كبير من المرضى ان يستغنوا تماماً عن تناول حبوب الدواء بعد التزامهم بنفس النظام الغذائي السابق.
مامقدار ماتاكل من الحبوب يومياً تناول يومياً ملء فنجان من الحبوب الجافة مثل ( الترمس أو الفول او الفاصوليا المسلوقة او ماتشتهي من انواع اخرى) فهذا كفيل بخفض مستوى الكولسترول الضار وضبط مستوى الجلوكوز وزيادة مفعول الأنسولين وخفض ضغط الدم بدرجة بسيطة وتنشيط وظائف القولون وتنظيم حركته والوقاية من امراض الامعاء هذا وينصح باحث استرالي من خلال دراسة حديثه بان يتجنب مريض السكر تناول الحبوب المعلبة ( مثل علب الفول المحفوظ ) حيث تؤدي إلى زيادة طارئة بمستوى الجلوكوز بالدم بينما يكون الاعتماد على تناول الحبوب المسلوقة او المنقوعة في الماء مثل الترمس ومن الامثلة الصحية من الحبوب نذكرفول نابت بالليمون - عدس ( أبو جبه ) مسلوق + زيت زيتون - لوبيا (أم عين سوداء ) مسلوقة في الماء + زيت زيتون + عصير ليمون – - ذره مشوي - حلبة كمشروب - حمص ( للتسلية ) - ترمس او حمص الشام ( منقوع في الماء ) .
تغذية الطفل المصاب بالسكري :
الطفل المصاب بالسكري لايقلق من حرمانه من الأطعمة يمكنه تناول أطعمة محددة وبمقادير محدده وخاصة الحلويات وتجنب الأطعمة المقلية أو المحمرة وتناول لبن منزوع الدسم والإقلال من الدهون لا تزيد عن30 فى المائة من اجمالى السعرات الحرارية التى تخزن فى الجسم لاعطائة المزيد من الوقود وينبغي أن يحتوى الأكل على بروتينات تقريبا من10-20 فى المائة من اجمالى السعرات الحرارية كما أن الكربوهيدرات ينبغي أن تشكل 50فى المائة من اجمالى السعرات الحرارية اليومية ويمكن للطفل أن يتناول اللحم والبيض والسمك والجبن مع الخبز البلدي والبطاطس كما أن الخضروات هامة وضرورية لمرضى السكرى لذا يجب الاكثار من الخيار والخس والألياف لأنها تساعد على الامتصاص الثابت للسكريات من الأمعاء ويجب ان تعلم الأم ان الوزن الزائد خطر على مريض السكر والإهمال فى العلاج قد يسبب أمراض الكلى أو العمى أو ضمور بالاعصاب والإكثار من الدهون يودى إلى تصلب الشرايين ومشاكل فى القلب.