العلم المصري عبر العصور
29 نوفمبر 2020
للاستماع إلى الموضوع
القدماء المصريون
هم أقدم أمة في التاريخ البشري استخدمت الرايات والأعلام كرمز وطني لها،
وتبين النقوش على المعابد المصرية استخدام المصريون للرايات وللأعلام في
الاحتفالات والحروب، وقد تم اكتشاف علم مصر بألوانه الثلاثة " الأحمر والأبيض
والأسود" في إحدى المقابر والتي تعود لــ 7000 سنة ق. م، واللون الأحمر عند
المصري القديم يعني الصحراء " شمال مصر" ، واللون الأبيض يعني الطهارة
والحج " حيث كان المصريون يحجون إلى أبيدوس بمحافظة سوهاج جنوب مصر ويرتدون
الملابس البيضاء، ومن هنا جاء اسم جنوب مصر، بينما اللون الأسود فهو يعني الأرض
السمراء" تعبيرًا عن الخصوبة والنماء"،ويتضح أن ترتيب ألوان العلم
المصري الحالي هي نفس ترتيبها قديماً، ولكن مع اختلاف الرموز.
الرايات والأعلام عند القدماء المصريين
وضع
المصريون القدماء العديد من الشعارات على العلم مثل زهرة اللوتس والبردي، والنسر
والصقر نظرًا لكونهما يرمزان للقوة والدفاع عن أرض مصر وعندما خضعت مصر
للإمبراطورية البيزنطية أصبح علمها هو نفس علم الإمبراطورية.
علم الامبراطورية البيزنطية
واستمر
هكذا إلى أن جاء الفتح الإسلامي لمصر عام 639م وتحول العلم للون الأسود الذي انتشر
في جميع الأقاليم الإسلامية التي فتحت في عهد الخلفاء الراشدين، ثم تغير للون
الأبيض في العصر الأموي، ثم عاد مرة أخرى للون الأسود في العصر العباسي، وفي العصر
الفاطمي تغير للون الأخضر، ثم تغير للون الأصفر في العصرين الأيوبي والمملوكي، وظل
هكذا حتى عام 1517م عندما خضعت مصر للخلافة العثمانية ورفع
فيها علم الدولة العثمانية الذي تميز باللون الأحمر ويتوسطه هلال ونجمة ذات سبع
رؤوس وكلاهما باللون الأبيض، فكان الهلال يرمز للدولة الإسلامية والنجمة السباعية
ترمز للممالك السبعة الساطعة في الخلافة العثمانية.
العلم العثماني
وفي
عصر محمد علي باشا استمر هذا العلم ولكن مع تغيير طفيف حيث أصبحت النجمة ذات خمس
رؤوس وذلك لتميز بين سفن الاسطول المصري والاسطول التركي أثناء حصار الاساطيل
الأوروبية المساندة للعثمانيين ضد محمد علي للموانئ المصرية، كما جعل محمد علي
لفرق الجيش أعلام خاصه بهم، فكانت من الحرير الأبيض المطرز بآيات من القرآن الكريم
وأرقام الآيات بالقصب.
العلم في عهد محمد علي باشا
وكان الخديوي إسماعيل أول من خطى طريق علم مستقل
لمصر، حيث استبدل الهلال والنجمة الخماسية بثلاثة أهلة بيضاء وأمام كل منها نجم
أبيض ذو خمسة أطراف، وكانت هذه الأهلة والنجوم الثلاثة ترمز إلى مصر والنوبة والسودان،
أو إلى انتصار الجيوش المصرية في عهد محمد علي في القارات الثلاث " أفريقيا-
أوروبا- آسيا" ، واستمر هذا العلم مستخدماً حتى عام 1882 عندما خضعت مصر
للاحتلال البريطاني فأعادوا العلم العثماني حتى عام 1914 حيث أعلنت الحماية
البريطانية على مصر وأعادوا علم الخديوي إسماعيل الذي استمر رسميا حتى عام 1923.
علم الخديوي إسماعيل
وقد
تم رفع علم الخديوي إسماعيل في ثورة 1919 وخرجت الجماهير تحت رايته، ولٌفت به نعوش
الشهداء الذين سقطوا برصاص الانجليز، وقد أفرزت الثورة علم أخر غير رسمي وكان
عباره عن هلال يعانق الصليب وهو رمز لثورة 1919 التي كان شعارها " الدين لله
والوطن للجميع".
علم ثورة 1919
وبعدما
تحولت مصر إلى مملكة حره مستقلة بعد تصريح 28 فبراير 1922، تغير العلم رسمياً في
1923 وتحول للون الأخضر ذو الهلال الأبيض والنجوم الثلاثة، حيث يرمز اللون الأخضر
إلى خضرة الوادي والدلتا، وللإسلام الذي تدين به الأغلبية في مصر، بينما ترمز
النجوم الثلاثة إلى أجزاء المملكة المصرية وهي مصر والنوبة والسودان، واستمر هذا
العلم حتى عام 1958م.
علم مصر عام 1923
وبجانب هذا العلم ظهر علم أخر وهو علم التحرير أو علم الضباط الأحرار الذي كان رمز لثورة 23 يوليو، و يتكون من ثلاثة ألوان "أحمر، أبيض، أسود" ويتوسطه النسر "شعار الجمهورية"، ويتميز النسر بأنه عريض الشكل وله درع أخضر يحوى هلال أبيض اللون وثلاثة نجوم، فكان اللون الأحمر يرمز إلى الثورة، والأبيض إلى العهد الجديد أو السلام والتحرير والرخاء، والأسود إلى العهد البائد والاستعمار وأعداء الثورة.
علم التحرير أو الضباط الأحرار
وعقب إعلان الوحدة الفيدرالية بين مصر وسوريا
تغير اسم "جمهورية مصر" إلى "الجمهورية العربية المتحدة"
وأصبح الإقليم الجنوبي يشير إلى مصر والإقليم الشمالي يشير إلى سوريا واستبدل
النسر في العلم بنجمتين خماسيتين خضراء اللون إشارة إلى مصر وسوريا.
علم الجمهورية العربية المتحدة
وعندما تولي الرئيس السادات الحكم واقام اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر
وليبيا وسوريا استبدل النجمتان في العلم بالصقر.
علم مصر خلال اتحاد الجمهوريات العربية 1972- 1984
ثم عاد شعار النسر للعلم المصري مرة أخرى في عهد
الرئيس مبارك عام 1984، وأصبح العلم الجديد والحالي يتكون من ثلاث مستطيلات عرضيه
متساوية، الأعلى باللون الأحمر الذي يرمز إلى القوة والأمل والإشراق والتقدم،
والأوسط الأبيض الذي يعبر عن النقاء والصفاء، والأخير باللون الأسود الذي يعبر عن
عصور الاستعمار التي ولت، وفي المستطيل الأوسط يوجد النسر وهو"نسر صلاح
الدين" المضموم الجناحين باللون الذهبي ويتوسط صدره درع عليه علم مصر، وينظر
النسر إلى اتجاه قاعدة العلم للدلالة على حماية أرضه وليعبر عن قوة مصر وحضارتها.
علم مصر من 1984 وحتى الوقت الحالي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمزيد من الموضوعات "اضغط هنا"