احياء القاهرة التاريخية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حي حلوان
المحروسة عامرة بالضواحي والأحياء التي تحمل بين ثناياها القصص والأسرار
والحكايات التاريخية لتخبر بها كل من يجول فيها، واليوم نتعرف سويا على قصه ضاحية
من أهم ضواحي مدينة القاهرة القديمة الراقية الواقعة على نهر النيل أنها
"حلوان" مدينة الشمس والهواء، وتتمتع حلوان بوضع متميز بين جميع أنحاء
المدن المصرية القديمة والحديثة، لطبيعة موقعها الجغرافي وجذورها التاريخية. فقد
حظيت باهتمام بالغ من قبل الجغرافيين والمؤرخين والسياسيين.
البداية:
نشأت ضاحية حلوان منذ العصر الفرعوني وكانت تسمي بـــ "عين آن"،
فكلمة عين تعبر عن عيون المياه العذبة الموجودة بها، وكلمة "آن" تعني
سمكة، ووجُد فيها سد "جراوي" أو الكفرة وهو أول سد ماء في التاريخ، وفي
العصر القبطي سكنها المسيحيون وشيدوا بها الأديرة والكنائس وسميت
بــ"حالوان" وتحورت إلى "حي- وان" إلى أن وصل الاسم إلى
"حلوان"، كما سكنها الأجانب خاصة اليونانيين والإيطاليين فانتشرت كنائس
الروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك، كما سكنها اليهود وبنوا فيها معبداً، وفي العصر الإسلامي حدث طاعون بمدينة الفسطاط عام 686م فاتجه عبد العزيز بن
مروان والى مصر في عهد الأمويين لمدينة حلوان، وشيد فيها القصور والمساجد، واختار
عبد العزيز اسم "حلوان" لهذه المدينة لأنها تشبه في موضعها ومزاياها
موضع حلوان التي بالعراق، واستمر العمران والازدهار بالمدينة حتى العصر العثماني
ثم أصابها التدهور والخراب.
تعود المدينة العريقة لتظهر في تاريخ مصر الحديث، فعندما تولى عباس حلمي الأول
حكم مصر حينها تم بالصدفة البحتة إعادة اكتشاف عيون حلوان الكبريتية، والتي
استخدمت في علاج الجنود من الأمراض الجلدية التي انتشرت داخل الجيش وقتها، ولهذا
أمر ببناء حمامًا كبريتيًا بغرض الاستشفاء، ثم تدفق إليها الأوروبيون إلا أن صعوبة
المواصلات وبعدها عن القاهرة حال دون استثمارها، وفي عهد الخديوي سعيد في الفترة
بين 1854و1863م تم إقامة مجموعة من الاستراحات حول العيون الكبريتية، واُنشأت
إدارة للإشراف عليها ولتنظيم حركة الزيارات إليها وتطهيرها للمحافظة على
استمرارها، ومع بداية عهد الخديوي إسماعيل زاد الاهتمام بمدينة حلوان وشرعوا في
تشيد الحمامات بالمدينة بسبب عيون المياه الكبريتية، ومد إليها خط سكه حديد يبدأ
من المنشية بجوار القلعة ويصل لحلوان، فأقبل عليها الناس وسكنها الحكام والباشوات
والأثرياء وذاعت شهرتها في شتى أنحاء العالم، وفي عهد الخديوي توفيق أصبحت حلوان
عاصمة بديلة لمدينة القاهرة وشيد فيها فندق "جراند أوتيل" عام 1888م الذي
تحول الآن لمدرسة حلوان الثانوية للبنات، ومرصد حلوان فضلا عن القصور والمتاحف
والمساجد.
معالم
الحي:
يضم حي حلوان العديد من المعالم الهامة مثل ركن فاروق، والحديقة اليابانية،
ومتحف الشمع، ومرصد حلوان الذي يقع على ربوه عالية من الحجر الجيري بشارع المرصد
شرق حلوان، اٌنشأ عام 1903م، وأكتسب شهرة واسعة بفضل موقعه الجغرافي المتميز فجذب
العلماء الأجانب لعمل دراسات علمية مشتركة فيه، كما أهداه عالم الفلك
البريطاني" ريتولدز" منظار عاكس قطره 30 بوصه نظراً لإعجابه به، ودخلت
مصر بهذا المرصد مجال الرصد الفلكي من أوسع أبوابه، كما يضم المرصد واحداً من
المناظير الكبيرة في العالم لرصد الكواكب والنجوم، ومن أهم ما تم رصده كوكب بلوتو
عند اكتشافه عام 1930م.
حي الزمالك
نبذة:
أحد الاحياء الراقية في غرب مدينة القاهرة. يقع على جزيرة في وسط نهر النيل.
سبب التسمية:
الزمالك كلمة أعجمية تعني "الاخصاص" أي البيوت المبنية من البوص وكانت مجرد مكان يلجأ اليه الشباب لقضاء أوقات اللهو ومصيف القاهرة أيام الامويين ثم الأيوبيين، أنشاء فيها الخديوي إسماعيل قصر الجزيرة الذي شهد احتفالات فتح قناة السويس في نوفمبر 1869م، ثم أصبح بعد ذلك فندق باسم " عمر الخيام" وحالياً فندق "ماريوت".
نشأة الحي:
لم تصبح الزمالك جزيرة بالمعني الصحيح الا في الربع الأخير من القرن الـــ 19 وذلك لعدم وجود الفرع الغربي للنيل على الدوام بل كان يمتلئ بالمياه أثناء الفيضان ثم يجف بعد ذلك لذا سمي بــ" البحر الأعمى". كانت الزمالك أرض متصلة بالعجوزة وإمبابة، وبعد حفر فرع النيل أنشئ عليه كوبري البحر الأعمى عام 1877م، وفي عام 1914م لم يعد الكوبري قادراً على القيام بدوره فتم استبداله بكوبري الجلاء وقد أطلق عليه المصريون كوبري " بديعة مصابني" والتي كانت تملك ملهى ليلي يقع على مقربه من الكوبري، ومحله الان موقع فندق شيراتون القاهرة وذلك سخرية من الانجليز، وبعد جلاء الانجليز عن القاهرة عام 1947 عاد اليه اسمه القديم مرة أخرى.
معالمه:
انتعشت الزمالك بعد انشاء حديقة الاندلس والنادي الأهلي وأقام الملك فاروق استراحة بها عند رأس الجزيرة الجنوبي والتي أصبحت مقراً لمجلس قيادة الثورة والان هي برج القاهرة، كما يضم الحي أيضا مجمع اللغة العربية، نادي الجزيرة، ساقية الصاوي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: عباس الطرابيلي: شوارع لها تاريخ، سياحة في عقل الأمة
حي العباسية
لكل منطقة وحي وميدان في نواحي
المحروسة قصة مشبعة بالأحداث التاريخية والتغيرات على مدى العصور، وفى إطار
اهتمامنا بتقديم حكاية كل منطقة نتحدث اليوم عن حي العباسية لنراه بصور مختلفة
منها الملون ومنها من يكتفى بالأبيض والأسود.
حي العباسية؛ من الأحياء الشهيرة في
القاهرة، حيثُ توجد به أشهر الجامعات المصريّة، جامعة عين شمس، كمّا أنهُ يصِل بين
غرب القاهرة وشرقها، ولكن هل تخيلتُ يومًا أنّ حي العباسية كانَ صحراء جرداء ثُم
تحَول إلى حي الأثرياء ومهدًا للمنشآت العسكرية مع مرور الزمن، فحي العباسية هو
صحراء «الريدانية» وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى «ريدان الصقلي» أحد أفراد حاشية
الخليفة الفاطمي «العزيز بالله»، وقد شهدت قديما موقعة « الريدانية» التي وقعت
أحداثها عام 1517م بين جيش المماليك بقيادة السلطان «طومان باى» والجيش العثماني
بقيادة السلطان «سليم الأول»، وانتهت بانتصار العثمانيين وهزيمة المماليك وإعدام
طومان باى شنقًا على باب زويلة، ثم أهملت المنطقة، إلى أن جاء عباس حلمي الأول
باشا والي مصر عام 1848م وقررَ تشييد ثكنات عسكريّة للجيش المصري على حافة
الصحراء، ووضعَ أساس حي العباسية وشجع الناس على تعمير هذه المنطقة عن طريق منح
الأراضي وتشييد مستشفى ومدرسة، كما شيد قصراً ضخماً له فيها، وقد حكى المهندس «
ديليسبس» عن هذا القصر قائلاً: « إنّ نوافذه بلغت 2000 نافذة، فهو مدينة كاملة في
الصحراء». وقد سُميت بالعباسية نسبة إليه.
تطورها:
حدثت طفرة للحي في عهد الخديوي
إسماعيل فأنشأ عدة مدارس عسكرية فيها، منها مدرسة البيادة «المشاة» عام 1864م،
ومدرسة السواري «الفرسان» ومدرسة الطوبجية «المدفعية» عام 1865م، ومدرسة أركان
حرب، ومدرسة المهندسخانة «الري والعمارة» بسرايا «الزعفران» نسبة إلى زهرة
الزعفران التي كانت تنمو في المنطقة، كما نقل إليها مدرسة الضباط «المدرسة
الحربية» حتى يسهل على التلاميذ القيام بالتمرينات الحربية وضرب النار، كما مد
إليها السكك الحديدية، وأنشأ ميدان لمسابقات الخيول بالعباسية، وتحولت العباسية
إلى ميدان للرماية والاحتفالات الشعبية.
أهم
الأحداث:
يزخر حي العباسية بتاريخ حافل في سجل
العسكرية المصرية ففي أثناء أحداث الثورة العرابية، عقدَ 600 ضابط مصري اجتماعًا
في ثكنات الجيش بالعباسية يوم 18 فبراير 1879، ثُم خرجوا على إثره في مظاهرة
عسكرية اشتركَ فيها طلاب المدارس العسكرية المجاورة، وبعض الجنود وثلاثة من أعضاء
مجلس شورى النواب، ثُم توجهوا إلى مقر وزارة المالية في لاظوغلي، بقيادة البكباشي
لطيف سليم، وتربصوا برئيس النظار نوبار باشا والمفتش الأجنبي ويلسون وضربوهما
ضربًا مٌبرحًا وسجنوهما داخل الوزارة ولم ينقذهما إلا الخديوي إسماعيل. وفي اليوم
التالي سقطَت وزارة نوبار، وبذلك أثبتت مظاهرة الضباط قدرة الجبهة الوطنية المصرية
الرافضة للتغلغل الأجنبي.
معالم
الحي:
وبمرور الزمن انتشرت المنشآت الحيوية بالحي
والمصالح الحكومية مثل المستشفى اليوناني -المستشفى الإيطالي - مستشفى الأمراض
النفسية- وزارة السياحة -وزارة الكهرباء- الكاتدرائية المرقسية للمسيحيين
الأرثوذكس - مدرسة الحسينية للبنين التي كان اسمها مدرسة فؤاد الأول نسبة إلى
الملك فؤاد - مدرسة الأهرام الثانوية ومن أشهر خريجيها المشير عبد الحكيم عامر.
أشهر أبناء
وسكان الحي:
سكن العباسية مجموعة كبيرة من قادة
مصر وساستها وإعلامها ومنهم الزعيم جمال عبد الناصر، والمشير عبد الحكيم عامر،
والفريق عبد المنعم رياض، ووزير الدفاع الأسبق محمد صادق، والفنان صلاح ذو الفقار،
والملحن محمد الموجي، والفنان عبد الرحمن أبو زهرة.......
حي المغربلين
نبذة:
التاريخ المصري ملئ بالشواهد على أصالة المصريين، وامتداد جذورهم إلى عصور الأسرات والممالك المختلفة والمتعاقبة أعوام عديدة تمر على مصر المحروسة ويبقى ما بناه الأجداد شاهداً على جمالها وفنها وحضارتها وأصالتها، ومن بين هذه الشواهد حي "المغربلين" أحد أقدم الأحياء في قاهرة المعز.
الموقع:
يتوسط حي المغربلين كلاً من حي السيدة زينب والحسين في منطقة الدرب الأحمر قلب القاهرة الفاطمية.
سبب التسمية:
سمي بهذا الاسم نسبة إلى تجارة الحبوب حيث يتم غربلة الحبوب بواسطة الغربال بهدف تنظيفها من الشوائب.
معالمه:
يتميز المغربلين بمعالمه التي تعود للعصر الفاطمي و المساجد الإسلامية التي ترجع لعصور مختلفة مثل "زاوية عبد الرحمن كتخدا التي أنشأها الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1142هــ، و" الكتخدا " تعني" وكيل الباشا وممثل السلطان في مصر الذي ينوب عنه في كامل اختصاصاته" كما تعني حديثا ""محافظ "، وهناك أيضا مسجد "جاني بك" الذي يرجع تاريخه لعام 1426هــ، ويحتضن المغربلين العديد من الشوارع التي انفردت بتجارة أو حرفه محدده مثل شارع الخيامية نسبة لانتشار صناعة وتجارة الخيام فيها حيث تميز العرب بزخرفة الخيام التي يقومن فيها، وكذلك شارع السروجية نظراً لانتشار حرف صناعة سروج الخيول.
كما اشتهر الحي بنشأة العديد من الادباء والفنانين حيث ولد فيه الفنان محمود المليجي، والأديب يوسف السباعي، والمطرب الشعبي شفيق جلال، والمنولوجسيت محمود شكوكو.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: دراسة الترميم المعماري لمنطقة الدوادية الدرب الأحمر محيط جامع الملكة صفية، عبد الرحمن محمد فهمي سيد، هدير عوض، دراسة لقسم الترميم -كلية الأثار – جامعة القاهرة.
نبذة:
أحد أحياء المنطقة الشمالية بمحافظة القاهرة. هو تلك المنطقة التي تحيط بشارع ابن سندر.
سبب التسمية:
عرفت بهذا الاسم نسبه إلى القبة التي انشائها: الأمير يشبك بن مهدى الدوادار أي "ممسك الدواة الذي يتولى تبليغ الرسائل من السلطان وإليه" عام 1940م أحد أمراء السلطان قايتباي، تميزت القبة بفخامتها وكان يقصدها سلاطين المماليك للتنزه وللتخفيف عن أعباء الحكم.
نشأة الحي:
أثناء عهد أسرة محمد علي قام ابنه إبراهيم باشا ببناء قصرا في هذه المنطقة، وبعد أن تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر عام 1863م أعاد بناء القصر مرة أخرى عام 1869م على مساحة 70 فدان، وأحاطه بحدائق شاسعة تضم أنواع عديدة ونادرة من الأشجار وتعتبر حدائق القبة من أجمل حدائق العالم وتم تسميته بقصر القبة. لم تتوقف أعمال التطوير والتعمير عند هذا الحد بل أمر الخديوي عباس حلمي الثاني شركة حدائق القبة عام 1908م بتطوير المنطقة وتعمير 100فدان وبالفعل انشأت الشركة عدة شوارع منها شارع "مصر والسودان" والذي كان يعرف قديماً بـــ "ملك مصر والسودان" كما اتصلت المنطقة بقلب القاهرة، وهكذا نشأ حي حدائق القبة الذي يضم الان مناطق حدائق القبة وكوبرى القبة وحمامات القبة وسراي القبة، ومن أشهر الاحداث التاريخية التي شهدها هذا القصر وفاة الملك فؤاد داخله وخروج جنازته منه، ومكث فيه جثمان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عند وفاته يوم 28 / 9 /1970م لحين تشييع جنازته يوم 1 /10 /1970 م، كما يعد القصر ضمن القصور الرئاسية لاستقبال الزوار الرسمين لمصر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: جريدة العلم اليوم https://www.3alamfree.com
حي الدرب الأحمر
نبذة:
حي ارتبط اسمه بالدماء عبر التاريخ
ويُعد من أقدم مناطق القاهرة التاريخية وبانوراما تاريخية من الآثار الإسلامية،
إضافة إلى وجود الكثير من الصناعات اليدوية والمعاصرة، التي لا يمكن رؤيتها إلا في
مناطق قليلة، كما يتميز بأن أسواقه تضم صناعات وحرفًا عريقة، وجدرانه تحمل الكثير
من الحكايات والقصص التاريخية والمثيرة، والكثير من الأمور التي تجعله حيًا
مختلفًا يبهر المصريين والأجانب.
الموقع:
يتبع حي وسط القاهرة، يُحده شمالا حي الجمالية
وغربا حي الموسكي وحي عابدين وحي السيدة زينب وجنوبا حي الخليفة وشرقا طريق النصر.
سبب
التسمية:
تُعود تسميته لمذبحة القلعة التي تخلص فيها محمد
علي باشا من المماليك عام 1811م، حيث أغرقت دماء القتلى المكان واندفعت إلى الطريق
المجاور وبالرغم من أوامر محمد علي للجنود بتنظيف المنطقة الا أن لون الأرض ظل
أحمر من كثرة التصاق الدماء به ما جعلهم يطلقون عليه اسم «الدرب الأحمر».
نشأة الحي:
هو أول حي شعبي سياسي تشهده القاهرة الفاطمية
فكان مقراً للتنظيمات السياسية والجماهرية ومطبخاً للسياسة الفاطمية وظل هكذا حتى
العصر الحديث حيث شهد البدايات الأولى لثورة 23 يوليو1952م.
أهم
معالمه:
يضم الحي العديد من المساجد والزوايا والبيوت والقصور التاريخية والأضرحة
والسبل منها مسجد المارداني، ومسجد جانم البهلوان، ومسجد قرطبة الذهبي، وتكية
وسبيل السلطان محمود، وباب زويلة، جامعة الأزهر، مديرية أمن القاهرة، دار الكتب
المصرية "الكتبخانه"، والمتحف الإسلامي. فضلا عن انه عامراً بالدروب
التجارية مثل درب سعادة والخياميه والمغربلين، كما يتميز الحي بانه أنجب رموزا
عظاما في العمل السياسي والديني والاجتماعي ومن أبرزهم الزعيم المصري محمود سامي
البارودي، والمقرئ محمد رفعت، والشيخ إبراهيم الشعشاعي، والأديب الكبير يوسف
السباعي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: حمدي أبو خليل:
القاهرة شوارع وحكايات
مصر الجديدة "هليوبوليس"
بهو استقبال القادمين للمحروسة من
جميع أنحاء العالم لوجود مطار القاهرة الدولي بها؛ وواجهة القاهرة من الجهة
الشرقية، وأحد أرقى أحياء القاهرة، دعنا نتعرف سويا عزيزي القارئ على
حكاية حي هادئ ارستقراطي خرج من رمال الصحراء؛ ففي أوائل القرن العشرين وتحديدا
عام 1905م راودت البارون البلجيكي إدوار أمبان فكرة إنشاء مجتمع حضري جديد في
الصحراء بعيداً عن القاهرة على غرار المدن الحدائقية التي نشأت في أوروبا تحت شعار
"مجتمع صحي ونظيف"، وقد واكبت فكرة إنشاء مصر الجديدة ارتفاع أسعار
الأراضي والايجارات في وسط مدينة القاهرة بالإضافة للتكدس السكاني وظهور عوامل
التلوث بها.
موقعها:
لم يأتِ اختيار موقع هليوبوليس بطريق
الصدفة وإنما كان البارون أمبان مؤسس هذه الضاحية من عشاق فلاسفة الاغريق لذا عمل
على إحياء وتخليد مدينة "أون" التي عاش في معبدها أرسطو وسقراط
وأفلاطون، إضافة إلى رغبته في إيجاد موقع يتسم ببعض المزايا المناخية، فوقع
الاختيار على هذا الموقع وأطلق عليه "هليوبوليس" التي تعني " عين
شمس" وهو أيضاً نفس الاسم الفرعوني لمدينة "أون" القديمة.
وفي عام 1905 م باعت الحكومة المصرية
مساحة 5952 فداناً صحراوياً إلى البارون أمبان، صاحب بنك بروكسل البلجيكي، الذي
أسس شركة "واحة هليوبوليس" لبناء ضاحية مصر الجديدة، وقد أضفى البارون
أمبان على هليوبوليس مزيج من الطابع المعماري الشرقي والغربي ليتناسب مع
مستخدميها، فقسم الحي إلى مناطق مختلفة لكل منها اشتراطاتها المعمارية وفقاً
وطبقاً لنوعية الحياة التي ستكون سائدة فيها، ابتداءً من الفيلات والقصور الموجودة
في منطقة شارع العروبة والماظة وانتهاءً بالمناطق الصناعية مروراً بالحدائق العامة
والملاهي الخاصة بالأطفال ومضمار سباق الخيل والمدارس الخاصة بالنخبة. وخضعت
المباني لقواعد صارمه منها تحديد الارتفاعات لعدم إعاقة حركة الطيران، كما خططت
شوارع منطقة هليوبوليس الرئيسية على هيئة نجمة قلبها كاتدرائية البازليك يتلاقى
عندها الشوارع الرئيسية.
وامتداداً لمنظومة الجمال والنظافة
والرقي لحي مصر الجديدة، كانت عقود إيجار المباني أو تمليكها تشترط على ساكنيها
الحفاظ على نظافة العمارة والعناية بالحدائق أمام العمارات وعدم نشر الغسيل في
الحدائق ولا على حبال في بلكونات تطل على الشوارع الرئيسية، وعدم ترك القمامة أمام
باب الشقق أو شقق الجيران، وعدم إزعاج الجيران، كل ذلك داخل منظومة جمالية تجعل من
بيوت مصر الجديدة حالة خاصة جداً، وجميلة جداَ.
ترام مصر
الجديدة:
بعد أن أسس البارون أمبان ضاحية مصر
الجديدة " هليوبوليس" كانت تفتقر لجميع المرافق والمواصلات ففكر في
إنشاء الترام لربطها بالقاهرة، وفي عام 1910 تم إنشاء أول خطوط المترو السريع، وظل
الترام من المعالم المميزة للحي الراقي، إلى أن قُرر الغاء خطوطه، بحجة عدم
استخدامه وتهالكه.
معالم مصر
الجديدة:
قصر البارون أمبان، قصر الرئاسة، قصر
العروبة، حديقة الغابة – حديقة الميريلاند – قيادة القوات الجوية المصرية– الكلية
الحربية – مطار القاهرة الدولي – المعبد اليهودي بالكوربة – كنيسة البازليك– محكمة
مصر الجديدة – مكتبة مصر الجديدة، ومن أهم ميادينها سفير- تريومف -الحجاز- صلاح
الدين- الاسماعيلية، ومن أهم شوارعها الميرغني -الثورة -العروبة - نبيل وقاد
-الخليفة المأمون- سانت فاتيما- الكوربه تلك المنطقة المشتق أسمها من الكلمة
الفرنسية "La courb"
التي تعني الخط المقوس أو الانحناءة؛ فقد كان المترو يأخذ إنحناءً أو دوران في هذا
المكان، فكان ينادي (الكمساري) البلجيكي الجنسية بكلمة "الكورب" فصارت
اسمًا للمكان.
أهم قاطنين
الحي:
الرئيس الأسبق حسنى مبارك والعديد من
الوزراء والمحافظين السابقين، منهم وزير الداخلية الأسبق أحمد رشدي، وأحمد أبو
الغيط وزير الخارجية الأسبق، فضلاً عن العديد من الفنانين، أبرزهم ماري منيب وليلى
مراد، وليلي علوي....
حي باب الشعرية
نبذة:
قلب القاهرة الحيوي كان سكناً لوجهاء
المدينة في أول الأمر، ثم أصبح حي أصحاب الحرف والتجار والفنانين. لم يكن حي باب
الشعرية مجرد تجمع لمهن مختلفة، بل كان بوتقة انصهر فيها اُناس من أجناس مختلفة.
موقعه:
أحد أحياء المنطقة الغربية بمحافظة القاهرة يحده
شرقا حي وسط القاهرة، وكان الحي قديما يقع داخل السور الشمالي للقاهرة الفاطمية
أمام "باب القنطرة" أحد أبواب
سور القاهرة، وبعد فترة تم بناء قنطرة
أخرى على الخليج المصري عرفت باسم " قنطرة باب الشعرية" مما سمح
للحي بالخروج خارج أسوار القاهرة واتساع رقعته، وبذلك انقسم الحي لجزءين الجزء
الداخلي المطل على الخليج سكنه بعض أمراء المماليك والوجهاء، والجزء الثاني الذي
يقع خارج السور فقد سكنه أصحاب الحرف المضرة بالبيئة والتي لم يكن مسموحا
بممارستها داخل أسوار المدينة مثل المخابز والمسابك التي تسبب أدخنه كثيرة،
والمذابح ومحال الجزارة.
سبب
التسمية:
الشعرية: نسبة لطائفة من قبائل البربر يقال لهم
"بنو الشعرية " جاؤوا مع جوهر الصقلي من المغرب ضمن الجيش الفاطمي طبقاً
لما ذكره المقريزي.
أهميته:
تميز الحي بانتشار الحرف المرتبطة
ببعضها البعض فنجد طائفة الطباخين المنبثقة من طائفة الجزارين و طائفة
الحلوانية المنبثقة من الطباخين، فضلا عن
طائفة الحمامين حيث يوجد بالحي ثلاث حمامات عمومية هم " حمام باب البحر، حمام
الخراطين، حمام الطنبلي" وهذه الحمامات لها فوائد عديدة أهمها نظافة الأجسام،
يليها تسوية قدر الفول المدمس على مواقد الحمامات لتسخين المياه والتي كانت توقد
من مخلفات القمامة بالحي، كما تميز الحي بإقامة العديد من الطوائف الأجنبية مثل
اليونانيين والايطاليين والارمن وطائفة اليهود التي عملت بتجارة الذهب.
معالم
الحي:
يُعد جامع الشيخ الشعراني أهم معالم
الحي وسمي بهذا الاسم نسبة إلى ضريح سيدي عبد الوهاب الشعراني الموجود بالمسجد،
والذي ينتهي نسبه إلى محمد بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه وأطلق عليه الشعراني
نسبة إلى قريته "ساقية أبى شعرة " بالمنوفية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: هدي القللي: باب
الشعرية "تاريخ حي"، مجلة راوي.