جارى تحميل الموقع
27 الجمعة , ديسمبر, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

"مصر تتحدث عن نفسها" في متحف الحضارة

 

"وقف الخلق ينظرون جميعًا، كيف أبني قواعد المجد وحدي"، هذا ما تشدو به نفس الزائر لـ "المتحف القومي للحضارة المصرية"، فكل قطعة فيه تجسيد حي لكلمات قصيدة "مصر تتحدث عن نفسها" التي سطرها شاعر النيل حافظ إبراهيم وغنتها كوكب الشرق "أم كلثوم".

  

موقعه:

يقع المتحف القومي للحضارة المصرية بالقرب من حصن بابليون في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة، واختيار مدينة الفسطاط لتكن مقراً للمتحف كان مدروساً بشكل جيد حيث يضم محيطها الجغرافي آثارا لحضارات مختلفة، فهي خير دليل على تسامح الأديان في مصر مهد الحضارات.

 

فقد اتخذ منها الفراعنة مكاناً لمدينة كبيرة جعلها البابليون مكان لاستقرارهم عند نزولهم في مصر، ثم اتخذها الرومان مقراً لدفاعهم يصلون به الوجهين البحري والقبلي، ويدفعون منها كل معتد خارجي على مصر، ثم اتخذها اليهود والنصارى مقراً لإقامة شعائرهم أيضاً، وبعد الفتح الإسلامي اتخذها عمرو بن العاص عاصمة ودار هجرة للمسلمين، كما يتميز موقع المتحف باحتوائه على بحيرة طبيعية نادره هي بحيرة عين الصيرة، تلك البحيرة الوحيدة الباقية في القاهرة بعد اختفاء العديد من البحيرات.

  

فكرة إنشاء المتحف:

تعود فكرة بنائه إلى عهد الملك فاروق في الفترة من 1938 وحتى عام 1949، ولإصرار الملك فاروق على تشييد متحف مشابه لمتاحف أوروبا يوثق حضارات مصر المختلفة، وقد خصصت الجمعية الزراعية وقتها مبنى كاملاً بداخلها لإقامة نموذج لمتحف الحضارة لعرض جميع المراحل التاريخية في مصر عبر لوحات وقطع أثرية.

 

وبعد مرور سنوات طويلة، تجددت فكرة إنشاء المتحف عام 1982، بعد حملة دولية قادتها منظمة "اليونسكو" لإقامة المتحف القومي للحضارة، وبعد مرور 17 عاماً وقع الاختيار على الموقع الحالي للمتحف، وبدأت عملية البناء والحفر عام 2000، ويهدف إنشاء المتحف لأن يكون مركزاً ثقافياً وحضارياً وعلمياً وبحثياً.. إلى جانب أن يُصبح مركزاً للتواصل المجتمعي المحلى والإقليمي والدولي من أجل العمل للحفاظ على التراث الحضاري المصري العريق، وحمايته من النهب والاندثار، ويستوعب 50 ألف قطعة أثرية مُتنوعة من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر الحديث.

 

تصميم المتحف:

المتحف يمتاز بتصميمات لم يسبق لها مثيل في مصر بمجال الهندسة المعمارية والتكنولوجيا الحديثة على مساحة 33.5 فدان، قام بتصميمه المهندس الدكتور غزالي كسيبة، الذي فاز مشروعه لتصميم المتحف في مسابقة عالمية في عام 1984، وصممت مساحات المعرض من قبل المهندس المعماري الياباني أراتا إيسوزاكي.

 

ويتكون من عدة طوابق، تعلوها قاعة على شكل هرمي، تدعى «قاعة الهرم» أو «قاعة التوب بانوراما»، التي تضم 9 شاشات 3D، مثبتة على جدرانها، يُعرض من خلالها التاريخ المصري والآثار الفرعونية، صوتاً وصورة، وفى منتصف القاعة يوجد على الأرض ماكيت مجسم للمتحف بأكمله وقاعاته المختلفة ومداخله ومخارجه أيضاً، كما صمم جدار القاعة بالجبس الكاتم للصوت، حتى يُعزل الزائر عن المؤثرات والأصوات الخارجية، ويجعله يستمتع بوقته داخلها.

  

ويضم المتحف 9 قاعات كبيرة تعرض حضارة مصر منذ فترة ما قبل التاريخ حتى العصر الراهن، وتم افتتاح قاعة العرض المؤقت، وسيتم قريبا افتتاح القاعة الرئيسية وقاعة المومياوات الملكية، وهناك قاعات أخرى باسم: فجر الحضارة، والنيل والعاصمة، والكتابة والعلوم، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، سيتم افتتاحها تباعًا. وستكون مقتنياتها في إطار متسلسل تاريخي خلال ثماني فترات أساسية، هي: ما قبل التاريخ، العصر العتيق، العصر الفرعوني، العصر اليوناني الروماني، العصر القبطي، العصر الإسلامي، العصر الحديث، ثم المعاصر.

 

كما يتضمن المتحف مساحات مؤقتة واسعة للعرض، وقاعة ومركز للتعليم والبحث، فضلا عن معرض متعلق بتطور مدينة القاهرة، وسيكون بمثابة مكان لمجموعة متنوعة من المناسبات، بما في ذلك عرض الأفلام والمؤتمرات والمحاضرات والأنشطة الثقافية.

 

قاعة المومياوات الملكية:

ستضم القاعة 22 مومياء ملكية، و17 تابوتاً ملكياً قادمة من المتحف المصري بالتحرير، وترجع إلى عصر الأسر الـ 17، و18، و19، و20، من بينهم 18 مومياء لملوك وأربع مومياوات لملكات، منهم: مومياء الملك «رمسيس الثاني، والملك سقنن رع، والملك تحتمس الثالث، والملك ستى الأول، والملكة حتشبسوت، والملكة ميرت آمون زوجة الملك امنحتب الأول، والملكة أحمس نفرتارى زوجة الملك أحمس».. وسيتم تجميع مومياوات الأسرة الواحدة معاً، بالإضافة إلى مومياء بيبى الأول، من منطقة آثار سقارة.

 

يتضمن سيناريو العرض تطور فكرة "الدفن" في الحضارة المصرية القديمة، وطرق التحنيط واختلافها بداية من لف الجثة وتحنيطها، فضلا عن عرض بعض المقتنيات من القطع الأثرية التي تنتمي لنفس الفترة الزمنية للحكم، ومنها الأثاث الجنائزي، وسيخوص الزائر رحلة زمنية لعالم ملوك الفراعنة حيث سيسير في مسار محدد غير تقليدي مصاحب لإضاءة خافتة، لدرجة يشعر معها الزائر بأنه داخل مقبرة حقيقية، والقاعة مزودة باللوحات التعريفية والعلامات الإرشادية، ويتم عرض للمومياوات من خلال شاشات الـ «مالتي ميديا» ولوحات جرافك، حيث سيتم عرضها بطريقة فريدة مصحوبة بشاشات عرض تفاعلية و"هولوجرام ثلاثي الأبعاد".

 

أهم المقتنيات:

تُعد مجموعة الأواني الفخارية المعروفة بالأواني ذات الحافة السوداء، من أبرز المقتنيات التي سيعرضها المتحف؛ فهي تعود إلى عصر ما قبل الأسرات، أي إلى حوالي 7000سنة، وما زالت حتى الآن تحتفظ بشكلها وجودتها ولمعتها، وأيضا مجموعة من "الفاينس" وهو سيراميك مطلي بطبقة من درجات اللون الأخضر اللامع، تم النقش عليه ثم حرقه مرة أخرى، وتعود تلك المجموعة إلى عصر الدولة الحديثة.

 

كما ينفرد متحف الحضارة بعرض أول وأقدم ساعة في التاريخ عرفها المصري القديم، وأول ساعة مائية، وأخرى شمسية، ودرج "سلالم" لمعرفة المواقيت، وعدد من أدوات الزراعة لقياس المسافات والأراضي والمساحات لتحدد حدود الجار، فضلا عن أول مقياس للنيل الذي كان يحدد ارتفاع نهر النيل، فقد كان المسئول عن الإنذار وقت الفيضان، وهناك أيضا معروضات من الفن الإسلامي والقبطي، كما يتم عرض شكل رغيف الخبز بداية من العصر الفرعوني إلى يومنا هذا، وأدوات المكياج في كل عصر، وأيضاً جزء من كسوة الكعبة المشرفة.

 

كما تعرض القاعة الرئيسية أعمالاً معاصرة لأشخاص آثروا حياتنا بأعمالهم في العصر الحديث، مثل محمود مختار، وسعيد الصدر، وحسن فتحي، وغيرهم، وهكذا يتابع الزائر بين أروقة المتحف مراحل تطور الحضارة المصرية عبر العصور، ويرى أمام عينه عرضاً للإنجازات التي سطرتها سواعد المصريين في مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر.

 

عنوان المتحف: عين الصيرة - الفسطاط - مصر القديمة - القاهرة

 

المتحف القومي للحضارة على خريطة جوجل

المصدر:موقع وزارة الاثار

تاريخ التحديث:2024

محادثة ألية
دائما نشط
أهلاً! الرجاء اختيار الخدمة المطلوبة.
1