متحف قصر المنيل
يعبر متحف قصر المنيل عن فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث ويعكس صورة حية لما كانت عليه حياة أمراء الأسرة الملكيةوينفرد هذا المتحف عن باقي المتاحف بتصميمه المعماري الرائع فقد بُني على طراز إسلامي حديث مقتبس من المدارس الإسلامية الإيرانية والمملوكية وشاعت فيه الروح الفارسية والاندلسية والمغربية والعثمانية.
الموقع:
يطل قصر الأمير محمد علي توفيق المعروف بمتحف قصر المنيل على جزيرة روضة المنيل على شاطئ النيل يواجه مستشفى القصر العيني، بدء تشييد القصر عام 1901م واكتمل بنائه عام 1938م.
المنشئ:
أنشائه الأمير محمد علي نجل الخديوي محمد توفيق ولد الأمير في القاهرة عام 1875م وتوفى عام 1954م نال الأمير ثقافات عربية وأجنبية رفيعة المستوى وتقلد مناصب هامة على المستوى السياسي، فقد كان وصياً على العرش بعد وفاة عمه الملك فؤاد الأول عام 1936م، حتى تولى ابن عمه الملك فاروق الأول حكم مصر عام 1937م، وفي نفس العام نصب الأمير ولياً للعهد حتى أنجب الملك فاروق أبنه الأمير أحمد فؤاد عام 1951م، وكان الأمير شغوف بالفنون الإسلامية وبجمع التحف والآثار لذا أوصى بتحويل قصره لمتحف بعد وفاته. كما انعكست شخصية الملك على قصره فخرج قصراً فريداً في طرازه متميزاً عن قصور أفراد أسرته الملكيةووضع الأمير جميع التصميمات الهندسية والزخرفية وأشرف عليها بنفسه.
محتويات المتحف:
يضم المتحف "السور الخارجي المحيط بالقصر، مدخل القصر، برج الساعة، السبيل، المسجد، متحف الصيد، المتحف الخاص، القاعة الذهبية، الحديقة المحيطة بالقصر، وعدة مباني أخرى يطلق عليهم اسم "السرايات" مثل سراي الإقامة، سراي العرش"
سور القصر:
شُيد السور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى؛ فهو مبنى من الحجر الجيري ومكسو بقطع مستطيلة مسنمه من الحجر الرملي شديد الصلابة، يُزين السور آيات قرآنية منفذه بالخط الكوفي البارز، ويعلو السور من الجهة الشمالية شرفات الحراسة، والواجهة بصفة عامة تشبه واجهات مداخل المساجد والمدارس الإيرانية في القرن الــ 14م.
سراي الاستقبال:
تقع أعلى المدخل، وهي مخصصة لاستقبال الضيوف الرسميين الذين يقومون بزيارة الأمير في قصره، وتتكون من طابقين بينهما سلم خشبي.
الطابق الأول:يشتمل على حجرتين: الأولى: حجرة التشريفات وهي مخصصة لاستقبال الشخصيات الرسمية وتحوي مقتنيات ثمينة، ويوجد في أقصى الحجرة خزانة مرايا عليها سجلات التشريفات حيث يسجل الزائر اسمه فيها، كما يوجد أريكتان منجدتان بالجلد ومزخرفتان بالصدف والأبنوس وخشب الخرط، وعلى الجدران علقت صور لبعض الخيول.
أما الثانية حجرة كبار المصلين وملاصقة لحجرة التشريفات حيث كان الأمير يستقبل فيها كبار الشخصيات التي كانت تحضر إلى القصر لأداء صلاة الجمعة بمسجده وأهم ما يميز هذه الحجرة بالإضافة إلى زخارفها وجود خزانتين للكتب داخل الجدران بدرف مزخرفة.
الطابق العلوي: يوجد نموذج رائع ومدهش لمسجد السلطان قايتباى المحمودي مصنوع من الصدف الأصلي، موجود على المصطبة التي تتوسط السلم المؤدي للطابق العلوي الذي يتكون من قاعتين الأولى: القاعة الشامية: وقد سُميت بهذا الاسم لأن جميع جدرانها وسقفها مغطاة بخشب جلبه الأمير من أحد البيوت الأثرية بدمشق، كما تتميز هذه الغرفة بوجود نوافذ من الزجاج الملون المعشق بالجص المنفذ بدقة رائعة، وإلى اليمين توجد حجرة أخرى صغيرة كانت مخصصة لجلوس الحريم اللائي يحضرن مع ضيوف الأمير.
الثانيه :القاعة المغربية: توجد في مواجهة القاعة الشامية وقد صممت على الطراز المغربي وتنتشر داخلها مناضد صغيرة مغربية الطراز والأرض مكسوة بسجاجيد تركية مختلفة الطرز.
برج الساعة:
يوجد بين سراي الاستقبال وبين المسجد، مبنى على طراز الأبراج في المغرب والاندلس التي تستخدم للحراس والمراقبة وبه ساعة عقاربها على هيئة أفاعي.
المسجد:
يتوسط القصر وهو تحفة معمارية وزخرفية، زُينت جدران المسجد من الخارج بعرائس من الحجر الرملي على شكل رؤوس حيات وأسفلها شريط من الكتابة القرآنية لسورة الفتح، بينما كسيت الجدران الداخلية لوحات من البلاط القشاني بعضها يحمل اسماء الله الحسنى.
يتكون المسجد من إيوانين: غطي سقف الايوان الشرقي بقباب صغيرة من الزجاج الملون الذي يعكس الضوء مزخرفة بكتابات تتضمن بعض اسماء الله الحسنى بالخط التركي والثلث والديواني، أما سقف الايوان الغربي ينتشر به قرص الشمس رمز الامبراطورية العثمانية، ويتوسط الايوانين معاً مقعد خاص بقارئ القرآن الكريم يغطي نقوشه ماء الذهب.
السبيل:
يقع بين برج الساعة والمسجد ملاصقاً للسور الشمالي للقصر وقد عني الأمير بزخرفته، حيث توجد زخارف كتابية عبارة عن كلمة زمزم مكررة كذلك نقش اسمي محمد وعلي.
متحف الصيد:
يضم العديد من المقتنيات أغلبها لحيوانات وطيور وزواحف محنطة وقرون لغزلان وحيوانات جبلية أخرى كما يوجد تماثيل لطيور وحيوانات من البرونز والصيني والعاج بالإضافة إلى وجود لوحات زيتية عديدة.
سراي الإقامة:
كان الامير محمد علي توفيق يُقيم بها حتى عام 1952م انشئت السراي على منوال قصور السلاطين العثمانيين في اسطنبول، وبجوار الباب الخارجي توجد لوحة مكتوبة بالخط الكوفي تقول: «أنشأ هذا القصر دولت البرنس محمد علي باشا سنة 1321هـ الموافق 1902م››
تتكون السراي من طابقين وملحق بها برج يطل على مناظر القاهرة والجيزة، الطابق الأول يضم بهو "النافورة" وقد سمي بهذا الاسم لوجود نافورة من الآلبستر تتوسط القاعة تم تنفيذها على الطراز الأندلسي وينتشر داخلها الزخارف والكتابات الإسلامية، وحجرة الحريم، والصالون الأزرق، حجرة الطعام، وحجرة المدفئة، ومكتب ومكتبة الأمير، أما الطابق الثاني فيضم حجرات للنوم وقد التقى الأمير في هذه السرايا بكلاً من تشرشل وروزفلت ابان الحرب العالمية الثانية.
سراي العرش:
صُممت السراي على الطراز العثماني المعروف باسم "الكشك" تتكون من طابقين الطابق الأرضي يطلق عليه "قاعة العرش" وهي عبارة عن قاعة كبيرة بها طاقم خشبي مذهب من الكنب والكراسي المكسوة بالقطيفة، ويُزين الجدران مجموعة صور لحكام مصر من أسرة محمد علي، بجانب صور لمناظر طبيعية.
أما الطابق العلوي فمكون من قاعتين للجلسات الشتوية وحجرة الأوبيسون سميت بهذا الاسم لأن جدرانها مغطاة بنسيج الأوبيسون الفرنسي، وهي مخصصة لمقتنيات إلهامي باشا "جد الأمير محمد علي لأمه".
المتحف الخاص:
يتكون من 15 قاعة يتوسطها فناء به حديقة صغيرة، يضم المتحف كل ما جمعه الأمير من مقتنيات إسلامية وتحف من أنحاء العالم، كما يضم مخطوطات نادرة ومصاحف وأدوات كتابة وسجادًا نادرًا.
قصر الامير محمد علي توفيق على خرائط جوجل
تاريخ التحديث:2024