جارى تحميل الموقع
28 الخميس , مارس, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
أشهر الألقاب في مصر (ألقاب الحكام)
20 ديسمبر 2020
About

للاستماع إلى الموضوع

 
 
عرف حكام مصر منذ فجر التاريخ ألقابا عدة، فمنذ أن وحد الملك "مينا" مصر، وأسس أول أسرة حاكمة؛ والأسرة هنا لا تعني الانتماء للعائلة بل تعني النظام، وبدأ عصر الأسرات في مصر القديمة مرورا بالدول والإمبراطوريات المختلفة التي تناوبت على حكم البلاد وصولا إلى فجر دولة ثورة يوليو 1952 وقيام الجمهورية المصرية حمل خلالها حاكم مصر ألقاباً مختلفة لكل منها دلالاته ومعانيه اللفظية والسياسية وهنا نستعرض أشهر هذه الألقاب.

الملك مينا (نارمر)

 

أولا الفرعون:

اعتاد أغلبيه المتناولين للتاريخ المصري القديم تلقيب الملك بــــ"الفرعون"، ومؤخراً خرجت بعض الدراسات التي تنفي استخدام الملوك المصريين القدماء لهذا اللقب، سواء بحكم تأخر استخدامه إلى عصر الدولة الحديثة، أو لقول بعضهم إنه كان "اسم علم" لملك بعينه هو المعاصر للنبي موسى عليه السلام، وفي كل الأحوال فإن رتبة "الملك" في مصر القديمة، كانت ذات معنى واحد ثابت من الناحية "الدنيوية"، فهو الملك الحاكم المُطلَق، الذي يملك الأرض والمصائر، ويمثل الدولة بشخصه وقراراته ومواقفه، أما من الناحية "الدينية" فمر "الملك" بمراحل مختلفة لها بُعد "ديني"، متمثل في كونه "التجسيد البشري للإله حورس"، وذلك حتى عهد الأسرة الرابعة، ثم صار الملك "ابن الإله" وليس مجسدا له، وفي نهاية الأسرة السادسة، تغيّر المعنى "الإلهي" للملك المصري، فصار "نائباً عن الآلهة في حكم مصر والمستمد قداسته من حكمه بالعدل والحكمة وليس لمجرد كونه الملك".
 
ثانيا المقوقس:
كلمة يونانية معناها المفخم أو المبجل، وكان يطلق هذا اللقب على حاكم مصر في نهاية العصر الروماني، ويعتقد البعض أنه اسم لشخص، إلا أنه كان لقبا، كما نقول اليوم "صاحب الجلالة أو عظمة السلطان أو فخامة الرئيس"، ومما يدل على مكانة المقوقس الخارجية رسالة الرسول "صل الله عليه وسلم" إليه يدعوه فيها إلى الدخول في الإسلام، ونصها " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط ......."، وظل هذا اللقب حتى الفتح العربي لمصر.
    رسالة الرسول صل الله عليه وسلم إلى المقوقس

رسالة الرسول صل الله عليه وسلم إلى المقوقس

ثالثا الوالي:

الشخص الذي يُعيّنه الخليفة حاكماً على ولاية من ولايات دولة الخـلافة وأميراً عليها، فمنذ فتح العرب مصر في منتصف القرن السابع الميلادي، حتى استيلاء الفاطميين عليها سنة 969م، حمل حاكمها لقب "الوالي"، وهو ممثل الخليفة. وكان الوالي يخاطب الخلافة مباشرة، ولم تكن صلاحياته ثابتة. فمنها "إمامة الصلاة"، ويعني ضمنياً أنه إمام أهل ولايته، وولاية "الخِراج"، وهي الإدارة المالية لموارد الولاية، وأحياناً أخرى كان الخليفة يعيّن متولياً للخراج تحت إشرافه المباشر. بينما يعيّن الوالي رئيس الشرطة.

 

وفيما يتعلق بالشِق العسكري فكان هناك نوعان: الأول دفاعي يدخل ضمن مهمات الوالي، وهو صد العدوان الخارجي، أما الآخر فكان هجومياً يخضع لرؤية الخليفة. بقي هذا الوضع حتى دخول الدولة العباسية في فترة ضعف الخلافة، وتسلط القادة العسكريين الأتراك على الدولة، ثم استقل الولاة عن السلطة المركزية، مع الاحتفاظ بولاء شكلي لها يتمثل في الدعاء للخليفة في الصلوات، وكتابة اسمه على العملة، وإرسال ضريبة متفق عليها إليه، وقد اختفى هذا اللقب في مصر خلال الدولة الطولونية وحل مكانه لقب أمير مصر، ثم الإخشيد، ثم يعود للظهور مرة أخرى في العصر العثماني ليلقب حاكم مصر بالوالي.

 

رابعا الخليفة:

منذ أن خضعت مصر للخلافة الفاطمية عام 969م، وانتقل المعز لدين الله الفاطمي إلى عاصمته الجديدة "القاهرة" عام 973م وجعلها "دار الخلافة"، تحول لقب الحاكم فيها إلى الخليفة فكان المعز هو أول خليفة فاطمي في مصر، فهو خليفة الرسول محمد "صل الله عليه وسلم" في قيادة المسلمين، من الناحية الدينية المتمثلة في الحفاظ على الشريعة والعبادات، ومن الناحية الدنيوية تتمثل في الحكم والإدارة المدنية والعسكرية، ووفقا للمذهب الشيعي الإسماعيلي، وهو المذهب الرسمي للفاطميين، فإن الخليفة بالضرورة ينتمي لنسل سيدنا علي بن أبي طالب "كرم الله وجه"، والسيدة فاطمة بنت الرسول صل الله عليه وسلم.

الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ( 334هـ /909م- 322هـ / 945م)

الخليفة المعز لدين الله الفاطمي

خامسا السلطان:

هو لقب استعمله كتير من الحكام العرب والمسلمين، والكلمة مشتقه من سُلَط "وهي جمع سلطة" أي التحكم والقدرة، واسُتخدم هذا اللقب في مصر منذ العصر الأيوبي، بعدما قضى صلاح الدين الأيوبي على الفاطميين في مصر عام 1171م، وأقام الدولة الأيوبية، وقد استحضر هذا اللقب معه ضمن الأنظمة التي كانت سائدة في ظل دولة السلاجقة، والسلطان هنا يعني المستقل عن الخلافة في أموره الإدارية والعسكرية.

 

صلاح الدين الايوبي 

واستمر هذا اللقب خلال العصر المملوكي، ثم اختفى في بداية العصر العثماني، ثم عاد للظهور مرة أخرى عام 1914م، فكان السلطان حسين كامل أول من لقب به مرة أخرى وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى حيث أعلنت الدولة العثمانية دخول الحرب ضد إنجلترا ورداً على ذلك أعلنت إنجلترا انفصال مصر عن العثمانيين، وتغيير لقب الحاكم إلى سلطان، وسبب اختيار هذا اللقب تحديداً يعود لأمرين: الأول مساواة حاكم مصر بروتوكولياً بحاكم تركيا في تصريح استقلال مصر عن العثمانيين، والثاني هو أن الإنجليز نفوا آخر خديوي لمصر عباس حلمي الثاني، فخافوا إذا لقبوا من خلفه بنفس اللقب أن يقعوا في مأزق قانوني حول الشرعية الفعلية لحامل اللقب.

  السلطان حسين كامل (21 نوفمبر1853- 9 أكتوبر 1917)
                                                     السلطان حسين كامل                                                                                               الخديوي عباس حلمي الثاني
سادسا الخديوي:
لفظ فارسي يعني "الملك" أو "الوزير" وهو لقب اختص به ولاة مصر العثمانية دون غيرهم من ولاة الدولة العثمانية، ويلقب صاحب هذا المنصب بلقب "الصدارة العظمى" "فخامتلو"، وأول من حمل هذا اللقب الخديوي إسماعيل عام 1867 حيث نجح في استصدار فرمان عثماني، بتلقيب حاكم مصر بـ الخديوي، في مقابل زيادة مبالغ المال المرسلة للباب العالي، وجعل وراثة الحكم في نسله هو بالذات، وليس في أسرة محمد علي كلها. فضلاً عن الحق في الاستدانة من الخارج، دون الرجوع للدولة الأم. وعام 1873 حصل على الاستقلال السياسي لحكمه عن الباب العالي، بشرط التبعية الدبلوماسية الخارجية، وبعض القيود الحربية ودفع الجزية.

الخديوي إسماعيل (245 هـ / 31 ديسمبر 1830 - 1312 هـ / 2 مارس 1895)

الخديوي إسماعيل

سابعا الملك:
أعلنت بريطانيا استقلال مصر عام 1922 بموجب تصريح 28 فبراير، وانهاء الحماية البريطانية على مصر، وأن مصر "دولة مستقلة ذات سيادة"، تحت مسمى " المملكة المصرية"، مما يعني تبديل لقب الحاكم من سلطان إلى "ملك" فتغير لقب السلطان فؤاد الأول إلى لقب فؤاد الأول ملك مصر والسودان وسيد النوبة وكردفان ودارفور، وكانت بريطانيا تهدف من هذا اللقب مساواة حاكم مصر بالحاكم البريطاني في اللقب، كدليل على استقلالية مصر عن التاج البريطاني وإن كانت شكلية.
 

الملك فؤاد الأول

ثامنا الرئيس:

لقب يدل على منصب القيادة فقد أسقط الضباط الأحرار حكم الملك فاروق في 23 يوليو 1952، وأجبروه على التنازل عن العرش لإبنه الرضيع أحمد فؤاد الثاني، وتم تشكيل مجلس الوصاية عليه، وفي عام 1953 اٌعلن إسقاط الملكية وإقامة الجمهورية، وتغير لقب حاكم مصر إلى "رئيس جمهورية مصر العربية"، وتبنت مصر النظام الرئاسي الذي يكون الرئيس فيه هو أعلى سلطة في الدولة وهو الذي يختار الحكومة فكان محمد نجيب هو أول من حمل هذا اللقب.
الرئيس محمد نجيب (18 يونيو 1953- 25 فبراير 1954) أشهر الألقاب في مصر

                                                          الرئيس محمد نجيب                                                                                                       الملك فؤاد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للمزيد من الموضوعات "اضغط هنا"