جارى تحميل الموقع
24 الأربعاء , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
متحف الفن الإسلامي

 

تميزت مصر عبر العصور بالعديد من الحضارات المختلفة التي جعلت منها مكانًا ثريًا يحفل بالعديد من الآثار والفنون، ومن أهم الحضارات التي شهدتها مصر كانت الحضارة الإسلامية بكل ما تحتويها من فنون جعلت العالم يقف منبهراً أمام روعة ودقة تصاميمها، وقد اهتمت مصر بإنشاء متحف يضم التحف الإسلامية النادرة ويكون مرجعًا هامًا لمحبي الجمال والعراقة، هذا في الوقت الذي وصل فيه تصنيف هذا المتحف ليكون أكبر معهد تعليمي في العالم يهتم بمجال الآثار الإسلامية والفن الإسلامي ككل.

 

ويضم المتحف الإسلامي مجموعة نادرة تتنوع ما بين "الخشب والجص والمعادن والخزف والزجاج والبلور والمنسوجات ليس فقط المصرية بل من شتى البلاد الإسلامية ومن مختلف العصور، فالمتحف يضم ما يزيد عن 100 ألف قطعة أثرية إسلامية من الهند والصين وإيران مروراً بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال إفريقيا والأندلس لذا فالمتحف يعد من أهم المراجع التاريخية الهامة التي شملت مجموعات فنية فريدة تبين مدى ما وصل إليه الفنان المسلم من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة.

 

نشأة المتحف : 


بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي “إسماعيل” وبالتحديد في سنة 1869م، وتم تنفيذ ذلك في عصر الخديوي “توفيق” سنة 1880م، عندما قام “فرانتز باشا” بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله، وفي عام 1882 كان عدد التحف الأثرية التي تم جمعها 111 تحفة، وتم بعد ذلك بناء مبنى صغير في صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم “المتحف العربي” تحت إدارة فرانتزباشا الذي ترك الخدمة سنة 1892م. وتم افتتاح مبنى المتحف الحالي في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903 ، ثم تم تغيير اسم الدار سنة 1951م إلي “متحف الفن الإسلامي” وكانت معروضاته موزعة في ذلك الوقت بثلاثة وعشرين قاعة مقسمة حسب العصور والمواد .

 

ومر المتحف بمرحلة هامة بين عامي 1983- 1984م، وتم توسيع مساحة المتحف وزيادة عدد القاعات حتى صارت خمسة وعشرين قاعة. ثم مساحة كانت تشغلها محطة الوقود علي يمين المتحف، والتي تم استغلالها في إنشاء حديقة متحفية وكافتيريا.

 

وتوالت بعد ذلك الإهداءات من الأمراء والملوك والهواه، ليعاد ترميمه مرة أخرى عام 2002، وقد تم الاستعانة بمؤسسة (أغاخان) لتخطيط المتحف وخبراء فرنسيون متخصصون لترميم قطع الفسيفساء والنافورات الرخامية، وهى أكبر عملية تطوير يشهدها المتحف خلال مائة عام، واستمرت عمليات الترميم قرابة 8 سنوات، ليعاد افتتاحه مرة أخرى لاستقبال الزوار عام 2010 وذلك تزامنًا مع احتفالات مئوية إنشاء المتحف.      

 

 

وقد شملت أعمال التطوير إنشاء مدرستين متحفيتين إحداهما للأطفال والأخرى للكبار، وإنشاء مبنى إداري بجوار المتحف على قطعة أرض بمساحة 270 متراً، وتتميز واجهة المتحف المطلة على شارع بورسعيد بالفخامة والثراء الزخرفي، وللمتحف مدخلان بُنى على أسلوب العمارة الإسلامية، ويقع أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية، وقد تم توزيع التحف المعروضة بالمتحف – بعد عمليات التطوير – على (25) قاعة مقسمة حسب العصور والمواد، وقد تم تخصيص الجانب الأيمن لعرض الفنون الإسلامية في مصر منذ العصر الأموي إنتهاءً بالعصر العثماني، بينما خصصت قاعات الجانب الأيسر للفنون الإسلامية خارج مصر مثل تركيا وإيران (بلاد فارس) كما يضم المتحف قاعات نوعية منها قاعة للعلوم، وقاعة للهندسة، وللمياه، والحدائق، والكتابات والخطوط، وتركيبات وشواهد القبور والتوابيت المختلفة في العصور  والبلدان الإسلامية.

 

إعادة ترميم المتحف :

 

وفي عام 2014 تعرض المتحف في الرابع والعشرين من يناير لدمار كبير؛ نتيجة  للتفجير الذي استهدف مديرية أمن القاهرة التي تقع بالجهة المقابلة للمتحف, وقد قام العاملون بالمتحف بدور بطولي في حماية المبنى والمقتنيات الأثرية وتخزينها مباشرة بعد إنقاذها من بين الأنقاض, كما قامت إدارة الترميم بالمتحف ببذل مجهود مضاعف لجمع التحف الأثرية من بين الركام والعمل على ترميمها بنجاح.

 

وظل المتحف قرابة العام بعد تفجير عام 2014 حتى تم البدء في إعادة تأهيله مع حلول أوائل عام 2015م, وذلك عن طريق المنح المقدمة من الجهات الدولية المختلفة, ويأتي على رأسها المنحة المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة, التي خصصت لتطوير المتحف من الداخل بالكامل, هذا إلى جانب منظمة اليونسكو, ومركز البحوث الأمريكي, والحكومة السويدية, وكذلك المنحة المقدمة من الحكومة الإيطالية, وقد تم العمل على إعادة النظر في سيناريو العرض المتحفي, والعمل على تلافي بعض عيوب العرض السابق, حيث تم نقل بيت الهدايا إلى الحديقة المتحفية, مع إضافة عدد من القاعات مثل قاعة للعملة والسلاح, وتخصيص قاعة أخرى للحياة اليومية, بالإضافة إلى تخصيص فتارين جديدة للعصر العثماني وعصر أسرة محمد علي, وتغيير مسمى بعض القاعات ليتلاءم مع العرض المتحفي الجديد, هذا إلى جانب تغيير شكل القاعة الرئيسية بمدخل المتحف لتعبر عن رؤية ورسالة المتحف في إبراز عالمية الحضارة الإسلامية, وما قدمته من إسهامات للبشرية في مجالات مختلفة.

 

كل ذلك إضافة إلى تحسين وسائل تدعيم العرض المتحفي؛ مثل إدخال الشاشات التفاعلية, وإضافة مسار للزيارة خاص بالمكفوفين, أما عن بيئة العرض المتحفي فقد تم مراعاة إصلاح بعض المشاكل التي ظهرت في التطوير الذي تم في عام 2010م, حيث تم إغلاق كافة الفتارين ذات الأسقف المفتوحة والتي كانت سببًا في تضرر القطع الأثرية المعروضة بها بفعل الأتربة والعوامل الجوية المختلفة, كما تم اختيار عينات جديدة لزجاج نوافذ المتحف بحيث تقلل من نسبة مرور أشعة الشمس الضارة إلى داخل قاعاته, كما تم كذلك تطوير المخزن المتحفي رقم 16, والذي لم يكن قد خضع للتطوير منذ افتتاح المتحف عام 1903م.

 

وبصفة عامة تعد مجموعة المتحف منهلاً لكل الباحثين والمؤرخين في مجال الحضارة الإسلامية، بل والزائرين على مختلف فئاتهم؛ وذلك للإطلاع على ما قدمته هذه الحضارة للبشرية في المجالات المختلفة, والتي تعد دليلًا على ما وصل إليه الفنان المسلم من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة, يشهد على ذلك أن متحف الفن الإسلامي كان على مر تاريخه ولا يزال قبله لكبار الزوار من ملوك وعظماء العالم.

 

كيف يمكنك الوصول للمتحف :

العنوان : شارع بورسعيد, ميدان باب الخلق, القاهرة.

تليفون : 23909930 / 23901520