جارى تحميل الموقع
19 الجمعة , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
المتحف المصري

 

ليس غريبًا أن تضم القاهرة ... مدينة السحر والجمال بين جنباتها متحفًا عريقًا مثل المتحف المصري والذي ينفرد عن غيره في العالم كونه أكبر متحف في العالم يضم حضارة شعب واحد، كما أنه أول متحف في العالم صُمم ونُفذ منذ البداية ليؤدي وظيفة المتحف عكس ما كان شائعًا في أوروبا من تحويل قصور وبيوت الأمراء والنبلاء إلى متاحف. يضم المتحف بين جنباته أكثر من 150 ألف قطعة أثرية ترجع لعصور فرعونية مختلفة. ولنستكشف معًا تاريخ هذا المتحف الكبير وما يحويه من كنوز أثرية لا مثيل لها.

 

نشأة وتأسيس المتحف

              

لقد بدأ الإهتمام بإنشاء متاحف تضم الآثار المصرية مع الاهتمام العالمي الكبير الذي حظى به فك رموز حجر رشيد على يد العالم الفرنسي شامبليون وكانت النواة الأولى للمتحف ببيت صغير عند بركة الأزبكية القديمة "وسط القاهرة" حيث أمر محمد علي باشا عام 1835م بتسجيل الآثار المصرية الثابتة ونقل الآثار القيمة له وسمى بمتحف الأزبكية. وأشرف عليه الشيخ رفاعة الطهطاوي.

 

وقبل هذا التاريخ كانت القنصليات الأجنبية في مصر تقوم بإرسال الآثار المصرية إلى أوروبا وإزدهرت تجارة الآثار المصرية خلال القرن التاسع عشر، لكن استطاع رفاعة الطهطاوي إصدار قرار بمنع التهريب والإتجار في الآثار المصرية إلى الخارج. ولكن بوفاة محمد علي باشا عام 1849م عادت الأمور مرة أخرى إلى عهدها الأول حيث عادت سرقة الآثار مرة أخرى.

 

وفي عام 1858م تم تعيين (مارييت) كأول مأمور (لإشغال العاديات) أي ما يقابل حاليًا رئيس مصلحة الآثار. وقد وجد أنه لابد من وجود إدارة ومتحف للآثار ولذلك قام باختيار منطقة بولاق لإنشاء متحف للآثار المصرية ونقلت إليها الآثار التي عثر عليها أثناء حفائرها (مثل آثار مقبرة إعح حتب). وفي عام 1863م أقر الخديوي إسماعيل مشروع إنشاء متحف للآثار المصرية ولكن لم ينفذ المشروع وإنما اكتفى بإعطاء مارييت أرض أمام دار الأنتيكخانة في بولاق ليوسع متحفه.

 

في عام 1878م حدث ارتفاع شديد في فيضان النيل مما سبّب إغراق متحف بولاق وضياع بعض محتوياته.

 

 

وفي عام 1881م أعيد افتتاح المتحف وفي نفس العام توفي مارييت وخلفه (ماسبيرو) كمدير للآثار وللمتحف. في عام 1880م وعندما تزايدت مجموعات متحف بولاق تم نقلها إلي سراي الجيزة. وعندما جاء العالم (دي مورجان) كرئيس للمصلحة والمتحف قام بإعادة تنسيق هذه المجموعات في المتحف الجديد الذي عرف باسم متحف الجيزة.

  

وفي الفترة من 1897 – 1899م جاء لوريه Loret كخليفة لمورجان. ولكن عاد ماسبيرو مرة أخرى ليدير المصلحة والمتحف من عام 1899 – 1914م.

 

وفي يوم 19/4/1897 وضع الخديوي عباس حلمي الثاني حجر الأساس للمتحف المصري وكانت الأرض المقام عليها المتحف في الأصل أرضًا زراعية. وفي عام 1902 اكتمل بناء متحف الآثار المصرية فنقلت إليه الآثار الفرعونية من سراي الجيزة. وقام الخديوي عباس حلمي الثاني بافتتاحه في 5/11/1902.

 

وقام "ماسبيرو" بنقل الآثار إلى المبنى الحالي للمتحف (في ميدان التحرير). وكان من أكثر مساعديه نشاطًا في فترة عمله الثانية العالم المصري أحمد باشا كمال الذي كان أول من تخصص في الآثار المصرية القديمة وعمل لسنوات طويلة بالمتحف.  

الخديوي عباس حلمي يضع حجر الأساس للمتحف

 

 أما أول مدير مصري للمتحف فكان "محمود حمزة" الذي تم تعيينه عام 1950م.  وقد كان للمتحف دليل موجز من وضع ماسبيرو يرجع إلى عام 1883م إلا انه قام بعمل دليل كبير للمتحف الجديد ظل يطبع ويكرر من عام 1915م حتى الآن.    

 

 

صور نادرة حول أعمال بناء المتحف المصري

التصميم المعماري للمتحف

           

      يتعجب الكثيرين عند زيارتهم للمتحف من اختلاف الطراز المعماري اليوناني الروماني والفرنسي لمبنى المتحف بينما يحتوى المتحف على آثار فرعونية ولكن يرجع البعض ذلك إلى انجذاب المسئولين المصريين للعمارة الفرنسية في ذلك الوقت بينما تم  الحفاظ على الطابع الفرعونى فى التصميم الداخلى لقاعات المتحف. فهو يحوي تأثيرات للفن المصري القديم في تصميم حجراته وقاعاته الداخلية؛ فمدخل القاعات يحاكي ضريح المعابد المصرية، والحجرات تحاكي معبد أدفو.

 

 

      وقد تم اختيار تصميم المتحف من ضمن 73 تصميماً قًدم فى الماضي للمسئولين بينما فاز تصميم المهندس الفرنسي "مارسيل دورنون" والذي شيده على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية. أما واجهة المتحف فهي على الطراز الفرنسي بعقود دائرية ، تزينها لوحات رخامية لأهم وأشهر علماء الآثار في العالم، وعلى جانبي باب الدخول الخشبي تمثالان كبيران من الحصى لسيدتين على الطراز الروماني، ولكن برؤوس فرعونية. 

       وتجدر الإشارة بأن القاعات الداخلية فسيحة والجدران عالية. ويدخل الضوء الطبيعي خلال ألواح الزجاج على السقف ومن الشبابيك الموجودة بالدور الأرضي. أما ردهة المتحف الوسطى فهي أعلى جزء من الداخل حيث عرضت فيها الآثار مثلما كانت موجودة في المعابد القديمة. وقد روعي في المبنى أن يضم أى توسيعات مستقبلية، كما يتناسب مع متطلبات تسهيل حركة الزائرين من قاعة إلى أخرى.

 

موقع المتحف

 

     يقع المتحف فى الجانب الشمالي من ميدان التحرير وسط مدينة القاهرة بالقرب من محطة مترو السادات.

 

    وكانت الأرض التي بني عليها المتحف في الماضي أرضًا زراعية وقد قام الخديوي عباس بافتتاحه عام 1902 وقد سجل مبني المتحف المصري ضمن المباني التاريخية الممنوع هدمها.

 


محتويات المتحف

 

 

ميدان التحرير

يضم المتحف المصرى أكثر من 150 ألف  قطعة أثرية أهمها المجموعات الاثرية التى تم العثور عليها فى مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى فى دهشور  عام 1894، ويضم المتحف الأن أعظم مجموعة أثرية فى العالم تعبر عن كل مراحل التاريخ المصرى القديم، ومن مجموعات المتحف الهامة :

 

أ – مجموعة عصور ما قبل التاريخ

      وهي التي تمثل النتاج الحضاري للإنسان المصري قبل معرفة الكتابة والذي استقر في أماكن كثيرة في مصر في شمال البلاد ووسطها وجنوبها. وتتضمن المجموعة أنواعا مختلفة من الفخار وأدوات الزينة وأدوات الصيد ومتطلبات الحياة اليومية.

 

 

ب – مجموعة عصر التأسيس ( الأسرتان الأولى والثانية)

مثل صلاية نعرمر وتمثال خع سخموي والعديد من الأواني والأدوات

 

 

ج – مجموعة الدولة القديمة      

      والتي من أهمها تماثيل زوسرو خفرع ومنكاورع وشيخ البلد والقزم سنب وبيي الأول وابنه مري أن رع والعديد من التوابيت وتماثيل الأفراد والصور الجدارية ومجموعة الملكة حتب حرس.

 

د – مجموعة الدولة الوسطى

      وتضم العديد من الآثار والتي من أهمها تمثال الملك منتوحب الثاني ومجموعة تماثيل بعض ملوك الأسرة 12 مثل سنوسرت الأول وامنمحات الثالث وغيرهما، والعديد من تماثيل الأفراد والتوابيت والحلي وأدوات الحياة اليومية، وهريمات بعض أهرامات الفيوم.

 

هـ - مجموعة الدولة الحديثة

      ولعل أشهر ما فيها مجموعة توت عنخ آمون وتماثيل حتشبسوت وتحتمس الثالث ورمسيس الثاني بالإضافة إلى العجلات الحربية والبرديات والحلي ومجموعة إخناتون ولوحة إسرائيل وتمثالي أمنحتب الثالث وزوجته تي ومجموعة التمائم وأدوات الكتابة والزراعة، ثم مجموعة المومياوات الملكية التي تعرض في قاعة خاصة بها والتي افتتحت عام 1994م.

توت عنخ أمون

 

و – مجموعة العصور المتأخرة

      وتضم آثاراً متنوعة من بينها كنوز تانيس التي تمثل بعض الآثار المصنوعة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة والتي عثر عليها في مقابر بعض ملوك وملكات الأسرتين 21، 22 في صان الحجر. هذا بالإضافة إلى بعض التماثيل الهامة مثل تمثال آمون ومنتومحات وتمثال للإلهة تاورت ولوحة قرار كانوب (أبو قير) ولوحة بعنخي.

المراجع:

-  المتحف المصري، موقع ويكيبيديا

-  المتحف المصري بين الأصالة والتجديد، موقع عربيات

-  ثورة بناير ثورة شباب مصر، مجلة نصف الدنيا، مؤسسة الأهرام.