جارى تحميل الموقع
18 الخميس , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

أسوار القاهرة وأبوابها

 

القاهرة أكبر المدن العربية والإفريقية وأكثرها نشاطًا وحيوية تحتل مكانًا جغرافيًا فريدًا في وادي النيل عند التقاء الدلتا بالصعيد، وملتقى الصحراوين الغربية والشرقية وإذا كانت الصحراء هي السور الطبيعي لمصر، إلا أنها لم تكن كذلك للقاهرة، فقد كانت العاصمة بموقعها وأهميتها موطن الخطر الخارجي فكان السور ضرورة استراتيجية حولها في حين لم تعرف المدن الإقليمية المصرية السور أو الحائط عدا بعض الموانئ والثغور.

  

                                                                                باب النصر

 

وتضم القاهرة عددًا كبيرًا من الأبواب التاريخية التي أنشئت في أسوار القاهرة لتحمي القاهرة على مر العصور، وتعد هذه الأبواب من روائع العمارة الحربية في الحضارة الإسلامية لما تتميز به مِن شموخ وروعة وجمال في الفن المعماري والتصميم، وتمثل العمارة الحربية في العصر الفاطمي، وتعبر عن الهيبة والعظمة لذلك العصر، ويضم السور ثمانية أبواب باب زويلة، وباب الفرج في الجنوب، وباب الفتوح، وباب النصر في الشمال، وباب القراطين الذي عرف فيما بعد بباب المحروق، وباب البرقية في الشرق، وباب سعادة، ثم باب القنطرة في الغرب.

  

باب زويلة                                                                  باب الفتوح

 

ولم يتبق منه إلا بقية ضئيلة موجودة في شارع الجيش وهم ثلاثة أبواب: باب الفتوح، وباب زويلة، وباب النصر، التي قام ببنائها ثلاثة إخوة جاءوا إلى مصر من أرمينيا، فقام كل واحد ببناء باب من الأبواب الثلاثة بأمر بدر الجمالي، وقد بنيت أبواب القاهرة التي شيدها بدر الجمالي من الحجارة وهي أبنية ضخمة سواء من حيث الساحة التي تشغلها كل بوابة من حيث ارتفاعها الذي يزيد عن عشرين متراً، أو من حيث الكتل الحجرية التي استخدمت في بنائها ويتقدم كل بوابة داناتان أو برجان ضخمان في الجهة الخارجية عن سمت الأسوار ويظهر في بوابة النصر أقدم أمثلة لتجميع الصنج المعشقة في عمارة القاهرة إن لم يكن في تاريخ العمارة كلها.

وظلت هذه الأبواب تحمي القاهرة على مر العصور ونظًرا لأهميتها التاريخية فلذلك دائمًا ما تحظى بالترميم للحفاظ عليها لأنها تمثل نماذج فريدة للتحصينات الحربية في العصر الإسلامي، ولا يوجد مثيل لها على الإطلاق بما فيها الأسوار والقلاع التي تعلوها، وقد بلغت أعمال البناء فيها درجة من الكمال لم تصل إليها مرة أخرى في مصر، وقد أثارت هذه الأبواب إعجاب رحالة القرن الثامن عشر الأوروبيين الذين سجلوا إعجابهم بها في كتب رحلاتهم.