جارى تحميل الموقع
28 الخميس , مارس, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

أشهر المجموعات الأثرية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

مجموعة الغوري ... (مدرسة ومسجد ومنزل وقبة وسبيل وكُتاب قانصوة الغوري)

 

أنشأ هذه التحفة المعمارية الملك الأشرف أبو النصر قنصوه الغوري من بيردي الشركسي ، وأصله جركسي الجنس من مماليك الأشرف قايتباي ، وقد نودى به ملكا على مصر سنة 906 هـ - 1501م وظل في ملك مصر إلى أن قتل في معركة مرج دابق شمال حلب سنة 922ه -1516م ، وقد حكم مصر ما يقرب من 15 سنة، وقد عُرف الملك الغوري بعشقه للعمارة الإسلامية، وترك ثروة فنية معمارية متميزة بمصر وحلب والأقطار التي حكمها. كما اهتم بتحصين مصر فأنشأ قلعة العقبة وأصلح قلعة الجبل وأبراج الإسكندرية. وجدد خان الخليلى فأنشأه من جديد وأصلح قبة الإمام الشافعى ومسجد الإمام الليث وأنشأ منارة للجامع الأزهر.

 

الوصف المعماري للمجموعة:

تقع مجموعة الغوري على ناصية شارع المعز لدين الله عند تقاطعه مع شارع الغورية. وتضم مسجدًا للصلاة ومدرسة تعليمية لتدريس علوم الفقه والحديث، وبالجهة المقابلة من شارع المعز (الغورية) تقع قبة للدفن، وخانقاه للصوفيين، وسبيل، وكتاب، ومقعد، ومنزل سكني، ومنارة(مئذنة)، وقد تم الربط بين الجزئين بسقيفة خشبية، كما نجد بالقرب من المجموعة الوكالة وهي منشأة مدنية تعتني بالتجارة والمسكن، وتتمتع المجموعة بتجسيد مبهر للفن الإسلامي في العصر المملوكي ويتجلى ذلك في الوزرة الرخامية السفلية بإيوانات المدرسة، والزخارف النباتية المحفورة على الحجر والرخام بالواجهات الخارجية، والأسقف الخشبية ذات الزخارف النباتية والهندسية والكتابية الملونة والمذهبة، ومنبر خشبي وكرسي للمقرئ مطعمين بالعاج والأبنوس.

 

وقد أنشأها السلطان قنصوه الغوري بين عامي (909هـ ـ910هـ/1504م ـ 1505م) وإليكم المزيد عن هذه المجموعة:

المسجد: لهذا المسجد والمدرسة ثلاث واجهات أهمها الواجهة الشرقية التي تشرف على شارع المعز لدين الله، وفتح بها ثلاثة صفوف من الشبابيك يعلوها طراز مكتوب بالخط المملوكي يتضمن آية قرآنية ثم اسم الغوري وألقابه، وتتوجها شرفات مورقة حٌليت أوجهها بزخارف محفورة في الحجر، كما يوجد أسفل الواجهة دكاكين يذهب ريعها لطلبة المدرسة والكتاب وللصوفيين، يتوسط هذه الواجهة المدخل الرئيسي الذي نصل إليه بسلم مزدوج، ويحلى المدخل بتعشقات من الرخام الأبيض والأسود وتغطيه طاقات من المقرنصات، ويغلق عليه باب مكسو برقائق من النحاس، ويؤدى هذا الباب الرئيسي إلى دركاه مربعة كسيت أرضيتها بالرخام الملون الدقيق وغطى سقفها بالخشب المنقوش بزخارف مذهبة، وعبر هذه الدركاه نصل إلى صحن المدرسة الذي يحيط به من أعلى آيات قرآنية مكتوبة بالخط المملوكي، شٌيد هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد: فهو يتكون من صحن يحيط به أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة الذي يشرف على الصحن بعقد مدبب على شكل حدوة الفرس، ويتميز إيوان القبلة بوجود سدلتين من الجانبين، ويحيط بجدرانها وزرة من الرخام الملون تنتهي من أعلى بطراز رخامي مكتوب بالخط الكوفي المزهر ويتضمن آيات قرآنية وتاريخ الفراغ منه -909 هجرية.

 

المئذنة: تقع في الركن الجنوبي الشرقي للمدرسة، تتكون من ثلاث كتل مربعة تضيق كلما ارتفعت؛ ويٌزين المئذنة مشكوات صماء من الآجر؛ ومكسية ببلاطات الخزف ويتوجها خمسة رؤوس كمثرية الشكل.

 

الواجهة الشرقية لمجموعة الغوري:

وفيما يتعلق بالواجهة الشرقية فيوجد بها مدخلاً مشابهاً للمدخل الغربي للمدرسة من حيث الزخارف والمقرنصات والتعشيقات الرخامية، مع مقصورة في الطابق العلوي تٌذكرنا بالفن المعماري الإيطالي. كما نجد في هذه الناحية السبيل-الكتاب الذي يميز هذه المجموعة؛ نظراً لكونه ذو طراز محلي يضم ثلاثة شبابيك للتسبيل تطل جميعها على شارع الأزهر وشارع المعز لدين الله. وهي عبارة عن ثلاث فتحات كبيرة معتبة، ومغطاة بمصبعات حديدية، كما يكسو أرضية السبيل أرضية رخامية، يعلو السبيل كتاب مفتوح من جوانبه الثلاثة بعقدين محمولين على عمود في الوسط ويغطيها رفرف من الخشب محمول على كوابيل خشبية.

 

القبة: تقع في مواجهة المسجد بالواجهة الشرقية من المجموعة، وبها صفين من الشبابيك، الشبابيك السفلية منها معتبة بوزارات من الرخام الأبيض والأسود والعلوية على هيئة شبابيك قندلية، كما يوجد الضريح في الناحية الجنوبية وهو مربع الزوايا يحوي على محراب، ويُبدي زخرفة مشابهة لزخرفة المدرسة، كما زُيّنت أسفل الحيطان بالأبلق. وكانت تغطي الضريح في الأصل قبة من الآجر ترتكز على مثلثات من الحجر المزين بالمقرنص، وكان خارج القبة مُغطى بمربعات من الخزف الأخضر. وقد سقطت القبة في بداية القرن العشرين، ولم يتبق منها سوى قاعدتها المستطيلة ومنطقة الانتقال.

 

وأخيراً نجد الخانقاه للصوفيين وهي عبارة عن فضاء مكشوف فيه خمسة مداخل، تفتح أربعة منها على الفناء الجنائزي والخامس يؤدي إلى شارع المعز. ولا يوجد في الخانقاه أماكن للسكن مما يدل حسب مرسوم الوقف على أن هذا المكان كان مخصصاً للاجتماعات وكانت الوكالة تلعب دور الفندق.

 

الوكالة:

تقع وكالة الغوري التجارية بشارع التبليطة بالأزهر، على مقربه من مجموعة الغوري المعمارية وهي منشأة تجارية سكنية استخدمت كمأوى للتجار الوافدين من مختلف الأمصار، ويتم فصل الجزء السكني فيها عن التجاري مراعاة للخصوصية. وتتجلى بهذه الوكالة روائع الفنون الخشبية والحجرية في أواخر العصر المملوكي بتسقيف الفراغات السكنية، وتزويد فتحات الغرف والقاعات بمشربيات ونوافذ خشبية منفذة بأسلوب الخرط، مع وجود رنك السلطان الغوري (ختم السلطنة) بالواجهات الحجرية للطابق الأول، مع تميز واجهة الوكالة الخارجية باستخدام أسلوب الحجر المشهر (تبادل ألوان الأحجار) ومدخلها الذي يعكس عناصر زخرفية بديعة المنظر في نحت الحجر البارز والغائر.


موقع مجموعة الغوري على خرائط جوجل 

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

-  قانصوة الغوري ، موقع المعرفة.

-  مجموعة السلطان الغوري ، موقع المعرفة.

 

مجموعة سليمان أغا

 

"مجموعة سليمان أغا" تٌعد من أروع وأندر المجموعات الأثرية في القاهرة بطرازها المعماري الذي جعل منها لؤلؤة المنطقة التي تزخر بالآثار الإسلامية، تقع المجموعة بشارع المعز لدين الله على يسار السائر به في اتجاه باب الفتوح وقد أمر بئنشائها الأمير سليمان أغا السلحدار أحد مساعدي محمد علي عام 1253هـ / 1837م وأتم البناء عام . 1255هـ / 1839م،   وقد لعب  الأمير دوراً هاماً في الحياة السياسية بمصر في عهد محمد علي باشا فقد كان واحداً من أربعة أشخاص دبروا لمذبحة القلعة مع محمد علي، يتكون الأثر من جامع لإقامة الشعائر الدينية، وسبيل لسقي المارة وكتاب لتعليم أيتام المسلمين، والجامع معلق، بُني أسفله حوانيت تجاريّة يُصرف ريعها على إقامة الشعائر بالجامع وصيانته. بني الجامع على الطراز العثماني، وهو مستطيل الشكل وينقسم من الداخل إلى صحن يحيط به أربع أروقة تغطيها قباب صغيرة ضحله ترتكز على أعمدة من الرخام، والصحن مغطى بسقف خشبي يتوسطه "شٌخشيخة" للتهوية والإضاءة، بينما إيون القبلة يتكون من ثلاثة أروقة موازية لجدار القبلة مقامة على عقود مستديرة ترتكز على أعمدة رخامية، ويغطي إيوان القبلة سقف من الخشب مزخرف بزخارف بسيطة. يتوسط جدار القبلة المحراب وهو مجوف منحوت بالكامل من كتلة من الرخام، وهو فريد من نوعه، وعلى جانبيه أفاريز مذهبة من الرخام، وبجانب المحراب منبر من الخشب خالي من الزخارف.

 

تتميز واجهة المبنى الحجرية بتتويجها برفرف خشبي مائل للخارج ذي زخارف نباتية مما يعكس الطراز الرومي التركي المتأثر بفنون أوروبا في عصر النهضة بالقرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، كما تعكس الزخارف الرخامية والألوان الزيتية على الأسقف الخشبية طراز الفنون العثمانية المتأثرة بالفنون الأوروبية في تلك الفترة. وللمنشأة ثلاثة مداخل؛ الأول الشرقي يؤدي إلى دهليز فسلم صاعد إلى الجامع، وبجواره المئذنة التي تتألف من دورتين أسطوانيتين بينهما دروة، وتتوج المئذنة بشكل مخروطي " القلم الرصاص" الذي يعكس طراز المآذن في العصر العثماني وعصر أسرة محمد علي باشا. أما المدخل الجنوبي فيؤدي إلى الدهليز الموصل إلى الصهريج والسبيل والكتاب، أما المدخل الثالث المتواجد بالواجهة القبلية للجامع فيؤدي إلى الميضأة.

 

وفيما يتعلق بواجهة السبيل: فهي مستديرة مكسوة بالرخام المذهب، وبه أربعة شبابيك من البرونز المصبوب بزخارف مفرغة، وهي واحدة من مميزات المسجد الفخمة. كما توجد لوحة تأسيسية من الرّخام على باب الجامع ولوحة أخرى على واجهة السبيل مكتوبتان باللغة التركية تسجلان تاريخ انشاء الجامع واسم المنشئ ووظيفته وعبارات مدح له.


موقع مجموعة سليمان اغا على خرائط جوجل 

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

  • مسجد سليمان اغا السلحدار، موقع مصر بداية الحكاية.
  • شارع المعز لدين الله الفاطمي، الهيئة العامة للاستعلامات.

 

مجموعة المنصور قلاوون

 

تعتبر مجموعة السلطان المنصور قلاوون بداية لظهور طراز معماري جديد، وهو ما يُعرف باسم "المجمَّعات المعمارية"، التي تشتمل على أكثر من وحدة معماريَّة مختلفة الأغراض، تقع مجموعة قلاوون بشارع المعز، أنشأها السلطان المنصور سيف الدين قلاوون أحد أشهر سلاطين دولة المماليك البحرية، وتعد من أقدم المجموعات المعمارية الإسلامية الباقية بمدينة القاهرة، وتكتسب المجموعة أهميتها وقيمتها الأثرية والفنية من التفرد والتنوع في التخطيط والتصميم والفنون الزخرفية؛ حيث تم بناء المجموعة على هيئة زاوية قائمة، وتضم المجموعة قسمين، البحري الواقع على يمين الباب الرئيسي وهي واجهة الضريح الذي دفن بها المنصور قلاوون ويعلوه القبة، والقبلي يضم مدرسة تعليمية لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة وإقامة شعائر الصلاة، ومئذنة شاهقة الارتفاع. وبين القبة والمدرسة دهليز يؤدي إلى البيمارستان.

 

الواجهة الرئيسية للمجموعة:

مبنية من الحجر، وتشتمل على وحدات رأسية تتكون من جدران غائرة معقودة ومحمولة على أعمدة رخامية وبداخل كل حنيه ثلاث صفوف من الشبابيك فوق بعضها البعض، السفلية مستطيلة مغشية بمصبعات معدنية من البرونز لإضاءة الداخل، والوسطى قمرية ذات حجاب من الجص المعشق بالزجاج، والعلوية على هيئة قندليات بسيطة من الجص المعشق بالزجاج الملون، ويتوج هذه الواجهة صف من الشرفات المسننة، زخرف وجهها بالزخارف النباتية البارزة، ويتخلل الواجهة أعلى الشبابيك السفلية الطراز الكتابي الذي يحوي تاريخ البناء واسم المنشئ وألقابه.

 

الدهليز الكبير:

يفضي مدخل المجموعة لدهليز به خمسة أبواب، اثنان على اليمين يُؤدِّيان إلى القبة والضريح، واثنان آخران على اليسار يُؤدِّيان إلى المدرسة التي تبرُز عن واجهة القبة بمقدار10م. والأخير نصل منه إلى البيمارستان. يُغطى الدهليز بـــ "كمرات" قوائم خشبية مستعرضة تحصر بداخلها مناطق غائرة مزخرفة بأشكال نجمية والسقف مجلد بالتذهيب والألوان.

 

القبة الضريحية:

يتميز تخطيط القبة الضريحة بأنه مثمن وهو بذلك مشابه لتخطيط قبة الصخرة، وتقام القبة على أربعة أعمدة ضخمة من الجرانيت لها تيجان مذهَّبة وأربع دعامات من الطوب كُسيت بالرخام الدقيق المطعم بالصدف، وتعد من أجمل القباب الضريحية الباقية حتى الان بجمال وغنى زخارفها، وتحتوي جدران الضريح على (وزرات) رخامية مطعّمة بالصدف، فضلا عن المحرابٌ المزخرف بالرخام والصدف الدقيق وكذلك المنبر الذي يعد تحفة فنية في حد ذاته.

 

الضريح:

يتوسط أرضية القبة، وهو عبارة عن منامة، ثم تابوت خشبي عليه كتابات بالخط الكوفي، به ألقاب وأسماء المنصور قلاوون، وقد دفن بهذه التربة المنصور قلاوون وابنه الناصر محمد وحفيده .

 

المقصورة:                                      

يحيط بالتابوت مقصورة خشبية تلتف حول كتلة الدفن، وقد حليت بنقوش كتابية. ويُدخل إلى القبة عبر بابين على يمين الدهليز "الممر الرئيسي للمجموعة"، يؤدى الباب الأول إلى داخل القبة مباشرة، والثاني إلى صحن مكشوف يحيط به من ثلاث جهات رواق مسقوف بقباب ضحلة، ويتوسط الجدار الجنوبي من الصحن مدخل القبة.

 

المدرسة

تتكون من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربعة ايوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يقع بالجهة الجنوبية الشرقية، ويتكون من مستطيل مقسم إلى ثلاثة أروقة، والإيوان الشمالي الغربي وهو إيوان ضخم فقدت واجهته المعقودة، وعلى يمينه فتحة باب كانت تؤدى لممر منكسر يوصل للدهليز الكبير، وبهذا الممر سلم موصل لخلاوي الطلاب، والإيوان الشمالي الشرقي كان بصدره مدخل فرعى تحول الآن إلى المدخل الحالي للمدرسة، بينما الايوان الشمالي الغربي فقد أندثر، وحل محله بائكة تطل على الصحن بعقود مدببة.

 

المئذنة:

 أعاد بنائها الناصر محمد بن المنصور قلاوون سنة ١٣٠٣م، وكتب على المئذنة نص يشير الى اعمال التجديد وتاريخها حيث ان المئذنة الاصلية سقطت أثر زلزال عام ١٣٠٢م. وهي تتكون من ثلاثة طوابق، الأول والثاني مربعان، والثالث أسطواني، ويزخرف المئذنة في الطابق الأول والثاني عقود على هيئة حدوة الفرس، أما الطابق الثالث فمزخرف بعقود ذات زخارف بارزة.

 

السبيل

شيده جمال الدين أقوش عندما تولى نظر البيمارستان في عصر الناصر محمد بن قلاوون 726هـ - 1325م، وقد ألحق بواجهة المدرسة، وذلك عوضاً عن حوض سقى الدواب الذي كان بنفس المكان من الواجهة، وللسبيل قبة محمولة على رقبة مغطاة بالبلاطات الخزفية، ويعتبر الأول من نوعه في العصر المملوكي البحري.

 

البيمارستان

«البيمارستان» كلمة فارسية الأصل تعنى (مستشفى) ومعناها «محل المریض»، يدخل إليه من نهاية الممر الرئيسي المنكسر للمجموعة، وكانت تشتمل على أقسام خاصة بالرجال وأخرى بالنساء، وأقسام للجراحة والتجبير وأمراض العيون والأمراض النفسية والعقلية، وقاعات لعزل المرضى ذوي الحالات الخطيرة، كما قام البيمارستان بوظيفة المستشفى التعليمي، حيث اشتمل على قاعات المناقشات العلمية بين الطلبة والأطباء، ومكتبة وصيدلية، وقد اختفى الإيوان الجنوبي الغربي، وحل محله مستشفى الرمد، أما سبب بناء البيمارستان فإن الملك المنصور عندما توجه وهو أمير إلى غزو الروم إبان عهد الظاهر بيبرس، أصابه بدمشق مرض عظيم فعالجه الأطباء بأدوية من بيمارستان نور الدين محمود في دمشق فبرئ، فنذر إن أتاه الله الملك أن يبنى (بيمارستان) في مصر، وبالفعل بناه على غرار البيمارستان الموجود بدمشق.

 

وكلمة بيمارستان في اللغة تعني "دار المرضى"، إلا أنه وبعد تحوله لعلاج الأمراض العقلية فقد تحول المعنى الشعبي لدى المصريين ليخصوا به المجانين والمستشفيات التي يعالجون بها حتى الآن، مع اختصاره إلى لفظ "المارستان"، وقد زوّد البيمارستان بالأطباء في جميع التخصصات والممرضين والأثاث والأدوات والأدوية اللازمة. ولم يبقَ من البيمارستان اليوم غير أجزاء قليلة منها جزء من الإيوان الشرقي يحتوي على بقايا فسقية رخامية وشادروان كان مزخرفاً بالرخام الدقيق ويشبه إلى حد كبير ذلك الموجود في قصر العزيزة في باليرمو في صقلية (اكتمل بناؤه بين العامين 561 و 570 هـ / 1166 و 1175 م).

 

ست الملك:

وقد اختار قلاوون لبناء البيمارستان قاعة ست الملك ابنة العزيز بالله الفاطمي والتي آلت بعد ذلك إلى مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل الأيوبي. وكانت القاعة تقع في نهاية المجمع وتشتمل على أربعة إيوانات.


موقع مجموعة المنصور قلاوون على خرائط جوجل

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع :

- مجمع السلطان المنصور قلاوون، discover Islamic art.

- «مجموعة قلاوون» لؤلؤة شارع المعز في القاهرة الإسلامية، موقع جريدة الشرق الأوسط.

 

 

 

 

السلطان الأشرف قايتباى "المحمودي"(872: 901 هــ/ 1468: 1496م)

 

الملك الأشرف أبو النصر سيف الدين قايتباي الجركسي المحمودي الظاهرى تعود أصوله لمدينة القفجاق على نهر الفولجا بروسيا حالياً، استقدمه تاجر يدعى محمود بن رستم إلى مصر ولقب بالمحمودي نسبة إلى تاجره، والظاهرى نسبة إلى مُعتِقه السلطان الظاهر جقمق.

 

اشتراه السلطان برسباي ومن بعده السلطان جقمق الذي أعتقه من الرق، وجعله من مماليكه الخاصكية (المحيطين بالسلطان للخدمة والحراسة) وتقلد العديد من الوظائف إلى أن أصبح سلطان مصر والشام والحجاز. استمر حكمه لمدة 29عاماً مما أسفر عنه استقرار الحياة السياسية والفنية في البلاد. يتميز السلطان قايتباى بأنه صاحب مدرسة معمارية مصرية وذلك لكثرة ولتنوع المنشآت التي أمر بإنشائها، ولم تقتصر المنشآت على القاهرة وإنما امتدت للإسكندرية وطنطا ودسوق والصالحية، وخارج مصر في الحجاز والمدينة المنورة والقدس الشريف ودمشق وغيرها.... ... ترك السلطان قايتباى اسمه على ما يزيد عن سبعين أثر.

 

واليوم سنتناول معاً أحد أعماله الموجودة بالقاهرة وهي "مجموعة السلطان قايتباى "بقرافة المماليك.

 

وهي مجموعة معمارية أثرية تضم عدة منشآت تتمثل في مسجد ومدرسة وملحقاتها وقبة وسبيل وكٌتاب ومقعد للسلطان وحوض لسقاية الدواب وربع لإقامة الصوفية، وتُعد هذه المجموعة من أبدع وأجمل المجموعات المعمارية وذلك لجمال تنسيقها.

 

الواجهة البحرية هي الواجهة الرئيسية للمجموعة وبها المدخل الرئيسي على يساره يقع سبيل يعلوه كٌتاب ذو وجهتين، الغربية ذات عقدين والشرقية ذات ثلاث عقود. اما يمين المدخل فتقع المئذنة التي تُعد من أرقى المآذن في مصر وهي تتكون من ثلاث دورات. يؤدي المدخل إلى دركاة الدخول وهي مستطيلة بصدرها مصطبة مؤزرة بالرخام بصدرها نافذة عليها مصبعات من البرونز تفتح على إيوان القبلة، وكانت هذه المصطبة مخصصة لجلوس السلطان عند زيارته للمنطقة، وبالدركاة بابان الأيمن يوصل عبر دهليز إلى دور قاعة المدرسة، والثاني يؤدي إلى المئذنة والكٌتاب.

  

يتكون المسقط الأفقي للمدرسة من دور قاعة مغطاة بشخشيخة محاطة بأربع إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يشرف على الدور قاعة بعقد مدبب ويتوسط الإيوان المحراب، وسقف الإيوان من الخشب المكون من بلاطيم تحصر بينها مناطق مربعة ومستطيلة، مجلدة بالتذهيب والألوان. بزوايا الدور قاعة أربعة أبواب متشابهة في أشكالها يغلق على كل باب منها مصراعان من الخشب بصفائح علوية وسفلية تحمل اسم السلطان قايتباى والدعاء له، الباب الموجود بالركن الغربي يؤدي لسلم يهبط إلى الباب الغربي للمسجد والمعروف بـ “باب السر".

  

بجوار إيوان القبلة قبة الضريح وتبرز عن الواجهة الجانبية وهي مغطاة بقبة حجرية محمولة على مقرنصات مزخرفه بزخارف نباتية. ويوجد بأرضيتها مدفنان أحدهما أمام المحراب يعلوها تركيبة كبيرة دٌفن أسفلها السلطان قايتباي وكل أسرته من الذكور، والأخرى مخصصة لدفن الإناث من أسرة السلطان.

 

أما الإيوان الغربي قُسم إلى ثلاثة أقسام، القسم القبلي منه به حجرة المكتبة التي نقلت إلى دار الكتب المصرية.

 

 أما الحوض فهو بناء مستطيل يقع بين ربع الصوفية والمدرسة وكان يستخدم لسقاية الدواب، وهو عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل يحيط به من الخارج سور حجري يعلوه سور حديدي، وفيما يتعلق بالربع فهو عبارة عن بناء من ثلاثة طوابق، كما يوجد بالجهة الغربية للمسجد مقعد السلطان.


موقع مجموعة السلطان اشرف قيتباي على خرائط جوجل