جارى تحميل الموقع
19 الجمعة , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

ميدان التحرير

   

قلب القاهرة الحديثة ومدخلها الرئيسي يتصل الميدان بعدة محاور هامه مثل رمسيس والجلاء وطلعت حرب وقصر العيني، ويقطع الميدان شارع التحرير "الإسماعيلية سابقاً" المتصل بكوبري قصر النيل، ويمتد شرقاً إلي ميدان "باب اللوق" وميدان "عابدين". وهو الشارع الذي أراد به الخديوي إسماعيل ربط ثكنات قصر النيل بقصر عابدين "مقر الحكم"، كما يمتد الشارع غرباً من كوبري الجلاء حتى بولاق الدكرور.

 

سبب التسمية:

 عُرف الميدان والشارع قديماً باسم "الإسماعيلية" نسبه إلى الخديوي إسماعيل، وإلى سرايا الاسماعيلية التي أهداها إسماعيل لزوجته الثالثة "جشم آفت خانم أفندي" وكان من المخطط أن يتوسط الميدان تمثال للخديوي إسماعيل إلا أن التمثال وصل مصر عقب ثورة يوليو1952م، ولم يتم وضعه فيه، ثم تغيير اسمه إلى "التحرير" بعد سقوط الملكية وقيام الجمهورية، كما أطلق عليه أيضا في بعض الفترات ميدان "السادات" ولكن التحرير ظل ثابت في أذهان الناس.

  

الخديوي إسماعيل                                                                   سرايا الاسماعيلية

 

الميدان قديماً:

كان ميدان التحرير في عصر قدماء المصريين عباره عن رقعه من الصحراء، وبعد بناء القاهرة الفاطمية، غُيَّر نهر النيل مجراه، وأصبحت تلك المنطقة عباره عن مستنقع يغطيه الماء أثناء مواسم الفيضانات، وبنهاية القرن الثامن عشر، وفي الوقت الذي أحتل فيه نابليون القاهرة، كانت الأرض قد جفت بدرجة سمحت للفرنسيين بأن يقيموا معسكراتهم هناك، ولم تكن شبكة السدود التي بنُيت للتحكم في فيضان النهر قد ظهرت حتى عصر محمد على "مؤسس مصر الحديثة" وقد أدت هذه السدود إلى استقرار ضفاف النيل في القاهرة.

  

 

الميدان في عصر الخديوي إسماعيل:

تعتبر فترة حكم الخديوي إسماعيل (1863- 1879م) من أبرز فترات التحول في في البعد المادي لمدينة القاهرة والذي صاحبه تحولا في البيئة الإجتماعية والثقافية، فقد كانت رؤية إسماعيل هي الانفتاح على الحضارة الأوروبية،  وذلك من خلال تطوير البنية العمرانية للقاهرة وتحويلها إلى  مدينة ذات طراز أوروبي، فترك المدينة القديمة" القاهرة الفاطمية وقلعة الجبل" على حالتها وقام ببناء الأحياء الجديدة غرب النيل مع إدخال بعض العناصر الجديدة التي لم تكن لها أصول في المدينة القديمة كالشوارع العريضة والميادين الدائرية والحدائق العامة الواسعة والأوبرا والقصور، وأصبح السكن في الضاحية أحد الأهداف الاجتماعية، ونتيجة لذلك أُنشأت منطقة وسط البلد كمركز جديد للمدينة، وإنشاء ميدان التحرير "الاسماعلية سابقاً" مشابه لميدان "لى توال الباريسي" ليتوسط العاصمة وليربط قصر عابدين بشارع مستقيم وعريض كشارع "الشانزليزيه".

  

ويعتبر ميدان التحرير من الميادين القليلة في القاهرة ذات التخطيط الجيد والفريد، فهو كالنور الذي يشع منه أشعة، تلك الأشعة هي الشوارع التي تتفرع منه مثل شارع البستان، شارع محمد محمود، وشارع طلعت حرب، وشارع التحرير والفلكي وشارع قصر العيني.

 

أهم الأحداث التي وقعت بالميدان او "ارتبطت بالميدان":

شهد ميدان التحرير العديد من الأحداث التاريخية الهامة التي سُجلت بحروف من نور في التاريخ ومنها مظاهرات المصريين ضد الاحتلال البريطاني، وحشد المواطنين المتطوعين لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، وانعقاد أول مؤتمر قمة عربي في مبنى جامعة الدول العربية الموجود بالميدان، كما كان نقطة تجمع حشود المواطنين عام 1967 قبل توجهها لمنشية البكري لتعبر عن رفضها لقرار تنحي الرئيس جمال عبد الناصر عقب نكسة 1956، وفي عام 1972 شهد الميدان مظاهرات طلاب جامعة القاهرة ضد الرئيس أنور السادات لحث الرئيس على شن حرب ضد إسرائيل، وبعد عام واحد شهد نفس الميدان أكبر حشد ولكن هذه المرة لتحية السادات على انتصارات أكتوبر 1973، ولم تتوقف الأحداث فقد شهد الميدان عام 2011 ثورة المصريين ضد نظام الرئيس الراحل مبارك، وأخيراً ثورة 30 يونيو عام 2013. 

 

معالم الميدان:

يمكنك مشاهدة العديد من الأماكن الشهيرة حول الميدان ومنها؛ مقر جامعة الدول العربية، المتحف المصري، مسجد عمر مكرم، موقف سيارات عمر مكرم المكون من أربع طوابق تحت الأرض ويغطي سطحه حديقة عامه يتوسطها تمثال عمر مكرم، مجمع التحرير، فندق "ريتز كارلتون النيل القاهرة".


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: عرفة عبده على: القاهرة في عصر إسماعيل